اكد مدير عام سلطة المصادر الطبيعية الدكتور المهندس ماهر حجازين قرب انتهاء مرحلة التفاوض مع شركة شل العالمية وصولا الى اتفاقية تجارية لاستغلال الصخر الزيتي العميق بطريقة الحقن الحراري بما يؤدي الى اكتفاء المملكة ذاتيا من مصادر الطاقة المحلية.
وقال حجازين ان هذا المشروع اذا كتب له النجاح خلال مراحله المتعددة والطويلة سيكون من اضخم المشاريع التي تشهدها المملكة ويؤسس الى امكانية تصدير النفط.
جاء ذلك خلال كلمة القاها اليوم في حفل افتتاح يوم علمي نظمته نقابة المهندسين واتحاد المهندسين العرب بالتعاون مع شركة بايونير للطاقة المحدودة في مجمع النقابات بعنوان "استغلال الصخر الزيتي كمصدر للطاقة" بمشاركة متخصصين اردنيين وعرب واجانب.
واشار حجازين الى ان سلطة المصادر وقعت اخيرا اربع مذكرات تفاهم مع شركات عالمية مرموقة في مجال استغلال الصخر الزيتي للقيام بدراسات فنية واقتصادية وبيئية تمهيدا للاستثمار في استخراج الزيت الصخري من الخامات المتواجدة وسط المملكة.
وقال ان شركة "استي انيرجيا" الاستونية اتمت دراسة فنية واقتصادية وبيئية شاملة لمشروع تجاري لانتاج 36 الف برميل نفط يوميا ،متوقعا ان تصل كلفة المشروع الى نحو ستة مليارات دولار.
كما توقع ان تصل سلطة المصادر الطبيعية الى اتفاق تجاري مع الشركة الاستونية خلال الاشهر القليلة المقبلة لافتا الى ان الجانبين وقعا اتفاقية مبادئ لبناء محطة كهرباء تعمل على الصخر الزيتي بقدرة تتراوح بين 600 الى 900 ميغا واط تبدا العمل عام 2015.
واوضح ان السلطة وقعت مع شركة الاسمنت الاردنية مذكرة تفاهم للقيام بتجربة استخدام الصخر الزيتي كمصدر للطاقة ومدخل في الانتاج ترجمة للاستراتيجية الوطنية بهذا الخصوص مؤكدا ان التجربة ستعمم على جميع مصانع الاسمنت تحت التاسيس.
وقال حجازين ان النجاح في استغلال الصخر الزيتي بشكل تجاري يشكل الحل الامثل والوحيد لمشكلة الطاقة في الاردن على المدى المتوسط والبعيد.
واضاف ان هذا الطرح يضع جميع المؤسسات الوطنية امام مسؤوليات عظيمة تتمثل في توجيه البحوث العلمية والتطبيقية الى هذا القطاع واعداد كوادر مؤهلة وقادرة على مواجهة التحديات المستقبلية.
واشار الى ان سلطة المصادر الطبيعية لم تدخر جهدا من اجل الاستفادة واستغلال هذه الثروة الوطنية الكبيرة ووضعت لهذه الغاية استراتيجية وطنية لاستغلال هذا الخام.
من جانبه قال نقيب المهندسين المهندس وائل السقا ان جدوى استغلال 40 مليار طن من الصخر الزيتي تتوزع على 26 منطقة بالاردن تسد حاجة المملكة من النفط لمدة 700 سنة قادمة بكلفة 15 دولارا للبرميل خاصة في ظل الدراسات التي تؤكد ان هذا الاستغلال مقبول بيئيا.
وعرض السقا لدور نقابة المهندسين في هذا الجانب مؤكدا انها لم تستثمر فلسا واحدا من صناديقها خارج الوطن وكانت جميع مساهماتها عبارة عن اسهم في شركات اقتصادية وطنية راسخة وصل عددها الى 50 شركة وبمحفظة اسهم وصلت الى 50 مليون دينار.
وقال ان الهدف السامي المتمثل بدعم الصناعة الوطنية هو الذي دفع النقابة نحو هذا التوجه "رغم اغراء الارباح في الشركات الخدمية"، داعيا مؤسسات المجتمع المدني الاخرى الى السير على نفس الطريق.
واضاف ان النقابة تسهم الان بتاسيس شركة وطنية لاستخراج الصخر الزيتي وتعمل على تشجيع الصناعة الوطنية وحمايتها من الاختراق والسيطرة والتوغل الاجنبي، مشيرا الى دور النقابة في تشجيع البحث العلمي ورعاية الاختراعات ذات الفائدة التطبيقية والصناعية وتبني المبدعين والرواد في تطوير الصناعة وتقنياتها.
وقال ان النقابة قامت بالتعاون مع المؤسسات الخاصة والعامة بتاسيس حاضنات هندسية بهدف توفير المناخ البحثي والعلمي المناسب لرعاية المهندسين والباحثين والدارسين باسلوب علمي حديث ومتطور وفق احدث ما توصلت اليه مراكز البحوث المتقدمة في العالم.
بدوره، اكد عضو لجنة الطاقة في اتحاد المهندسين العرب ورئيس لجنة الطاقة في نقابة المهندسين الدكتور جمال عثمان ان هذا اليوم العلمي ياتي ضمن المساعي الهادفة الى تطوير مصادر محلية للطاقة كاحد الحلول الجذرية لحل مشكلة الطاقة في الاردن.
واكد رئيس لجنة الطاقة في اتحاد المهندسين العرب محمد زهيرة اهمية القطاع في رفد الاقتصاد الاردني والعربي بمصادر الطاقة وتعزيز الاستثمارات الوطنية.
وقدم كل من الخبير العالمي الروسي رسلان ساليخوف ورقة عمل بعنوان "التقنيات المختلفة لاستغلال ومعالجة الصخر الزيتي تقنية utt-3000 " والدكتور جمال عثمان ورقة عمل بعنوان " الخبرات والدراسات السابقة حول استغلال الصخر الزيتي" والجيولوجي حازم الراميني ورقة عمل بعنوان " الصخر الزيتي في الاردن".