صحفيون أمام مبنى BBC يحتفلون بحرية جونستون

الرابط المختصر

وقفت والدة الصحفي البريطاني آلان جونستون أمام جمهور من الصحفيين من زملاء ابنها الذين تجمعوا امام مبنى البي بي سي في لندن عصر اليوم الأربعاء لتقول "أهلا بكل الآن في مبنى البورش هاوس مرة أخرى" وتقصد مبنى هيئة الإذاعة البريطانية التي يعمل بها الآن.ووجه والد الآن رسائل شكر لكافة الصحفيين العالم الذين وقفوا إلى جانب ابنه كما شكر أبناء الشعب الفلسطيني الذين طالبوا خلال الشهور الأربعة لاختطاف جونستون في قطاع غزة بالحرية له.

وذكر مراسل عمان نت محمد أبو عرقوب الذي حضر التجمع الذي أقيم للاحتفال بالافراج عن الصحفي جونستون ان حشد كبير من الصحفيين العاملين في شبكة البي بي سي ومن وسائل إعلام بريطانية وعالمية شاركوا في هذا الاحتفال, وقد رفع الجميع صور جونستون, للتعبير عن فرحتهم بانتهاء المأساة التي عاشها زميلهم على مدى 116 يوماً.

وفور خبر الإفراج عن الصحفي جونستون صباح اليوم بدأت شاشات البي بي سي الداخلية ببث صور له تحمل عبارات تدل على تحرره من سجنه, كما قام زملائه بكتابة عبارات على صوره التي ظلت معلقة لاربعة اشهر على مبنى البي بي سي تعبر عن فرحتهم بحريته, وذلك وفقاً لما قاله مراسل عمان نت من هناك.

وقد توالت ردود الأفعال البريطانية والفلسطينية والصحفية المرحبة بإطلاق سراح مراسل هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) الان جونستون من قطاع غزة بعد أن ظل 116 يوما محتجزا لدى جماعة تطلق على نفسها جماعة جيش الإسلام.
فمن جانبه اعتبر رئيس الحكومة البريطانية غوردن براون الإفراج عن جونستون مصدر ارتياح كبير لأسرته وأصدقائه، وكل الذين عملوا لإطلاق سراحه.

أما وزير الخارجية ديفد ميليباند فقد وصف مشاعره قائلا "أنا سعيد جدا، بات جونستون في آمان لدى قنصل بريطانيا في القدس". وعبر عن تقديره للدور الذي لعبته جميع الأطراف للوصول لهذه النهاية، مشيرا إلى أن كلا من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس وزرائه المقال إسماعيل هنية دانا خطف جونستون وطالبا بالإفراج عنه.

وبدورها قالت هيئة الإذاعة البريطانية إن سعادتها بالإفراج عن مراسلها في قطاع غزة لا حدود لها، وإنها مرتاحة إلى أقصى حد. وكذلك أكدت أسرته بأنها لم تفقد الأمل يوما بأن أصدقاء جونستون في غزة لن يخذلوه.
كما عبرت منظمة مراسلون بلا حدود عن سعادتها بالتعبئة الدولية التي قالت إنها لم تصب بوهن طوال أشهر اختطاف جونستون. وأضافت أنها تأمل بأن يستقر الوضع الأمني بغزة بما يسمح بعودة المراسلين الأجانب للقطاع والذين كان جونستون آخرهم.

وكان جونستون قد غادر صباح اليوم قطاع غزة باتجاه اسرائيل عبر معبر ايريز متوجهاً الى القدس.

وفور الافراج عنه في ساعات الصباح الاولى من اليوم الاربعاء عقد جونستون مؤتمراً صحفياً برفقة رئيس الوزراء الفلسطيني المقال اسماعيل هنية وعدد من قيادات حركة حماس قال خلاله "من دون الضغوط القوية التي مارستها حماس لكنت بقيت لفترة طويلة بعد في الغرفة المعتمة" التي احتجز فيها.

وشكر جونستون (45 عاما) الحائز عدة جوائز تقديرا لعمله الصحافي والذي اتى الى غزة قبل ثلاث سنوات تقريبا، هنية وحركة حماس خصوصا "لعملهما منذ البداية من اجل الافراج عنه".
واكد جونستون انه لم يتعرض للتعذيب وانه احتجز في "اماكن معتمة" وقدم له طعام قليل ولا سيما الخبز.

