شبكات المياه...أكل الدهر عليها وشرب

الرابط المختصر

يبلغ عمر شبكة المياه في بعض مناطق المملكة 30 عاما وأكثر كما هو الحال في قرية ساكب غرب جرش، والتي تعاني من تآكل شبكتها التي تعود لعام 1974....

ويمكن قياس حال الشبكة في ساكب على اغلب شبكات المياه في البلدات والقرى في المناطق النائية.
 
ويشكي أهالي القرية من مواصفات المياه التي تضخ الى منازلهم بسبب اختلاطها بمياه المجاري المتدفقة في الشوارع، وأعاد البعض الأهالي سبب التسمم الأخير الى مياه الشرب وليس الغذاء كما قالت الحكومة في تقريرها بعد تحليل نتائج العينات المخبرية التي أخذت من المطعم المتهم.
 
وتركت شبكة مياه ساكب التالفة وتسمم المياه في منشية بني حسن علامات استفهام حول آليات إدامة شبكات المياه وضمان صلاحيتها في كثير من مدن وقرى المملكة، وحول آليات متابعة تزويد المواطنين بمياه شرب صحية.
 
ولا يختلف وضع شبكات المياه في العاصمة عن محافظات المملكة إذ ان  العديد من مناطق العاصمة وخصوصا التي ضمت حديثا تعاني من تلف الأنابيب وتداخل مياه الصرف الصحي مع مياه الشرب في بعض الأحيان.
 
ويقول المهندس كمال الزعبي الرئيس التنفيذي لشركة مياهنا الجهة المسؤولة عن خدمة المياه في العاصمة عمان ان "خمس حالات اختلاط مياه عادمة بمياه الشرب تسجل كل سنة في العاصمة عمان". ويتابع "حالات التلوث التي تصيب المياه تحدث ذا ما وجد مصدر للمياه العادمة سوأ كانت حفرة امتصاصية او خط صرف صحي فهو يشكل مصدرا محتملا للتلوث خصوصا إذا كانت جانب المياه العادمة خط مياه فيه ثقب فان المياه العادمة حتما ستختلط بمياه الشرب هذا الوضع واجهنا في عمان ويتكرر في السنة بمعدل خمسة مرات لهذا شكلنا خط استجابة سريع لهذا الموضوع إذا شعر أي مواطن ان هناك تغير في لون او رائحة الماء يكون هناك تحرك سريع".
 
 
وعن وضع شبكات المياه في العاصمة يبين الزعبي "عمان بها شبكات مياه قديمة وبحاجة الى استبدال في إذ ينقسم وضع الشبكات في عمان الى ثلاثة أقسام  فهناك شبكات رئيسية وشبكات فرعية وشبكات منزلية، الشبكات الرئيسية بحالة ممتازة وتم استبدال معظمه، لكن  المشكلة تكمن في الوصلات المنزلية التي تخدم عدد من المنازل إذ ان هذه الوصلات  في حالة سيئة ويجب استبدالها وتبلغ تكلفة ذلك 50 مليون دينار، حيث باشرت شركة مياهنا منذ استلامها مهامها باستبدال أجزاء من هذه الأنابيب ضمن نظام الأولويات. كون المبالغ المالية المتاحة لنا لا تسمح باستبدالها خلال عام او عامين لذا قمنا بطرح 3 عطاءات بقيمة 3 مليون دينار بشكل عاجل هذا العام لاستبدال بعض الخطوط" .
 
ويصف المهندس الزعبي وضع شبكات المياه في المناطق التي أضيفت الى أمانة عمان الكبرى كالجيزة والموقر بالسيئ جدا ويقول "الواقع ان الشبكات في هذه المناطق شبكات سيئة جدا مثلها مثل الشبكات في مفرق ومعان، لذا قمنا باتخاذ عدة خطوات حيث قمنا في البداية وبشكل عاجل باستبدال أسوأ الشبكات التي تقوم عليها مشاريع كبيرة والشبكات التالفة التي يوجد بها ثقوب وتبلغ قيمة العطاءات لاستبدال هذه الشبكات ب2 مليون دينار، لذا رصدت الشركة 30 مليون دينار لاستبدال الشبكات بمعدل 3 مليون دينار سنويا".
 
وينتقد الزعبي آلية متابعة المشاريع في الاردن ويقول "نحن في الاردن عموما نبني مشاريع جيدة ولا نصونها فعلى سبيل المثال يتم تخصيص 2 مليون دينار لاستبدال شبكة مياه لقرية معينة ثم لا يتم صيانة هذه الشبكة بشكل دوري  والسبب يعود الى ان المشاريع المائية تتم بمنح أجنبية أما الصيانة ستكون من الايرادات والموازنة ثانيا اسعار المياه في الاردن لا توفر فائض مالي للجهات المعنية لصيانة هذه الشبكات".
 
