شاي سلطة المياه
تقول سلطة المياه أن المياه التي توزعها على الناس أفضل من مياه محطات التحلية الخاصة التي يشتري منها المواطنون.
قد يكون هذا الكلام صحيحاً أو قابلاً للنقاش, ولكن الأمر الأكثر صحة وغير القابل للنقاش, أن شاي مياه سلطة المياه ليس أفضل من شاي مياه محطات التحلية, مع الرجاء مسبقاً ان لا يتهمني احد بأنني أحاول الاصطياد في "الشاي العكر".
من المعروف أن الشاي يعد إحدى الوسائل الموثوقة لاختبار جودة المياه, مع الاعتراف أنها وسيلة غير مخبرية وغير علمية, لكن مواصفة الشاي المعتمدة محلياً لا تحتاج للعلم كثيراً بقدر ما تحتاج لعين سليمة تميز الصفو من التعكير, كما تحتاج للسان سليم يتذوق طعم الشاي باهتمام واستمتاع, وتحتاج أخيراً لنفس سليمة لا تحتمل تلك الطبقة الزيتية التي تطفو على سطح شاي مياه السلطة بعد دقيقتين من الانتظار ثم تلتصق على جوانب الكأس الداخلية وتمنحه لوناً طينياً بملمس زيتي لزج.
إن التجارب مع شاي مياه السلطة في العقدين الأخيرين غير مشجعة على الاطلاق حتى بالنسبة للشريب العادي, ناهيك عن موقف "خرّيمي" الشاي مثل كاتب هذه السطور. ومن المشكوك فيه ان الشاي المشغول في وزارة المياه وسلطة المياه ودوائرها وبيوت وزيرها وأمينها العام ومساعده -وهو صاحب آخر تصريح دفاعاً عن مياه السلطة- يتم بمياه من مياه السلطة, وإلا فإنهم جميعاً معزومون على "كاسة شاي سلطة".0











































