
شنيكات: خسائر الحرب في الجيش الإسرائيلي قد تكون دافعًا لإنهاء النزاع
قال رئيس الجمعية الأردنية للعلوم السياسية، الدكتور خالد شنيكات، إن الخسائر التي تكبدها الجيش الإسرائيلي خلال الحرب الجارية قد تكون من العوامل التي تدفع باتجاه تغيير الموقف الإسرائيلي من استمرار العمليات العسكرية في قطاع غزة.
وأوضح شنيكات، في مقابلة هاتفية أجريت معه خلال نشرة الأخبار على راديو البلد، أن المشهد السياسي الإسرائيلي يشهد انقسامًا واضحًا حول كيفية التعامل مع ردود حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى على المقترحات المطروحة. وأشار إلى وجود تيار داخل الجيش الإسرائيلي، ومكتب رئاسة الأركان تحديدًا، يرى إمكانية البناء على ردود المقاومة والدخول في مسار تفاوضي، ولو بحدود معينة، رغم بعض التحفظات من جانب الحكومة.
وأكد شنيكات أن هناك ضغطًا شعبيًا واسعًا في الداخل الإسرائيلي لإنهاء الحرب واستعادة الأسرى، لكنه يقابَل بمعارضة شديدة من تيارات يمينية متشددة تمثلها شخصيات مثل سموتريتش وبن غفير، الذين يطالبون بحسم عسكري كامل ورفض أي اتفاق مع حماس.
وأضاف أن تصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تعكس هذا التناقض، حيث يرفض علنًا فكرة إنهاء الحرب، لكنه يناقشها ضمن نطاق ضيق، وهو ما قد يُفسَّر كمناورة سياسية تهدف إلى كسب الوقت أو إعادة ترتيب الأوراق داخليًا.
وحول مستقبل المفاوضات، أشار شنيكات إلى أن الوفد الإسرائيلي قد يكون توجه بالفعل إلى الدوحة لخوض مفاوضات غير مباشرة، مشيرًا إلى أن إسرائيل ستحاول الضغط لعدم الالتزام بوقف شامل للحرب، واستخدام قضايا مثل المساعدات الإنسانية لإحداث شرخ بين الفصائل الفلسطينية والحاضنة الشعبية في غزة.
وفيما يتعلق بالدور الأمريكي، أشار إلى أن الموقف الأميركي، خصوصًا من إدارة دونالد ترامب، لا يزال غامضًا ومتذبذبًا، ويتسم بتصريحات متناقضة لا تسمح بالبناء عليها بشكل جاد للوصول إلى تسوية، موضحًا أن مفتاح الحل الحقيقي يكمن في الداخل الإسرائيلي وتحديدًا في مدى استعداد المؤسسة الأمنية والسياسية لتحمل كلفة استمرار الحرب.
واختتم شنيكات حديثه بالإشارة إلى أن هناك جدلًا متصاعدًا داخل إسرائيل حول جدوى استمرار العمليات في غزة بعد استنفاد الأهداف العسكرية، محذرًا من "الوقوع في وحل غزة"، كما عبّر عنه رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي.