طفل اردني يزن 193 كلغم
تمكن فريق طبي تخصصي في مستشفى الملك عبدالعزيز التابع للشؤون الصحية بالحرس الوطني في الإحساء، من السيطرة على زيادة مطردة في وزن طفل أردني عمره 14 عاماً، منهياً بذلك معاناة استمرت 11 عاماً، حيث بدأت زيادة الوزن غير الطبيعية تظهر على الطفل منذ كان في الثالثة من عمره.
ونجح الطاقم الطبي في إجراء عملية جراحية بالمنظار للأردني محمد أحمد المؤمني، استمرت 3 ساعات يوم الاثنين الماضي، حيث قص الاطباء ثلاثة أرباع معدته وجزءا من أمعائه، وأحدثوا تغييرا في مجرى الطعام وعمل وصلتين: واحدة لامتصاص النشويات بطول 200 سم، وأخرى بطول 50 سم لامتصاص البروتينات والدهون، بحيث لا يزيد امتصاص الجسم من السعرات الحرارية على 1200 سعر، وبذلك تكون خسارة الوزن مؤكدة.
ووفق بيان صادر عن المستشفى، تلقت "الغد" نسخة منه، وضع المريض في العناية المركزة تحت الملاحظة لمدة 24 ساعة بعد العملية، ونقل إلى قسم التنويم في المستشفى بعد أن استقرت حالته.
وقال الدكتور عبدالله الربيعة المدير العام التنفيذي للشؤون الصحية بالحرس الوطني إنه "تم استقبال الحالة المرضية للطفل الأردني المؤمني، بعد توجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي تكفّل بنقله وعلاجه بعد أن عرضت قناة العربية تقريراً عن حالته، اذ وصل وزنه إلى 193 كلغم، الأمر الذي عرض حياته لخطر شديد". وأشار الى أن الجهات الطبية، التي سبق وأن قيّمت حالته، أكّدت على عدم إمكانية علاجه نهائياً.
وعالج مستشفى الملك عبدالعزيز بالإحساء الذي بدأ تشغيله منذ 6 سنوات، أكثر من 365 حالة مشابهة منذ 2003 وحتى الآن، ليحوز الريادة في علاج هذه الحالات على مستوى الشرق الأوسط، وفق الربيعة.
وأشار إلى أنه فور تلقي أوامر خادم الحرمين، جهزت طائرة إخلاء طبي نقلت المريض من عمّان إلى الإحساء، واعتبرت هذه الرحلة أول رحلة إخلاء طبي دولي تصل إلى مطار الإحساء، واستنفرت الجهات الرسمية، وأرسلت فرق خاصة لإجراءات استقبال الحالة.
وأوضح الربيعة أنه وعلى الفور، شكلت لجنة طبية من مختلف التخصصات، إضافة لأطباء من مدينة الملك عبدالعزيز بالرياض لتقييم الحالة، وأجريت للمريض فحوصات الهرمونات والجينات الوراثية والقلب والجهاز التنفسي والهضمي، كما وضعت خطة غذائية إضافة لدراسة نفسية واجتماعية.
وبين الربيعة أن العملية الجراحية تمت بمشاركة فريق طبي عالمي برئاسة البروفسور الدكتور تكينو، أحد ألمع الجراحين في العالم في مجال جراحة السمنة بالمنظار، والدكاترة أحمد السلمان وخالد ميرزا وعبدالمحسن الزكري وطاقم تخدير وتمريض مؤهل ومدرب لإجراء هذا النوع من العمليات.
وأضاف الدكتور الربيعة إنه من المقرر أن ينخفض وزن المريض محمد المؤمني بواقع 60 كلغم خلال سنة واحدة، لافتاً إلى أنه استخدمت في جراحته تقنيات متطورة، دون جراحة كاملة بطريقة تعد الأحدث عالمياً.
من جهته قال أحمد المؤمني والد الطفل إنه "وصل مرحلة اليأس من علاج ابنه، مع تأكيد الأطباء عدم قدرتهم على علاجه، إضافة للتضارب الذي اكتنف عمليات التشخيص، مما أثر سلبا على الطفل وعائلته".
وأضاف ان "مبادرة خادم الحرمين الشريفين والجهود التي بذلها الفريق الطبي الجراحي ومنتسبي مستشفى الملك عبدالعزيز بالإحساء أعادت إليه وإلى أفراد أسرته الأمل"، وقال المؤمني إنّ ابنه كان في عزلة نفسية واجتماعية شديدة بسبب عدم قدرته على الحركة، كما كان يتعرض لاختناق في التنفس كل ليلة.
وأوضح أن الزيادة الكبيرة في وزنه وترهل الشحوم أدى إلى تسلخات ومضاعفات حوّلت حياة الطفل إلى جحيم، فقد منعته من المشي وتسببت في انقطاعه عن الدراسة، إضافة الى عدم قدرته على التعامل مع جيله، وكان بحاجة لرعاية منزلية مكثفة وتنظيف دائم بطرقة صعبة ومرهقة نفسياً، اذ كان يستهلك عبوة بودرة كاملة كل 5 ساعات تقريباً لحمايته من احتكاك أجزاء جسده.
وأثنى المؤمني على جو الألفة والمودة الذي عومل به ابنه وعائلته في المستشفى، مما كان له أثر كبير على تجاوز الطفل لرهبة الموقف، وساعد والده ووالدته نفسياً بشكل كبير.
وأكد على أنّ التعامل الاحترافي من قبل أطقم الأطباء والممرضين والفنيين، ونظام المستشفى الدقيق والمنظم والصارم من حيث معاييره، يستحق كل الاحترام والتقدير.
كما أكّد على تفاعل الكثير من السعوديين مع حالة ابنه، حيث توالى سيل الزائرين والمطمئنين والمهنئين بنجاح العملية دون سابق معرفة، إضافة للاتصالات التي لم تنقطع من قبل متعاطفين مع حالة محمد.
واستشهد المؤمني بسعودي متزوج من سيدة أردنية، كان يتابع حالة ابنه بشكل يومي، عبر الزيارة في المستشفى والاتصالات الهاتفية.
يشار إلى أن مستشفى الملك عبدالعزيز في الإحساء والتابع للشؤون الصحية بالحرس الوطني، يعد أحد أحدث المستشفيات التخصصية حيث يضم متخصصين على أعلى المستويات العالمية في علاج حالات السمنة المفرطة، جراحة السمنة، الجراحة العامة، العظام، المخ والأعصاب، الطب النووي، إضافة لقدرته المتقدمة في رعاية الأطفال الخدج وحديثي الولادة، كما يضم المستشفى تجهيزات ذات معايير فنيه عالية تعد الأحدث عالمياً في جميع التخصصات، كما يقوم المستشفى بنشاط تعليمي طبي متواصل عبر المحاضرات والندوات.