وعلى الرغم من تكرار حالات التسمم والتي بلغت خمسة حوادث خلال عام، وتلف شبكات المياه في العديد من القرى إلا ان الحكومة تقول إنها" تتخذ جميع الإجراءات الفعّالة والضرورية اللازمة للتعامل مع كل ما من شأنه أن يمس بصحة المواطن وسلامة غذائه ودوائه حسبما قال الناطق الرسمي باسم الحكومة ناصر جودة الذي اكد على ان الحكومة رصدت في موازنتها مبلغ 21 مليون دينار لتجديد شبكات المياه، وقال " في كثير من البلدات لا يوجد شبكات تصريف صحي وهذا ضمن خطط وزارة المياه ، ذلك ان هناك مبالغ مرصودة في موازنة العام الحالي والأعوام المقبلة لبناء شبكات تصريف وإعادة تأهيل الشبكات الموجودة" .
 
وخلال جولة راديو عمان نت في قرية ساكب غرب جرش وفي جبل النصر حي عدن تحديدا رصدنا اكثر من منطقة تختلط فيها مياه الشرب مع المياه العادمة المتسربة من الحفر الامتصاصية ، فعلى سبيل المثال وعلى بعد أمتار من المركز الصحي لقرية ساكب تتسرب مياه المجاري الى أنابيب الشرب من خلال ثقب كبير في الأنبوب المتآكل.
 
 
وعلى الرغم من ان عمر شبكة المياه في ساكب يناهز الثلاثين عاما إلا ان مدير سلطة مياه جرش المهندس يوسف عبيدات يعزو سبب الوضع الحالي لشبكة المياه "للممارسات بعض المواطنين" ويقول" الأوضاع البيئية في بلدة ساكب سيئة للغاية، وذلك بسبب الممارسات الخاطئة لبعض المواطنين الذين يقومون  بإسالة المياه العادمة وإلقاء النفايات بشكل عشوائي في الشارع، وهذا يؤثر على صحة الإنسان وعلى البنية التحتية سوأ كانت شوارع معبده او خطوط مياه، فخلال المسح الميداني تبين ان هناك وصلات مياه منزلية تمر بالقرب من الحفر الامتصاصية وبحاجة الى استبدال ونقلها بعيدا عن الحفر الامتصاصية، وستقوم سلطة المياه باستبدال خطوط فرعية ورئيسية في القرية حيث ستستبدل خطوط ال6 أنش بطول كيلو نصف تمتد من محطة ساكب الى مثلث الحسينيات".
وتعاني للقرى والبلدات خارج العاصمة عمان وخصوصا في البادية الشمالية من الوضع الأسوأ فيما يخص شبكات المياه إذ ان هذه الشبكات تكون منقولة من مسافة بعيده جدا ومكشوفة على سطح الأرض الأمر الذي يؤدي لتعرضها لاعتداء مستمر من سرقة هذه الأنابيب او سرقة المياه من قبل مربي بعض المواشي لسقاية مواشيهم بوجه غير شرعي.
 
وحول واقع شبكات المياه في البادية يقول رئيس بلدية دير الكهف محمد عواد السيبة" المياه منقولة إلينا بواسطة أنابيب مكشوفة من منطقة البشرية  الى دير الكهف التي تخدم 20 تجمع سكاني، ومؤخرا تم استبدال هذا الخط بطول 3 كيلو متر لكن خطوط الأنابيب المستخدمة كانت بعضها مستعمله وليست جديدة لأمر الذي يشكل خطورة على صحة المواطن".
 
وسلطت حادثة تسمم منشية بني حسن الضوء على واقع شبكات المياه في المملكة إذ  وضعت الحكومة خطة عمل تضمن من خلالها  تشكيل فريق عمل دائم مستقل للتفتيش على الخزانات وخطوط المياه، والإسراع في تنفيذ البرنامج الوطني لاستبدال شبكات المياه، والذي ينفذ حاليا بكلفة 85 مليون دينار للعام 2007 ، حيث ستقوم الحكومة بوضع خطة إستراتيجية وطنية شاملة لاستبدال شبكات المياه القديمة في كافة أنحاء المملكة ضمن مدة زمنية محددة وإعطائها أولوية وطنية من حيث التمويل والتنفيذ .