شبح "التعليم عن بعد" يتربص بالعاملين في مكتبات القرطاسية

ينتظر نحو 50 ألف عاملاً يعملون في ما يقارب الـ2500 مكتبة لبيع القرطاسية وفي القطاع بشكل عام بمختلف أنحاء المملكة، عودة التعليم وجاهياً في المدارس والجامعات في الفصل الدراسي المقبل على أحر من الجمر، خصوصاً بعد أن أصبحوا مهددين بالتسريح بسبب التعليم عن بعد وإغلاق المدارس الذي دام لأكثر من عام ونصف العام.

 

وكان وزير التربية والتعليم صرح أخيرا أن التعليم في الفصل المقبل "سيعود وجاهياً ولا تراجع عن ذلك". إلا أن هناك تخوفات لدى مكتبات القرطاسية وأهالي الطلبة من تكرار سيناريو العام الماضي، والإبقاء على التعليم عن بعد، خصوصاً أن المملكة دخلت أخيرا في موجة ثالثة من فيروس كورونا.

 

عبد الفتاح، صاحب إحدى مكتبات القرطاسية في منطقة البيادر بالعاصمة عمان، يقول إن التعليم عن بعد وإغلاق المدارس والجامعات أنهك القطاع وتسبب بخسائر فادحة، وأصبحت المكتبات مهددة بالإغلاق لأن اعتمادها الأكبر يكون على المواسم الدراسية.

 

وفي تصريح إلى "المرصد العمالي الأردني" يشير عبد الفتاح إلى أن أربع مكتبات في منطقة البيادر أُغلقت بسبب عدم قدرة أصحابها على الاستمرار في العمل في ظل تراجع المبيعات وتكدس البضائع، وأن جميع العاملين فيها أصبحوا عاطلين عن العمل.

 

ويوضح أنه لا يوجد حالياً إقبال على شراء المستلزمات المدرسية رغم اقتراب الفصل الدراسي، بسبب مخاوف الأهالي والطلبة من تراجع الوزارة عن تصريحاتها والإبقاء على التعليم عن بعد. ولفت إلى أن مبيعات مكتبته تراجعت بنسبة 30 بالمئة، وأن خسائره وصلت إلى نحو 20 ألف دينار منذ بداية الجائحة.

 

ويلفت عبد الفتاح إلى أن الإقبال حالياً مقصور فقط على التصوير والطباعة، وأحياناً شراء الهدايا، مبيناً أن الربح الأكبر يكون من بيع القرطاسية والمستلزمات المدرسية.

 

ويعول عبد الفتاح على ثبات الوزارة على تصريحاتها وعودة التعليم وجاهياً لتعويض بعض خسائرهم التي تكبدوها.

 

ويؤيد عمر، وهو صاحب إحدى مكتبات القرطاسية، ما ذهب إليه عبدالفتاح من مستقبل قطاعهم مرهون بعودة التعليم وجاهياً، ويوضح بالقول "إذا بقي التعليم عن بعد في الفصل المقبل سأضطر إلى بيع المكتبة وأسرّح جميع العاملين لدي".

 

لم يدفع عمر إيجار محله منذ أربعة أشهر، إذ أصبح عاجزاً عن تأمين إحتياجات عائلته، ولم يعد قادراً على تسديد الفواتير التي تراكمت بسبب تضرر القطاع.

 

حالة إرباكٍ وتخوف يعيشها أصحاب المكتبات والعاملون فيها بسبب ضبابية قرار عودة المدارس، فلا يزال "التعليم عن بعد" يفرض سطوته عليهم، ولم يبق للعام الدراسي الجديد سوى شهرٍ واحد وسط آمالٍ معلقة بسؤال واحد "هل سيعود التعليم وجاهياً في المدارس في الفصل المقبل أم لا؟".

 

نقيب تجار القرطاسية والمكتبات أشرف قعوار، يقول إن مصير القطاع والعاملين فيه يتوقف على عودة التعليم وجاهياً، فهو يعتمد كلياً على المواسم الدراسية، ويعتبر مكملاً للتعليم.

 

ويبين قعوار، في تصريح إلى "المرصد العمالي"، أن خسائر القطاع وصلت إلى ملايين الدنانير، وأن المبيعات تراجعت بنسبة 65 بالمئة وربما أكثر، في ظل عدم تقديم دعم كاف من الحكومة للقطاع سوى برنامج "استدامة".

 

ويتوقع قعوار أن يزيد الإقبال على شراء المستلزمات المدرسية للفصل المقبل بعد نحو شهر من بدء الفصل، نظراً لتخوف الأهالي من الاستعجال في الشراء والإبقاء على التعليم عن بعد.

 

ويعتقد أن هناك العديد من العاملين في القطاع تم تسريحهم من عملهم، محذراً من تسريح المزيد حال استمر التعليم عن بعد مع غياب تقديم التعويضات والتسهيلات للقطاع.

 

ويطالب قعوار الحكومة بتعويضات وإعفاءات لأصحاب المكتبات للتخفيف عليهم، وتسهيلات من البنوك، وايضا ًضرورة تقديم الدعم المباشر والسيولة المالية لهم من خلال قروض ميسرة بدون فوائد.

 

كما يطالب بتخفيض الضريبة على قرطاسية الطالب، التي تصل نسبتها إلى 35%، مشيراً إلى أن هذه النسبة "عالية جداً على صاحب المكتبة في الوضع الحالي".

أضف تعليقك