صعود الذهب يُلهب صيف المقبلين على الزواج
يراقب خالد عبد الرحمن، صباح كل يوم، اسعار الذهب في السوق -أملا منه بانخفاضها- والانطلاق إلى محلات بيع المجوهرات لشراء الذهب، استعدادا لتجهيز حفل زفافه. وكغيره من الشباب المندفعين إلى الزواج
يأمل خالد بأن تنخفض اسعار الذهب في الايام القليلة المقبلة كي يتسنى له شراء الذهب بأسعار تتناسب مع امكاناته المالية.
ويبدو ان اسعار الذهب وارتفاعه المستمر في اغلب الاحيان يشكل ارقا وترقبا متواصلا لدى الشباب، في وقت يراقب فيه اصحاب محلات بيع الحلي بحذر ارتفاع اسعار الذهب، وينظرون إلى ذلك على انه يشكل عائقا في تحسن نشاط السوق خلال موسم الصيف الذي تكثر فيه المناسبات الاجتماعية وحالات الزواج.
ومع ارتفاع درجات الحرارة خلال موسم الصيف، واستمرار صعود الذهب إلى مستويات قياسية، يجد العديد من المقبلين على الزواج صعوبة في اقتناء المعدن الأصفر لمناسباتهم، مع العلم بأن اسعار الذهب كانت قد سجلت مستويات تاريخية جديدة.
ويقول أحمد سامح الذي يبلغ من العمر 45 عاما، إن أسعار الذهب في وقت زواجه كانت تعتبر من اكثر الاسعار ارتفاعا على الرغم من أن سعر الغرام لم يكن يتجاوز في ذلك الوقت الـ 7 دنانير، وأما في الوقت الحالي فيجد سامح ان ارتفاع اسعار الذهب سيعمل على إضعاف اقبال الشباب على الزواج.
وعلى الرغم من ارتفاع تكاليف الحياة وغلاء المعيشة وضعف القدرة الشرائية إلا أن أسعار الذهب ترتفع بشكل قياسي وتقف عائقا امام اقبال الشباب على الزواج.
ويقول الدكتور حسين خزاعي، أستاذ علم الاجتماع في جامعة البلقاء التطبيقية، إن الذهب يعتبر من الاساسيات في العرف الاجتماعي من العادات والتقاليد التي تغلبت على منطق العلم والدين الذي يقضي بأهمية البعد عن الامور المادية ومكملات الزواج.
ويضيف الخزاعي أن على الشباب عدم النظر إلى المعيقات التي تقف عائقا امام الاقبال على الزواج في وقت تشهد فيه نسب العنوسة ارتفاعا، بسبب ارتفاع تكاليف الزواج من الذهب والاثاث، وان مستويات العنوسة مؤهلة للارتفاع في ظل موجة الارتفاع على اسعار الذهب.
ويشير الخزاعي إلى ان الاوضاع الاقتصادية تعد من اكثر اسباب الطلاق في المجتمع، وان 40 في المئة من نسب الطلاق تعود اسبابها إلى الوضع الاقتصادي للاسرة.
وتساءل خزاعي حول امكانية توفير الشباب لمستلزمات الزواج من الذهب -مع ما يصفه بـ"لهيب الأسعار"- والاثاث ومستلزمات الاعراس، مؤكدا ان على الشباب عدم الانتظار وتأخير الزواج إلى حين تحسن الاوضاع الاقتصادية والمعيشية للشباب.
ويقول تاجر الذهب في منطقة وسط البلد، خالد أيوب، إن شراء الذهب في ظل ارتفاعه، يشهد تراجعا، يعود إلى تواصل ارتفاع اسعار الذهب، وانتظار الشباب إلى حين انخفاض اسعار الذهب وهبوطه إلى مستويات تمكن الشباب من اكمال مشروع العمر.
ويضيف ايوب ان اسواق الذهب ان لم تكن خالية من الزبائن فانها لا تخلو من الشباب المقبلين على الزواج الذين تركوا خلف ظهورهم موجة ارتفاع الذهب وتمكنوا من شراء الذهب بما يملكون من امكانيات مالية تمكنهم من توفير الجزء اليسير من الذهب قبيل الزواج، في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة.
ووصل سعر اونصة الذهب إلى 889 دينارا للأونصة، وبلغ سعر غرام الذهب عيار 24 إلى 28.60 دينار، فيما وصل سعر غرام الذهب عيار 21 إلى 25 دينارا للغرام، ووصل سعر غرام الذهب عيار 18 إلى 21.05، وسجل سعر غرام الذهب عيار 14 نحو 16.67 دينار للغرام.
وسجلت اسعار الذهب قفزة لا يفصلها عن أعلى مستوى لها على الاطلاق سوى 10 دولارات اذ أقبل المستثمرون الباحثون عن ملاذ آمن على شراء المعدن النفيس هربا من عدم اليقين في اسواق المال وتراجع قيمة العملات، قبل اجتماع مجموعة العشرين الذي يحظى بمتابعة وثيقة.











































