شعراء الأردن... كيف يراهم الناس ؟

الرابط المختصر

كثير من الأشخاص لا يعرفون من هم شعراء الأردن أو لم يسمعوا بهم حتى، فلدى سؤالنا عنهم، كان الاتفاق على أن سوء الإعلام وإلقاء الضوء عليهم هو السبب الذي منع الكثير من معرفتهم.

فمن الناس من مر عليهم الشعراء الأردنيين فقط من خلال المنهج الدراسي، لعل هذا الأمر يوحي ببعدنا عن الشعر وعمق الفجوة بيننا وبين الشعراء وعدم الاكتراث به.

وتقول: روان"  يوجد شعراء أردنيين لا بأس بهم، لكن أنا عني أسمع للشاعر حبيب الزيودي، وأشجع الشعراء الأردنيين وأكثرهم من يكتب الشعر الوطني".
 
 وعن آلية الاهتمام بالشعر والشعراء تشير روان إلى أن" التكثير من الندوات ومؤتمرات الشعر، وبخلق أساليب حديثة لحث وتشجيع المواطنين على قراءة الشعر والاستماع إليهم، والعمل على دعاية وتكثيف الإعلانات يولد عند المواطنين شيئا من الاهتمام غير المباشر".
 
وتذكر روان بأنها قامت بزيارة إلى بيت الشاعر الأردني عرار مصطفى وهبي التل "ولم أعرف إطلاقا أحدا من الشعراء الأردنيين المعاصرين الآخرين".
 
أما نورا البدور تقول:" لم أعرف إطلاقا بأي شاعر أردني، علما بأنه يبث على إحدى الفضائيات مسابقة أفضل شاعر أردني (شاعر الأردن)، وهذا الأمر لم يعنيني على الإطلاق، وكلما يأتي موعد البرنامج أغير إلى محطة أخرى لأنه لا يوجد في هذا البرنامج ما يقنعني".
 
وتؤكد نورا بان" هذا النوع من المسابقات ليس لمن لديه موهبة ويحتاج إلى إبرازها، وإنما مجرد مسابقة همها الربح المادي ويكون هناك شخص واحد يفوز في نهاية الحلقة، وليس مهما هل هو كفؤ أم لا، مشيرة إلى أنهم لم يصلوا بعد إلى ذاك المستوى المطلوب لنجاح مثل هذه البرامج ليبرز في نهايته شاعرا بمعنى الكلمة ".
 
وانتقال نورا إلى محطة أخرى عند ابتداء البرنامج لا يعني أنها ليست من محبي الشعر ولكن على طريقتها فكما تقول" أحب الشعر بشكل عام ولكن الشعر الوحيد الذي اهتم به هو شعر نزار قباني المغنى، وعن طريق كاظم الساهر لأنه ملحن بطريقة جميلة ويحصل عليه تغيير".
 
ولابد أن هناك أشخاص يستحقون الدعم وأن يسلط الضوء عليهم ولكنهم كما تقول نورا: "لا يجدون من يدعهم ويرعاهم لهذا نجدهم مخفون بعيدون عن الساحة، وكم جميل أن نجد هناك شعراء أردنيين معروفين على المستوى العربي، فانا عندما أرى على الفضائيات مسابقات لشعراء من شتى أنحاء الوطن العربي أتمنى لو أن نجد شاعرا أردنيا من بين تلك الشعراء".
 
بينما براءة تجد أن هناك الكثير من الشعراء الأردنيين الجيدين"مثل الشاعر حيدر محمود، وخاصة بأنه شاعر وطني وله اهتماماته بأدب الأطفال، ونجد شعره بالمناهج المدرسية، ولا ننسى الشاعر الأردني مصطفى وهبي التل فهناك الكثير ممن يحبونه ويقرؤون شعره".
 
 
وتتابع براءة "إن الشعر شيء جميل ويوجد فيه مقومات كثيرة ونستطيع من خلاله أن نوصل حكمة وموعظة وأي رأي عام، فيجب أن يكون هناك دعم للشعراء، وتواصل بينهم وبين الشارع الأردني".
 
ويكون الدعم لهؤلاء الشعراء من وجهة نظر براءة هو " بعمل برامج مثل التي نراها على الفضائيات ولكن على أسس صحيحة ومنصفة للشعراء المعاصرين، فان هناك شعراء يستحقون الاهتمام والرعاية للظهور".
 
