طمليه.. يوقّع لها... بطبيعة الحال!

طمليه.. يوقّع لها... بطبيعة الحال!
الرابط المختصر

ليس غريبا أن ترى قاعة مليئة بالمثقفين من كتاب
وقراء وفنانين مندفعون بلهفة للمشاركة بحفل توقيع كتاب القاص والصحفي محمد طمليه
والذي يحمل عنوان "إليها .. بطبيعة الحال"، الصادر حديثاً عن منشورات
البنك الأهلي الأردني.فقد استطاع القاص محمد طمليه بثقافته وفكره
الإبداعي أن يجسد ما كتبته أنامله في عقول توغلت في عالمه وعرفت معنى جديداً للإنسانية
ولكن على طريقته، تاركاً في ذلك بصمات اعجاب وحب ورضى في قلوب محبيه وقاريئه.


وهذا
ما حصل في قاعة المركز الثقافي مساء يوم الاثنين الماضي حيث امتلئت بأكملها بالحاضرين
الذين صفقوا من داخلهم وخارجهم، وما أن انتهى القاص من حديثه حتى تسارعت أرجل
الحاضرين حاملين بأيديهم كتابه " إليها بطبيعة الحال" لرغبتهم بالحصول
على توقيعه.


وكان الحفل برعاية رئيس الوزراء السابق العين
فيصل الفايز الذي تحدث عن طمليه بقوله: "نقرأ للكاتب طملية فيترك فينا غصة من
الواقع ويترك فينا مرارة إيجابية؛ كيف؟ لأن هذه المرارة تعطينا الدافع لنقدم ما
نستطيع لتغيير الواقع وهي ليس المرارة السلبية التي تشعر الانسان فقط بالأسى
والحزن".


مضيفاً
الفايز "إننا أمام حالة أسست للكتابة الساخرة في الأردن وهذه الكتابة الساخرة
ليس من نوع اللعب بالكلمات او التراقص باللغة او الامتاع بل هي تعبير عن مفارقات
الواقع اليومي للانسان العربي. بل هي تعبير عن مفارقات الواقع اليومي للانسان
العربي والكتابة الساخرة عند الكاتب محمد طمليه نوع من التحريض ضد السلبيات ودفع
المتلقي للتفكير الجاد والقلق الإيجابي الذي يدفع صاحبه الى العمل والإبداع في كل
مجال من مجالات الحياة".


وختم الفايز بدعوة للاحتفال بطمليه "الذي
يؤسس الى جانب كبار الكتاب الأردنيين ثقافة وطنية تتلمس هموم شعبنا وتنظر الى
المستقبل بعين يلمؤها الأمل وتنحت كل جديد من اجل تقدم ورفعة الادب والثقافة في
الاردن الذي يفتخر بأبنائه المبدعين".


وكان طبيب الكاتب الذي أشرف على علاجه في
المدينة الطبية د.فؤاد كرادشة حاضراً في الحفل، حيث عبر طمليه عن أمتنانه له ولكل
من حضر حفله وشاركه دهشة الكتابة كما أهدى جديده إلى والدته "حليمة"
التي وصفها بقوله: "هي امرأة من طحين، ووجهها رغيف، ويا لها من مفارقة، فقد
ماتت وهي تعد قلاية بندورة لأخي علي، الذي يعود من عمله في الرابعة، ماتت وهي على
رأس عملها كأم".


وقرأ طمليه نصين جاء في أولهما: "هذه ليلة
لا تنتهي والدنيا حر، وضجري يتعزز: الله لو يبزغ نهار البارحة حالاً - أريد
البارحة، وأريد أن أتقدم في العمر بالعكس: أكتفي بهذا القدر من الخيبات - أضع نقطة،
ولا أواصل/ الاستمرار عبث، و"غداً" مشكلة، ويوم الثلاثاء القادم لعين،
والخميس ألعن. بصراحة، "البارحة" أضمن: بات معروفاً وعادياً وما من مجال
للتكهن: نعرف ما جرى لنا، نعرف الأسماء والتواريخ وأسباب نشوب حرب
"البسوس"، نعرف أن الموسم المطري كان جيدا هذا العام، بل أن الثلج هطل
أكثر من مرة، ولعبنا بالكرات البيضاء وصار ثمة صقيع في البواكير، نعرف أننا رأينا
من الجثث الكثير الكثير,،ودمارات عديدة ،وفوضى ومقابر جماعية وسقوطا مريعا على كل المستويات. نعرف
"البارحة" جيدا وتأقلمنا معه
وهنا نضع نقطة ولا نستمر: نرفض أي حديث عن "المستقبل" يكفينا ما فينا:
لن نحتمل ما سوف يجيء - أخذنا نصيبنا من الارهاق والعار".


وطمليه المولود في الكرك العام 1957 له إصدارات هي
"جولة عرق" ,1980 "الخيبة"، 1981 "ملاحظات على قضية
أساسية"، 1981 "المتحمسون الأوغاد"، 1984 و"يحدث لي دون سائر
الناس" 2004 مع الرسام عماد حجاج.

أضف تعليقك