قبل أيام قليلة من نهاية العام الفائت داهمت الأردن عاصفة ثلجية تركزت آثارها السلبية على محافظاته الجنوبية أدت إلى إغلاق الكثير من الطرق،

ومحاصرة المئات من المواطنين والسياح الذين عجزت أجهزة الدفاع المدني وأجهزة المحافظات عن إنقاذهم.

أما الشركات الصناعية الكبرى في الجنوب تنصلت من واجبها تجاه المجتمع المحلي التي هي أولى في دعمه أمام الكم الهائل من التلوث الذي تبثه في سماء المنطقة.

وبرز على وجه الخصوص ضعف البنية التحتية لمواجهة هذا الفصل في المملكة وخاصة في الطرق –وهو أمر تمثل آثاره السلبية في كل الفصول عملياً وليس في فصل الشتاء فحسب-.
ولعل طريق عمان العقبة –الطريق الأساسي الذي يربط شمال المملكة مع جنوبها وصولاً إلى العقبة، هو أحد الأمثلة الساطعة على ضعف شبكة الطرق في الأردن.

يقول خالد هلالات موظف في أحدى شركات النقل أن هذا الطريق يعد مشكلة كبيرة وتحديداً في فصل الشتاء فإذا لم تكن هناك أمطار فهناك عواصف رملية تجعل الرؤية صعبة بل ومستحيلة في بعض الأحيان، أما الشكاوى فذهبت سدى.

ويتفق محمد الباعوني سائق حافلة على خط عمان البتراء مع ذلك بشكل كبير ويزيد عليه عيوب في بنية الشارع نفسه، فلا إضاءات فسفورية تنير للحافلات طريقها، والحفر منتشرة في أكثر من موقع، ناهيك عن مرور الشارع في تجمعات سكانية تجعل مرور أحدهم فجأة على أوتستراد دولي راكباً أم راجلاً أمراً عادياً، أما مرور الحيوانات فحدث ولا حرج .

أما الشارع فتتضاءل سعته سنة بعد أخرى نتيجة تصليحات وزارة الإشغال بدل توسعته وهي مشكلة أساسية تسهم في عدم صلاحية الشارع في بعض الأحيان شتاءً مما يستدعي شركات النقل لتأجيل رحلاتها العادية والسياحية إلى الجنوب حفاظاً على سلامة الركاب.

مشكلة طريق عمان العقبة ظاهرة للعيان وليست مخفية على أحد، وتمس شريحة واسعة من المواطنين والضيوف والسياح، فالطريق دولي ويستخدمه كل من يتجه إلى جنوب الأردن بدءً من اصغر مواطن حتى أكبر مسؤول، بالإضافة إلى الشاحنات الدولية التي تعبر الأردن ذهاباً وإياباً.

ولا يخفى ألأثر السلبي على حركة السياحة الذي يسببه ضعف شبكات الطرق وتحديداً هذا الطريق الحيوي الهام، وهو ما يتناقض مع دعوات تشجيع السياحة المستمرة في كل مناسبة، فالسائح حسب ما يرى محمد بخبرته يهمه في الدرجة الأولى الأمان، الأمر الذي تهدده مشاكل هذا الطريق بشكل واضح.