شباب المخيم: يقاسون الواقع بانتظار حلم العودة
"يبقى الأمل بالعودة حلم ولكننا لن نيأس سنعود يوما"... هذا ما بدأ به الشاب رامي من مخيم الوحدات حديثه معنا..
فجيل الشباب من اللاجئين الفلسطينين ، مهما مر الزمن عليهم ومهما كثرة المغريات امامهم .. الا انهم يحلمون بالعودة يوما ما .. الى وطنهم الصامد من عذابات احتلال مضني..
فصورة فلسطين لا تفارق مخيلتهم وحديثهم عن نكبة الـ 48 لا يفارق جلساتهم حتى لو لم يعايشوها.. ولكن الاجداد والاباء كفلاء بتوريثها لهم وبإخبارهم بقصص النزوح وتشرد مئات الفلسطينين بحثا عن وطن آمن.
ورغم معاناه الفئة الشابية في اغلب المخيمات اللجوء .. الا انه يحاولون تخطي ظروفهم، والاوضاع الاقتصادية المتدهورة التي يعيشونها بوضع بصمات نجاح تكمل حلمهم بالعودة الى ارض الوطن.. فالغالبية منهم يعملون على بسطات لبيع كافة المنتجات تلبية لرغبة الزبائن واهالي المخيم..
جبنا أزقة المخيم .. المشهد العام: بيوت متهالكة.. يتردد صياح الباعة بين أزقتها.. أطفال تلعب بما تيسر.. وطائرات ورقية محلقة في السماء حاملة رسالة للأحبة هناك في فلسطين تحمل بين اسطرها سوف نعود يوما..
العودة حلم تتوارثه الأجيال
التقينا رامي الذي يعمل في نادي الوحدات الرياضي فهو من سكان منطقة الـ 48، يعتبر" أن العودة إلى الوطن صعب بسبب تعثر المفاوضات وان حل العودة ينجلي نوره بزوال دولة الاحتلال".
فهو وان لم يعايش النكبة ولكن احداثها كفيلة بان يتم نقلها له من عائلتة التي عايشتها بكل حذافيرها " هناك إصرار من جدي ومن وابي وانا وابني سنبقى مثابرين لنرجع الى وطننا".
رامي يوميا يفكر بفلسطين املا ان تطأ قدماه تراب وطنه الطاهر، ويتابع حديثه.. "فانا في كل ليلة -و لا أريد أن أبالغ -أفكر كيف سترجع فلسطين تحت أي بند وعلى أي اساس بالحل السلمي أم بالمقاومة، وإذا رجعت إلى هناك يوما هل سأتأقلم مع معيشيتي الجديدة أم لا ".
تركنا رامي بحثا عن شاب اخر..فالتقينا محمد شفيق في العشرينيات من عمره... محمد يعمل بائع في بسطة دخان في سوق المخيم.. هو وعدد من أصدقاءه..في تحد كبير لظروفهم الاقتصادية الصعبة.
"لن أتنازل عن حق عودتي الى بلدي فلسطين وعندما اتزوج سوف أنقله لأولادي فهذا حقي وحق ابنائي.. ففي كل سنة نتذكر ما لحق بنا من معاناة والالم وضياع.. وكيف اننا اصبحا بلا وطن.. وهذه ارض مغتصبة فلكل واحد فينا حق بها".
وطنين في قلب واحد..
ولكن محمد رغم حلمه بالعودة إلى وطنه الأم فلسطين ... الا انه يرى أن الأردن قد أصبحت بمثابة وطنه الاخر..
قريبا من بسطة محمد .. يعمل شاب يدعى ابراهيم في احدى محلات الذهب .. ابراهيم من مواليد عمان ومن سكان قرية العباسية في فلسطين.. لم يعيش النكبة وما حصل عام 48 آنذاك ولكن الحلم والبحث عن الهوية هو هاجسه.
"احلم بالرجعة حتى أتعرف على وطني فانا وعائلتي لم نزرها منذ النكبة فكما هو معروف فان الوضع السياسي ليس بيدنا وإنما بيد الحكام وإذا لم يحصل سلام فلن نعود إليها".
غالبية شباب المخيمات يرفعون شعارا واحد "هو حق يأبي النسيان"، وحتى وأن عاد جيل الشباب إلى وطنهم الأم فلسطين إلا أنهم لا يدرون ماذا سيخفي لهم المستقبل هناك وكيف سيواجهون الحياة الجديدة في ربوع وطنهم.
إستمع الآن