صندوق النقد يحث الأردن لإقامة توازن بين التعليم واحتياجات السوق

الرابط المختصر

دعا المدير العام لصندوق النقد الدولي دومينيك ستروس-كان الأحد الأردن الى العمل على تحقيق توازن بين نظامه التعليمي واحتياجات السوق من اجل دعم اقتصاده.

وقال ستروس-كان الذي يقوم بزيارة الى المملكة في مؤتمر صحافي مشترك مع محافظ البنك المركزي الاردني أمية طوقان، ان "المشكلة هي عدم وجود توازن بين نظام التعليم واحتياجات القطاع الخاص".

واضاف ان "المفارقة تكمن في أن مستوى التعليم في الاردن عال جدا، ويمكنني القول انه في نفس الوقت هناك نسبة عالية جدا من الشباب و من البطالة".

واوضح ستروس-كان، ان احد اسباب هذه المشكلة هو ان "المهارات التي يحصل عليها ابناء شعبكم في الجامعات ليست هي مايحتاج اليه القطاع الخاص".

ووفقا لصندوق النقد الدولي، تبلغ معدلات نسبة البطالة في الاردن 7،12% في بلد يبلغ عدد سكانه نحو ستة ملايين نسمة، 70% منهم هم دون سن الثلاثين، ولكن تقديرات أخرى تشير الى ان نسبة البطالة أعلى من ذلك بكثير وتصل الى حد 25%.

واضاف ستراوس-كان "اعتقد ان المشكلة الرئيسية في الاقتصاد الاردني، هو ضعف القطاع الخاص ، وجزء مهم جدا من القطاع العام". واكد ان "هذا يجب ان يتغير لان السبيل الوحيد للنمو في المستقبل هو اعطاء دور اكبر للقطاع الخاص".

واوضح انه يتوقع نموا في الاقتصاد الاردني هذا العام بنسبة تصل الى 4%، وقال "نحن نتوقع شيئا من هذا القبيل، ودعونا نقول 4% من النمو لعام 2010، والتي هي بالتأكيد غير كافية".

وحول ارتباط الدينار الاردني بالدولار الاميركي، قال ستروس-كان ""فيما يتعلق بالعملة والربط بين العملة الاردنية والدولار الاميركي، فليس لدينا أي نصيحة لتغيير هذه السياسة". واضاف "ما زلت أرى امكانية قوية للاقتصاد وليس على الاردن الا القيام بعمل جيد في السنوات المقبلة".

واشاد ستراوس-كان بالخطط الحكومية الاردنية لمواجهة الازمة المالية العالمية، وقال ان "الاقتصاد الاردني اثبت ان باستطاعته الصمود امام ازمة الاقتصاد العالمي، بفضل المنهج الرقابي والتنظيمي الحذر في القطاع المالي، وان كان التباطؤ الذي شهده النشاط العالمي قد أحدث تأثيرا ملموسا".

واضاف "انني ارحب بخطط السلطات لضبط هذه الاوضاع على النحو المخطط من اجل تخفيف المخاطر المرتبطة بارتفاع مستوى الدين ورسوم خدمته وتباطؤ تقديم المنحج الخارجية".

ووصل ستروس-كان الى عمان السبت في زيارة تستغرق يومين التقى خلالها بالعاهل الاردني الملك عبد الله الثاني ورئيس الوزراء سمير الرفاعي ووزير المالية محمد ابو حمور ومحافظ البنك المركزي أمية طوقان.

وقال بيان صادر عن الديوان الملكي الاردني ان الملك عبد الله عرض خلال اللقاء "الخطط والبرامج والمشاريع الكبرى التي يعمل الاردن على تنفيذها في قطاعات حيوية متعددة لتسريع النمو الاقتصادي وتحسين البيئة الاستثمارية في المملكة".

وسيلتقي ستروس-كان في وقت لاحق من هذا اليوم طلابا من ثمان جامعات في الشرق الاوسط وشمال افريقيا وباكستان "لتبادل الرأي مع جيل القادة القادم حول سبل معالجة تحديات السياسة التي تواجه اقتصاديات المنطقة وشبابها" بحسب بيان لصندوق النقد الدولي.

وبحسب وزارة العمل الاردنية فقد تراجع معدل البطالة في الاردن في عام 2008 الى 7،12% في ادنى مستوى له منذ 16 عاما. ووعد العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني في الخامس من تشرين الاول/اكتوبر 2008 بالعمل على "تحصين آلاف الاردنيين من البطالة عن طريق تدريبهم وتشغيلهم في مختلف المهن الفنية".

وبحسب وزارة المالية، يبلغ حجم الدين الداخلي والخارجي للاردن لعام 2009 حوالى 13 مليار دولار بارتفاع نسبته 13% عن عام 2008.

وتوقع وزير المالية محمد ابو حمور في 25 من شباط/فبراير الماضي ان يتجاوز عجز موازنة المملكة لعام 2010 المليار ونصف المليار دولار بعد انخفاض ايرادات الضرائب والمنح الخارجية بسبب الازمة الاقتصادية العالمية.

وسجل معدل التضخم في الاردن خلال عام 2008 مستوى قياسيا بارتفاعه الى 5،15% مقارنة مع عام 2007. وقد اعطت الحكومة الجديدة التي شكلت في كانون الاول/ ديسمبر 2009 برئاسة الرفاعي الأولوية لدعم الاقتصاد