شباب الجامعات

الرابط المختصر

تجولت قليلا قبل أيام في الجامعة الأردنية فرحا بصور ويافطات وشعارات مرشحي الانتخابات الطلابية، فقد بدا الجو حماسيا وحيويا مفعما بالإقبال، وهو لا شك جو يرفع المعنويات.

الشعارات غالبا مهنية واحيانا بمحتوى سياسي خفيف، وسآخذ على محمل الطرافة يافطة تقول "عشائر الوسط تدعم المرشح..."، وأخرى "عشائر الشمال تدعم المرشح..."/ واليافطتان لدعم المرشح نفسه! ولم اعرف لماذا استثنيت عشائر الجنوب الا اذا كانت في مكان لم أره! أو لعل الشاب من إحدى محافظات الوسط وأخواله من إحدى محافظات الشمال فحسب لنفسه ثلثي الأردن! فأصبح أبناء 8 محافظات كاملة بظهر شاب ما في قسم ما في كلية ما من الجامعة الأردنية!
أنا ضد التدخل من الادارة لتقرر ما هو مسموح وممنوع من الشعارات، لكن ما كنت اتمنى وجود شعارات كهذه وكان أفضل لو أن الادارة تفاهمت مع المرشحين على التزام ادبي بعدم طرح شعارات على خلفية عشائرية أو جهوية او دينية أو طائفية، أي وضع الانتماءات الاساسية جانبا وطرح شعارات فكرية وبرامجية، وكنّا قد فهمنا أن الجامعة وضعت على عاتقها مكافحة دخول العصبيات العشائرية والمناطقية على خط الانتخابات.
لمزيد من التدقيق قررت صباح أمس ان اذهب لساعة لمشاهدة الانتخابات، لكنني عدت بمخالفة سير، ولم أتمكن من الدخول، فمن الشارع الخلفي للجامعة (باب الهندسة) كانت زحمة السير شديدة جدا، واصبحت بمحاذاة اثنين من رجال السير، ومن قربهما دلفت الى شارع فرعي قصير لأستدير فيه عائدا ففهمت السرّ، فالوصلة القصيرة اصبحت منذ بعض الوقت باتجاه واحد وهي مصيدة للمخالفات، وقد أخذت مخالفتي مبتسما وشاكرا. فوق ذلك وجدت باب الهندسة مغلقا على السيارات ونصحوني بأن لا أحاول مع الأبواب الأخرى فقفلت عائدا.
لا استطيع، اذن، ان اقول شيئا الآن عن اجواء يوم الانتخابات، لكن انطباعي من الخارج، اي من الملصقات واليافطات على البوابات المزدحمة، انها كانت شيئا جميلا، وأرجو ان يكون لهذه الخطوة ما بعدها.
الانتخابات الطلابية يجب أن تكون مختبرا للممارسة الديمقراطية ولصنع القيادات الشبابية، التي ستخوض غدا الانتخابات النقابية والبلدية والنيابية. ومن هو باراك أوباما؟ انه طالب كلية حقوق اصبح رئيسا منتخبا لطلبة الحقوق، ثم منتخبا لبلدية، ثم منتخبا لمنطقة، ثم سناتورا منتخبا لولاية، ثم منتخبا لرئاسة الجمهورية.
السياسة هي آخر ما يجب ان نخشاه في الجامعات، والسياسة لم تعد ولاء ايدلوجيا اعمى. انها الاهتمام المبكر بالشأن العام، وكيف نصنع قيادات العمل العام من غير شباب انغمسوا مبكرا في هذا الاهتمام.