صـفـاء .. ما تـزال تـقبـض عـلـى كـتـبـهـا
غابت أمال طالبة التوجيهي صفاء (18 عاما) عن اتمام ما تبقى من امتحانات الثانوية العامة بعد أن صدمتها سيارة أثناء توجهها لقاعة الامتحان يوم الثلاثاء الماضي.
صفاء الغائبة عن الوعي وبعد أن دخلت في غيبوبة منذ تعرضها للحادث قبل ستة أيام، صارت حديث أبناء قريتها المشقر من لواء ناعور نتيجة مشاهدة عملية لصدمها من قبل زميلاتها وعدد من أبناء القرية الذي شاهدوا الواقعة أمام أعينهم.
''وضحة'' والدة صفاء الخمسينية، تصف معاناتها، وتقول إن ابنتها يتيمة منذ عشر سنوات وتعتاش من راتب المعونة الوطنية الذي لا يتجاوز الستين دينارا ما دفعها للعمل في المزارع الصيفية لتكمل مسيرتها والتي تعيل أربع شقيقات لها''.
تحمل والدة صفاء رقم جلوس ابنتها الذي صار بلا فائدة، بعد وقوع الحادث وتقول وهي تبكي في انتظار''أمل في حراك أو كلمة تتفوه '' بها صفاء لتعود مرة أخرى لحياتها الطبيعية. تصف الام كيف حصل الحادث- حسبما نقل لها- وتقول ان صفاء ''كانت متوجهة من المنزل وتركب في حافلة صغيرة لتصل إلى الإشارات الضوئية على مثلث تقاطع المشقر ومن ثم تتوجه بعد ذلك إلى قاعة الامتحان في مدرسة حسبان الثانوية للبنات الا أنها بمجرد ما نزلت من الباص على إشارة الموقر حتى تتعرض للدهس أمام زميلاتها وقبل وصولها لمدرستها''.
وتضيف :'' طلبت منها قبل الخروج من المنزل ان تهتم بامتحان اللغة العربية وان تكون جدية في التعامل معه ومن ثم ودعتها كما يجري في كل يوم بالدعاء لله تعالى بان يكون عونا لها في تقديم هذا الامتحان الا انه بعد نصف ساعة وردتني مكالمة تفيد بان صفاء تعرضت لحادث سير حيث أصابني انهيار وقلق ليدفع بابنتي الأخرى للذهاب للمستشفى ومشاهدة واقع الحال المؤلم الذي وصلت اليه صفاء''.
''مرام'' زميلة صفاء وصفت الحادث المروري الذي تعرضت له صفاء بأنه كان ''مروعا''، وتقول إن الحادث كان مفاجئا ولم نسمع سوى اصوات مكابح السيارة وهو تهدر بصوت حاد ارتطامها القوي الذي خلف مشهدا لن ينسى بعد قذفها ل(صفاء) أمامنا مباشرة'' .
وتضيف أن الصراخ والفرار كان هو الطريق الأقرب للخروج من ساحة الدهس التي عكرت صفو الصباح امام زميلاتي اللواتي أخذن بالبكاء بمرارة على صفاء ما دفعنا لعدم الذهاب للمدرسة إلا بعد وقت وتأخير حيث لم نتمكن من تقديم الامتحان نتيجة الصورة المؤلمة التي كانت تطغى امام اعيننا على صورة استعدادنا لامتحان الثانوية العامة.
مديرة مدرسة المشقر الثانوية الشاملة للبنات سامية المكانيين، تقول إنها ما زالت ''مصدومة ومتأثرة ''بهذا الحادث وذلك لأن صفاء'' فقيرة جدا ويتيمة ولا معيل لها سوى والدتها''.
وتقول :'' كان الخبر مؤلما لكافة معلمات المدرسة وزميلات صفاء اللواتي كشفت عن الخوف والقلق الذي أصابهن جراء هذا الحادث مما أدى إلى إرباكهن في تقديم الامتحان في ذلك اليوم''.
وبينت المكانيين بأنه سيتم تخصيص يوم دراسي العام المقبل للحديث عن صفاء وزيادة الوعي المروري لدى الطالبات ومخاطبة الجهات المسؤولة بمعرفة وتصحيح الأخطاء الواقعة على هذا المثلث.
صايل الشهوان احد وجهاء اللواء، يقول إن هذه الطرق الحديثة أخذت تشهد العديد من الحوادث وتحديدا على الإشارات الضوئية التي لا يلتزم بها السائقون وهذا يتطلب مزيد من الرقابة والعناية المرورية على هذه الإشارات درءا لوقوع المزيد من الأرواح التي تزهق يوميا وتخلف العديد من الإصابات والإعاقات.
ميشيل حماتي احد المسؤولين في مستشفى المحبة التي ترقد فيه صفاء، قال'' صفاء مصابة بنزيف على الدماغ وهي في غيبوبة تامة منذ إصابتها وجرى أمس تحسن طفيف بعد أن استجابت لقرصة تحسستها وهذا يعطي الأمل في شفائها











































