شباب المخيمات..قصص نجاح من داخل الأزقة

الرابط المختصر

 

يكافح شباب المخيمات لأجل لقمة العيش والتعلم، وحال شباب مخيم الوحدات لا يختلف عن باقي شباب المخيمات، مخيم الوحدات يمزج الماضي الفلسطيني الذي عايش آلام التشرد والحصار مع حاضر شبابه الذي يكافح لرسم مستقبلهم، في ظل ظروف الصعبة التي يواجهونها.

 

 

فرغم معاناتهم فهم يحاولون بإمكاناتهم البسيطة المتوفرة لديهم تخطي الظروف والأوضاع الاقتصادية المتدهورة ووضع بصمة نجاح تكمل حلمهم بالعودة إلى ارض الوطن الذي لا يفارق مخيلتهم.

 

ماهر الحسنات ابن الـ 22 عاما يقطن في مخيم الوحدات الذي يمثل هوية الشعب الفلسطيني في الأردن، لا يختلف عن باقي أبناء المخيم من جيله في الأحلام والهموم لكن لأبن المخيم حصة في الهموم، فماهر الذي يدرس المحاسبة بإحدى الجامعات الاردنية، وعضو في اللجنة الثقافية في نادي الوحدات الرياضي يعمل على إحدى بسطات بيع الخضار في مخيم الوحدات.

 

ويفتخر انه واحدا من أبناء المخيم وصاحب بسطة، ويقول "انا تربيت على البسطة لان الحالة المادية لعائلتي متدهورة، وعملت إلى جانب والدي في البسطة للمساعدة، وانجازي التعليمي مرتبط بنجاح عملي، وعملي هو الذي دفعني إلى تكملة دراستي الجامعية، وهذا الأمر شكل لي تحديا كبيرا وافتخر بقولي للجميع أنني صاحب بسطة، وخصوصا من خلال احتكاكي مع من حولي من أبناء المخيم".

 

ويضيف ماهر" نحن لسنا حثالة المجتمع، كما يطلق علينا البعض ونحن نطالب كل المسؤولين من الكبير إلى الصغير ان يتركونا لوحدنا ويدعونا نعمل لوحدنا، لأنه سوف نقوم بعمل العديد من الأشياء".

 

هم البطالة هم مشترك بين أبناء المخيم أي ان أكثر من 99 بالمائة من أبناء المخيم عاطلين عن العمل، والبطالة تتفشى بشكل كبير نتيجة عدم توفر فرص عمل للشباب.

 

محمد لافي عضو في اللجنة الثقافية في نادي الوحدات وفي جريدة الوحدات الرياضي، يعمل في جريدة النادي منذ ست سنوات، يقول لعمان نت عن واقع المخيم "واقع مخيم الوحدات لا ينفصل عن غيره من المخيمات أي أن البطالة ما تزال تزداد، بالإضافة إلى أن الناحية التعليمية أي التحصيل العلمي في تراجع عند شباب المخيم للأسباب كثيرة أهمها الناحية المادية بالإضافة إلى الضغوطات الاجتماعية وهذه الأمور كلها تؤثر على البطالة".

 

أما ثائر الطالب الجامعي يجد ان البطالة منتشرة في المخيم بشكل كبير، ويقول "بعض الطلاب يستثمرون العطلة بين الفصلين بالعمل لتوفير المال اللازم لتسديد الرسوم الجامعية المستحقة عليهم، وكلها أعمال مهنية بسيطة كالبسطات على جوانب الشوارع إلى الورش، أي كلها أعمال لا تحتاج إلى خبرة ويقوم الطلاب باستغلالها لتأمين ولو جزء من القسط ".

 

ويتابع.."نحن المتعلمين نعلم ان هناك كابوس في انتظارنا، وهو "أين سنعمل"؟ ، لذلك نسعى إلى تطوير أنفسنا من خلال تعلم الانجليزية وإتقان استعمال الكومبيوتر والمشاركة في أعمال اجتماعية مختلفة والدخول في الوسط الاجتماعي حتى لا ننتظر فترة طويلة لحصول على العمل".

 

رغم الظروف التي يعاني منها أبناء المخيم من سوء الحالة المادية وعدم توفر فرص عمل إلا ان المخيم يوفر للشباب متنفسا عن طاقتهم وهو " نادي الوحدات الرياضي".

 

عبد الناصر رزق مدير النشاط الثقافي في نادي الوحدات الرياضي ومدير صحيفة الوحدات الرياضي قال لعمان نت عن هدف النادي الذي تأسس عام 1956 "النادي بمثابة مؤسسة اجتماعية أساسية في هذا المخيم، حيث ساهم بتنمية علاقات الشباب ببعضهم البعض، وتنمية روح العمل الجماعي، وأيضا له دور في تطوير العمل الثقافي والاجتماعي وكذلك العمل الرياضي، وساهم بشكل كبير في احتواء عدد من فتيان المخيم الأيتام وقدم لهم المساعدة بطرق مختلفة".

 

ويتابع رزق" نتلقى الدعم، لكن إذا أردنا ان نقيس هذه الخدمات والمساهمات بحجم أنشطة النادي فهي لا تساوي إلا جزء بسيط مما يتحمله النادي من أعباء، لكن النادي كمؤسسة اجتماعية له استثمار وهو سوق الوحدات وهذا السوق يعود عليه بمبلغ مالي سنوي يساعد على تنفيذ هذه الأنشطة إلى جانب حصول النادي على ريع مباريات من قبل المنتخب وما يحصل عليه من أمانة عمان بالإضافة إلى الداعمين من القطاع الخاص لذلك ما يقدم من قبل المؤسسات الرسمية لا يفي بما يقوم به هذا النادي من أنشطة ".

 

رواد النادي هم من أبناء المخيم أنفسهم بعضهم يلجأون إليه بشكل يومي لتمضية أوقات فراغهم من خلال المشاركة بمختلف النشاطات والفعاليات التي يقدمها نادي الوحدات الرياضي. فثائر ابن الـ 22 ربيعا من رواد النادي وزواره بشكل يومي وعضو في اللجنة الثقافية في النادي، يقول" النادي بالدرجة الأولى هو مكان لتفريغ الطاقات الموجودة في الشباب، فلا النقابات ولا الجامعات ولا الأحزاب الموجودة في الأردن تستطيع ان تفرغ فيها طاقتنا كما نفعل في هذا النادي، فهناك العديد من النشاطات الأدبية والاجتماعية والثقافية والسياسية ننفذها في النادي".

 

ويجد محمد لافي ان نادي الوحدات هو المتنفس الوحيد لأبناء المخيم وله ويقول " النادي مؤسسة كبيرة، حيث جاء النادي للدعم ومساعدة الشباب في المخيم، ويعتبر بيت كبير يحتضن كل من لديه اهتمامات ونشاطات في المخيم وخارج المخيم ".

 

 

حكاية مخيم الوحدات لا تنتهي عند شباب المخيم، فقصص نجاحات الشباب لا يمكن حصرها، وكلها تبحث عن من ينفض الغبار عنها لترى النور وتروي ذكرياتها لجيل يحلم بالعودة إلى ارض الوطن.

 

أضف تعليقك