طبعة قدم على شوارع عمان
"احمر، اصفر، برتقالي، اخضر" أربعة ألوان سيعتاد المار بشوارع عمان على رؤيتها، فهذه الألوان ستزين إسفلت 50 شارعا في مختلف مناطق المملكة على شكل طبعة قدم كبيرة.الفنانة التشكيلية مها أبو عياش أوضحت في حديثها لعمان نت ان فكرة طبعة القدم مأخوذة من طبعة البوستار العسكري:" تم اعتماد البوستار العسكري لما يحمله من دلالات على الواقع الحربي والعسكري الذي يعيشه المواطن يوميا عندما يسلك الشارع".
"فهذه الطبعة رسمت لمواجهة المركبة المرعبة وتم اختيار الشارع تحديدا لما يمثله من مساحة عامة وواسعة وهي الأقرب للتخاطب مع سائقي المركبات وسوف تغير النمط الذي اعتاد المواطن على رؤيته فالألوان ستضفي بريقا جديدا للإسفلت وتكسر من حدة جمود الشارع".
وأشارت انه تم اختيار المواقع التي تتصف بصعوبة تجاوز المركبات فضلا عن المواقع التي تكثر فيها حوادث السير" من هذه المواقع طلعة شارع طبربور الرئيسي والنزهة وجبل التاج وجبل النظيف وغيرها".
وعن التكلفة المادية للمشروع، أوضحت أبو عياش" أن المشروع غير مدعوم من شركات خاصة وأنها تدفع التكلفة بنفسها، و تمنت أن يكون مدعوما من الشركات الوطنية في مراحله المقبلة ".
تغيير للنمط الفكري...
وحول الأثر النفسي لهذه الرسومات أوضح د. محمد الحباشنة ان القيام بهذه الفكرة من شأنها ان يضفي اثرا ايجابيا على نفسية المار بالطريق" لأنها تأخذ نمط الصورة المعرفية وبالتالي يتم التأثير على التوجهات، فاستخدام الرسومات هو الأقدر على الالتصاق بالدماغ".
وبين الحباشنة انه من الممكن في بداية الأمر أن تعمل هذه الرسوم على تشتيت الانتباه أثناء قيادة السيارة " لكن تتلاشى السلبية بعد ظهور ثقافة الاعتياد وتصبح غير مشتتة تعطي معنى أكثر من أنها صورة، والسبب في ذلك انتقالها من الموضوع البصري للفكر الذهني".
وأضاف الحباشنة " أن استخدام الفنون هو تغيير للنمط الفكري وكسر للجمود وإعطاء نوع من الحركة لمساحة المدينة، وتغيير في نمطية السواقة المزعجة والتي أصبحت تأخذ معنىً سلبيا في الأذهان".
وعن أثرها على الأطفال أشار الحباشنة " أن الصورة بحد ذاتها وبغض النظر عن الفكرة التي تحملها الصورة تحمل نمط إغرائي للطفل بالفكرة كرسمه على الإسفلت والتي هي طرق التواصل مع الأطفال بكل الأوقات، أما بالنسبة لآثرها على البالغين
"فهي سبيل للعودة والحنين للطفولة واستخدام الفن هو تغذية للغرائز الصغيرة واستفزاز لها لكنها تحمل نظرة نقدية وشمولية بحكم الإدراك والسن ".
هذه الرسومات اعتمدت بالأساس على طبعة البوستار العسكري التي اعتبرها الحباشنة بحد ذاتها ميلا للعنف وقال:" البوستار يحمل ثقافة العنف بكل اللغات والثقافات وخصوصا الثقافة العربية التي تحمل ذكريات عبر الأجيال للبوستار ان كان أجنبي أو محلي، فثقافة البوستار مليئة بالعنف والإيذاء والقتل وبدرجة عالية".
وبين الحباشنة أن الألوان المستخدمة في هذا العمل الفني هي ألوان تحمل معاني ثابتة بالدماغ كونها تمثل ألوان إشارة المرور المرتبطة مباشرة بالشارع والمركبة.
فكرة رائعة...
بعض من المواطنين في الشارع الأردني وصفوا فكرة الرسم على أسفلت شوارع عمان بالفكرة الممتازة، مطالبين بتعميمها على كافة الشوارع لإضفاء الجمالية والتخفيف من حدة الإسفلت.
إذ يقول الطالب الجامعي علي " إنها فكرة رائعة واتنمى أن يتم تعميمها على كافة شوارع العاصمة".هذا ما وافقته به الطالبة رنا فهي الأخرى رأت انه لا بد من تعميم هذه الفكرة على نطاق واسع وان لا تقتصر فقط على طبعات القدم بل تمتد إلى الرسومات وبأشكال مختلفة".
وتأتي هذه الفكرة كجزء من مهرجان "نقاط التقاء" الخامس للثقافة والفنون الذي ينظمه صندوق شباب المسرح العربي في بروكسل بعدة مدن عربية وأجنبية، ويديره في عمان "جاليري مكان" بالتعاون مع أمانة عمان الكبرى ومعهد غوته والمركز الثقافي الفرنسي.











































