صور من ذاكرة طبيب عائد من غزة

صور من ذاكرة طبيب عائد من غزة
الرابط المختصر

د. مأمون سلهب أخصائي جراحة الوجه والفكين طبيب أردني عاد من غزة وفي جعبته العديد من القصص والحكايات عن شعب صمد في وجه أشرس آلة فتك عسكرية ليتحدث عن "حرب إبادة تتنافى مع كافة المقاييس الإنسانية والقانونية".

يروي د. سلهب لراديو البلد رحلة استمر 8 ايام تنقل خلالها داخل مستشفيات وعيادات القطاع ليعود بذاكرة متخمة بالصور والوقائع الإنسانية منها " حالة احد الشهداء لا يوجد في جسده أي خدش من الخارج لكن جميع أحشائه الداخلية متفتتة". وهذا –حسب سلهب- يعود الى نوع من القذائف التي كانت تطلقها آلة التدمير الإسرائيلية وتدعى القذائف التفريغية.


و يسهب الطبيب الاردني بالحديث عن استخدام اسرائيل للأسلحة المحرمة دوليا التي يحتوي بعضها على أنواع من السموم كـ"الساينيد" وأخرى" أكثر وحشية" كقنابل الفسفور الأبيض  "التي تحرق البشر والحجر" ويقول سلهب " هذه المادة خطيرة جدا كان الأطباء يقومون بتضميد الجرح لتعود للاشتعال بمجرد ملامسته للأكسجين الامر الذي دفع الأطباء لبتر الأعضاء وفي كثير من الحالات كانت ترسل الى الخارج للعلاج".


ومن بين الطاقم الطبي الذي ذهب الى غزة طبيبة نفسية وهي د.راوية بورنو  رفضت العودة الى الأردن لتستمر في تقديم العلاج النفسي لأهل غزة وخصوصا الاطفال منهم الذين وصفهم د. سلهب " بأنهم كبروا قبل أوانهم" لما يتمتعوا به من فنطه وإدراك تمام لمجريات الحرب و أحداثها".


بداية الرحلة الى قطاع غزة لم تكن سهلة –يقول د. سلهب- ففي السادس عشر من الشهر الحالي وصل الوفد الطبي الاردني المكون من 25 طبيبا محملين بالمساعدات الى القاهرة للحصول على الوثائق المطلوبة، وبعد مرور الوفد بكافة إجراءات الدخول توجه الى معبر رفح وهناك اشتد القصف الاسرائيلي على الشريط الحدودي مما أدى الى إغلاق المعبر، وبقي الوفد الطبي في العريش حتى يوم الأحد 18-1 ثم دخلوا القطاع بعد انسحاب القوات الإسرائيلية متجهين الى مستشفى الشفاء حيث باشر الأطباء العمل بعد توزيعهم على العيادات المختلفة.


"الدافع الديني والأخلاقي و وحدة الدم" هي من دفع الأطباء الأردنيين للذهاب الى قطاع غزة للتطوع من خلال مجمع النقابات لدعم الأهل في غزة، إذ تدافع الأطباء من مختلف الاختصاصات لتسجيل أسمائهم، حيث تم تشكيل وفد بجميع الاختصاصات، ومنها جراحة الفم والفكين إذ توجد في حالات الحروب نسبة إصابات في الوجه والفكين وكان هناك حاجه لهذا الاختصاص، دخلنا القطاع ولم نشعر بالخوف فالمعنويات كانت مرتفعه، و كل ما اقتربنا من القطاع كانت المعنويات ترتفع أكثر، و زاد من ما رأيناه من معنويات أهل القطاع نفسهم على جميع المستويات".


و استقر المقام بالدكتور سلهب في مجمع الشفاء الطبي و برغم صغر حجم المستشفى مقارنه مع المستشفيات الاردنية من حيث عدد الأسرة والإمكانيات واختلاف الظروف، إلا ان سلهب وصف ما حدث في المستشفى " بالانجاز" وخصوصا في آلية وسرعة التعامل في أقسام التي كانت تعج بالمرضى والشهداء".


 وتعكف نقابة أطباء الأسنان على إرسال مجموعة أخرى من الأطباء للقطاع مزودين بعيادتي أسنان ومجموعة من الأجهزة الطبية الحديثه في هذا المجال لمتابعة الحالات المرضية بعد العدوان.