شبح الجفاف يلوح بالأفق

شبح الجفاف يلوح بالأفق
الرابط المختصر

• اتحاد المزارعين يطالب بإعلان حالة الجفاف مبكرا *و تحذيرات من نقص حاد في الأعلاف* معدل سقوط الأمطار هو الأسوأ منذ عام 1995* وخطط زراعية لمواجهة فصل صيف جاف.

للموسم الثالث على التوالي يلوح شبح الجفاف في الأفق مهددا مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية بعد انحباس الأمطار وانخفاض معدلات الهطول في الموسم الحالي الذي يتعتبر الأسوأ منذ عام 1995 كما أكدت دائرة الأرصاد الجوية.

ويبين المدير العام لدائرة الأرصاد الجوية م. عبد الحليم أبو هزيم "لعمان نت"  ان الأمطار التي هطلت على المملكة هذه السنة هي اقل من المعدل بكثير ولا يوجد شبيه لهذه الحالة إلا في عامي 1999 و 1995، -وحسب أبو هزيم- يعتبر هذا العام هو الأقل هطولا منذ  سنين خصوصا في فترة مربعنية الشتاء، إذ تشير القيم أن ما تحقق من هطول حتى الآن ما نسبته 29% من معدل الموسم المطري في المناطق الشمالية وتنخفض في المناطق الوسطى بحدود 20%، بينما تسجل النسب في المناطق الجنوبية 10%، وفي المناطق الشرقية الجنوبية النسبة دون ذلك".
هذا التدني المستمر في كميات هطول الأمطار يهدد القطاع الزراعي بشكل عام وتحديدا المزروعات الحقلية من شعير وقمح "التي هجر البعض زراعتها هذا الموسم" كما قال مدير عام الاتحاد محمود العوران، مما ينذر بحدوث نقص حاد بالأعلاف مستقبلا.

وتسبب شح الإمطار المستمر في جنوب الأردن وخصوصا في مدينتي الطفيلة والكرك إلى تلاشي عيون المياه وجفاف مساحات واسعة من أشجار الزيتون المعمرة الممتدة على مساحة تتجاوز45 ألف دونم من ارض الطفيلة، كما تسبب تدني هطول الأمطار أيضا بجفاف  15 ينبوعاً  في مدينة الكرك حسب سكان المنطقة.
هذه الصورة القاتمة للوضع المائي، دفعت الاتحاد العام للمزارعين الأردنيين " لدعوة وزارة الزراعة إعلان حالة الجفاف مبكرا" وقال مدير عام الاتحاد محمود العوران لعمان نت ان " هنالك حالة عزوف كبيرة منه قبل المزارعين على زراعة المحاصيل الحقلية وخصوصا القمح والشعير بسبب شح الأمطار".

وحسب العوران فان "القطاع الزراعي أصبح يرضخ تحت وطأة الديون المتراكمة بسبب سوء المواسم الزراعية المتلاحقة من جراء الجفاف وارتفاع مستلزمات الإنتاج، مما جعل القطاع من مشغل للأيدي العاملة ومصدرا للدخل إلى قطاع طارد للأيدي العاملة ومولدا للفقر والبطالة في ظل عدم اهتمام رسمي بالقطاع الذي عانى من صدمات متتالية".

مساعد الأمين العام للثروة النباتية في وزارة الزراعة الدكتور عدنان عبد النور أن يرى "الأمطار التي تساقطت في المناطق الشمالية والوسطى حتى الآن غير كافية خصوصا لمزروعات الحبوب والأشجار المثمرة، وإذا بقي تساقط الأمطار في هذا المعدل سيتأثر الموسم الزراعي".
ويرى د.عبد النور انه من المبكر إعلان حالة الجفاف في المملكة، إذ تعلق الآمال على شهري 2 و 3 بان تأتي بمعدل هطول أمطار جيد  ينعكس ايجابيا على الموسم الزراعي في المناطق الشمالية والوسطى". 
ويطمئن اد. عبد النور الى ان وزارة الزراعة قامت باخذ الاحتياطات لمواجهة نقص متوقع في الاعلاف من خلال زراعة  30 ألف دونم من القمح والشعير في منطقة المحمدية شمال شرق معان من خلال الصندوق الهاشمي لتنمية البادية الأردنية".

من جانبه يعيد المدير التنفيذي لجمعية البيئة الأردنية م.احمد الكوفحي انحباس الأمطار إلى ظاهرة " الاحتباس الحراري" التي يشهدها العالم والناتجة عن " ارتفاع درجات الحرارة على مستوى العالم" و التي أدت إلى تغييرات مناخية وبيئية على مستوى العالم ومن بينها الدول العربية التي ارتفع فيها معدلات الجفاف".
ويفسر م. الكوفحي هذه الظاهرة " بازدياد امتصاص الحرارة من الشمس بسبب الغازات والملوثات كغاز ثاني أكسيد الكربون الأمر الذي أدى إلى ارتفاع حرارة سطح الكرة الأرضية بحيث أصبح هناك ارتفاع في كمية مياه الأمطار في مناطق محدده على حساب مناطق أخرى ازداد فيها الجفاف بسبب شح الأمطار، والأردن من المناطق التي عانت من شح الأمطار والجفاف، وتشير الدراسات ان المنطقة العربية من اشد المناطق التي ستتأثر بالانحباس الحراري إذ من المتوقع ان تخسر مصر على سبيل المثال 20% من محزون الحبوب لديها".
 
وزارة الزراعة -وحسب د. عبد النور – وضعت في الوثيقة الزراعية للاعوام القادمة عدة مشاريع ضمن اطار زمني لمواجهة مثل هكذا ظروف، ومنها مشاريع حصاد المياه وصيانة وتطوير العديد من المصادر المائية والسدود وهي خطة لخمسة سنوات قادمة مجولة زمنيا وتم رصد موازنات ماليه لها".


من جهته قال الناطق الإعلامي لوزارة المياه عدنان الزعبي لراديو البلد إن الوزارة بدأت بوضع سيناريوهات تحسبيه للصيف المقبل لمواجهة العجز المائي المتوقع نتيجة شح مياه الامطار خصوصا وان نسبة التخزين في سدود المملكة العشرة وصلت 60 مليون متر مكعب وتشكل ما نسبته 28% من سعة السدود.


ويُذكر أن أشد حالة من حالات الجفاف المسجلة في الأردن خلال العقود الثلاثة الأخيرة قد وقعت في الفترة المحصورة بين عامي 1998 و2001 وعرضت للخطر حالة الأمن الغذائي ، ناهيك عن الأضرار الشديدة التي أصابت نحو 180 ألف من صغار المزارعين ورعاة الماشية كما ورد في التقييم المشترك بين المنظمة وبرنامج الأغذية العالمي ، حيث قدرت إحتياجات الأردن من واردات الحبوب خلال الفترة المشار إليها أعلاه بنحو 1,936 مليون طن .