ونجد هاني بعيدا كل البعد عن الاهتمام بالشعر والشعراء ويقول:" لا استمع للشعراء الأردنيين ولا أتابع فليس لدي وقت للمتابعة، ربما غيري يهتم بهم لكني أجد أمرهم بالنسبة لي عادي، مؤكدا هاني بقوله:" لا اهتم بالشعراء وبالشعر أصلا فكيف لي أن اهتم فيمن يدعمهم أو بطريقة الدعم ، ومن يسمع ويقراء لهم ".
 
لكن هناك شعراء أردنيين جيدين نوعا ما بالمقارنة بشعراء الوطن العربي، بحسب ما قالته فخر "ولكن ما ينقصنا هو الدعم والاهتمام، ويحتاج المجتمع المحلي إلى وعي أكثر بشعرائنا لان الكثير منا لا يعرف من هم الشعراء الأردنيين".
 
وتضرب فخر مثالا بالشاعر نزار قباني وانه من سوريا واحمد شوقي من مصر وتقول:" أما شعرائنا فلا مكان لهم بين أولئك الشعراء".
 
وترجو فخر" كافة وسائل الإعلام والصحف ومجلات وفضائيات للمساهمة من رفع شأن الشاعر الأردني ". وتشير إلى انه" باستطاعة الصحف وضع ملحق خاص لشاعر الأردني ونشر شيء من قصائده ودواوينه ونبذة بسيطة عن حياته، يمكن المواطن بتعرف على الشاعر الأردني، مرة على مرة سيهتم القارئ بهم، وليس هناك من منا لا يقرأ جريدة وخاصة المهتمون بالشعر، علما بأن المجتمع الأردني  يهتم كثيرا بالشعر وخاصة البدو".
 
وتؤكد فخر انه" من المهم جدا أن نهتم بالشعراء الأردنيين وإبرازهم على الساحة الأردنية وسعي إلى معرفتهم على مستوى الوطن العربي، فنحن نفخر بشاعرنا مصطفى وهبي التل فهو شاعر كبير، ولكن للأسف معلوماتي عنه قليلة،  فنحن لم نعرفه إلا من خلال مناهجنا الدراسية، مع انه شاعر يستحق أن يعرف ويهتم به"
 
وتجد فخر انه من "الضروري أن نخرج عن نطاق المناهج المدرسية بالتعريف على شعرائنا لأننا أصبحنا لا نعرف بالشيء سوى المقيدين به"
 
والشاب فيروز أبو زعنونة يتحدث عن وضع الشباب قائلا:" إن العمل هو شغلنا الشاغل في وقتنا الحالي، ولكن لا يوجد هناك دافعا يجعلنا نهتم بالشعر والشعراء أو حتى يجذبنا للاهتمام بهم".
 
ويضع فيروز لومه على كافة وسائل الإعلام الذي كما يقول:" إن الاهتمام بالشاعر الأردني مفقود لدينا مع أننا نحن أهل الشعر، ويعود ذلك على المعنيين بهذا الأمر وعلى الإدارة من سوء تنظيم فيما يخص الشعراء، ولم اسمع إطلاقا عن أي اهتمام بالشعراء وخاصة التلفزيون، لا يوجد ما هو مشجع مؤكدا فيروز انه" من الضروري الاهتمام والاعتناء بهم"
 
 
ويتحدث فيروز عن تجربته الخاصة مع الكتابة " لكل إنسان منا لحظاته الخاصة في وقت فراغه، يعبر بها من خلال كتاباته عن ما يجول بداخله من خلال القلم والورقة لأنه أسهل وأوفر شيء، فانا واحد ممن لديه ملكة كتابة الشعر وكانت لي عدة منشورات في احد الصحف، ولكن لم أجد من يدعمني أو يهتم بما اكتبه".
 
على الرغم من أن الاهتمام متزايد بالشعراء الأردنيين من خلال بعض وسائل الإعلام ومن خلال المهرجانات المختلفة، إلا أن مشكلة تواصل الناس مع الشعراء ومعرفتهم بهم باتت مسألة  نخبوية ونادرة بالغالب.

أضف تعليقك