واعرب جونستون الذي ارتدى قميصا ازرق وسترة داكنة اللون وبنطلون جينز عن "ارتياحه الكبير جدا" للافراج عنه مشيرا الى انه تمكن من متابعة برامج "بي بي سي" بعد اسبوعين على خطفه الذي استمر قرابة الاربعة اشهر. واضاف "لم اكن ادري كيف ستنتهي الامور. الضغط النفسي كان هائلا".
ويشار الى ان حركة حماس سيطرة على قطاع غزة في 15 من الشهر الماضي, بعد اشتباكات دامية مع حركة فتح, أوقعت حوالي 200 قتيل والكثير من الجرح.

وقدم له هنية هديتين قبل انهاء المؤتمر الصحافي الذي عقد في مكاتب رئيس الورزاء المقال في غزة وهما عبارة عن علم فلسطيني لف به الصحافي وعلبة حفر عليها المسجد الاقصى في القدس.
واكد هنية ان الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة جادة في عزمها على فرض الامن وضمان الاستقرار داخل القطاع.

وخلال المؤتمر الصحافي امل هنية التوصل الى اتفاق يسمح بالافراج عن الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليت المحتجز في قطاع غزة منذ 25 حزيران 2006.

وقال هنية "نأمل ان ينتهي اسر شاليت باتفاق جيد يؤدي الى اطلاق سراح معتقلينا" في اسرائيل.

ورحبت الحكومة الاسرائيلية من جانبها بالافراج عن الصحافي البريطاني واملت بان يليه الافراج عن شاليت. ورحبت السلطة الوطنية الفلسطينية اليوم بالافراج عن الصحافي البريطاني.

وقال ياسر عبد ربه مستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس في تصريح لوكالة فرانس برس "نقدم التهنئة لجونستون وعائلته ونعتذر (لهما) عما ارتكبته عصابات الاجرام في غزة" من عملية خطف للصحافي الذي يعمل ل "بي بي سي".

واضاف عبد ربه ان "حماس هم حلفاء الخاطفين آل دغمش وهم كانوا يحمون خاطفي جونستون طوال الوقت انهم يدعون انهم حرروه لكن هذه محاولة منهم لتحسين صورتهم امام المجتمع الدولي".

في المقابل اعتبر احد كبار مسؤولي حركة حماس وزير الخارجية السابق محمود الزهار عائلة دغمش مرتبطة بحركة فتح ولا سيما محمد دحلان.

ويشار الى ان المجموعة المسلحة التي اختطفت جونستون واطلقت على نفسها "الجيش الاسلامي" مرتبطة بعائلة فلسطينية بالقطاع تدعى آل دغمش, والتي كانت قد هددت بقتله وقامت في الشهر الماضي بهرض شريط فيديو جديد ظهر فيه الصحفي البريطاني وقد ثبت على جسمه حزام ناسف محذراً من ان الخاطفين سيفجرونه اذا جرت محاولة للافراج عنه بالقوة.

وقال الصحافي البريطاني في الشريط "كما ترون البست حزاما ناسفا سيتم تشغيله عند اي محاولة لاقتحام هذا المكان على ما افاد الخاطفون".
وقال جونستون "كنت بايدي عناصر خطيرة جدا. وكنت اجهل كيف ستنتهي الامور كنت اعتقد ان فرص نجاتي 50%".
واضاف "كانوا يتحدثون عن قتلي وتعذيبي. لم اكن اعرف ما اذا كان علي ان اصدق ما يقولون ام لا. وفي نهاية المطاف كبلوا يدي ووضعوا قناعا على رأسي واقتادوني تحت جنح الظلام وهم يضربونني".
واكد انه احتجز بمفرده في اربعة مخابىء اعدت خصيصا لهذا الغرض كان احدها مجهزا بمطبخ صغير.
وقال انه تمكن من متابعة برامج "بي بي سي" بعد اسبوعين على خطفه مشيرا الى انه تشجع للحملة الدولية التي اطلقت لصالح الافراج عنه.

وقال الصحافي البريطاني وهو يروي فترة احتجازه الطويلة "كنت اشعر وكأنني مدفون حيا بعيدا عن العالم واحيانا كان الامر مرعبا للغاية". واوضح جونستون ان خاطفيه "جهاديون". وتابع "لم تكن تهمهم اسرائيل ولا فلسطين ما كان يهمهم هو ضرب بريطانيا في الصميم".

أضف تعليقك