شارع الملكة رانيا يئن تحت وطأة ازمة السير
يشهد شارع الملكة رانيا ( شارع الجامعة سابقا) هذه الأيام ازدحاماً مرورياً شديداً بسبب الأعمال الإنشائية لمشروع "خط باص التردد السريع" الذي تنشئه أمانة عمّان الكبرى في عدة مناطق في العاصمة.
و تتسبب ازمة السير هذه بتوتر شديد لدى المواطنين ارتفعت حرارته مع حرارة الصيف، فمع بداية المشروع بدأ المواطنون بالشكوى من الازدحام المروري الذي سببه هذا المشروع في وقتٍ من السنة لا يتناسب برأيهم مع فصل الصيف الذي يتصف بطبيعته بهذا النوع من الازدحام.
ويرى المواطنون أن هذا المشروع يحمل في طياته الكثير من السلبيات، بل وربما لا يكون له إيجابياتٌ مطلقاً على حد قول بعضهم، يقول المواطن حسن الذي يعمل في كشكٍ لبيع القهوة يقع في منطقة عمل المشروع "بإن نسبة البيع أصبحت متدنية جداً و لا يقارن ربح المحل بالسابق"، ويعزو سبب ذلك إلى أن الزبائن يصعب عليهم أن يتوقفوا في ظل هذا الازدحام الذي سببه المشروع. ناهيك عن الحوادث التي تصاعد عددها منذ بدء المشروع بعد أن كانت موجودةً أصلاً.
و لم يختلف رأي "معتز" الذي يعمل في محلٍ لبيع الأدوات المنزلية في المنطقة نفسها، حيث قال: "تأثر البيع سلباً بشكلٍ كبيرٍ عن السابق، فالزبائن يواجهون مشكلةً كبيرةً في الاصطفاف بسياراتهم و خاصةً السيدات، و من لا يستطيع التوقف بسيارته يتابع مسيره و يعدل عن رغبته بالشراء، وهذا كله أدى للإضرار بربح المحل.
" إضافةً لحوادث السير التي لا تقل عن خمسة حوادث في اليوم الواحد" و وصف معتز حادثاً شهده أمام المحل تسببت به سيارة أحد مهندسي المشروع، "ولم يكد شرطي المرور الانتهاء من أخذ ملاحظات الحادث (الكروكا) حتى وقع حادثُ ثانٍ اضطره للركض من الجهة التي كان فيها للجهة المقابلة لمتابعة تفاصيل الحادث".
منتهياً إلى أن مشروع باص التردد السريع الذي كان يظنه "قطاراً" لن يأتي بفائدةٍ بحجم الضرر الذي تسبب به.
"محمد الشمالي" الذي يعمل في أحد الشركات في نفس الشارع كان له رأي ٌ مغايرٌ بالنسبة للمشروع، حيث يرى أن باص التردد السريع وعند البدء بعمله سيكون ذا فائدةٍ كبيرةٍ على المواطنين من حيث أنه سيسير في خطٍ خاصٍ به متفادياً الأزمات المرورية المعتادة، وبرغم اعتباره أن أمانة عمان وبتنفيذها لهذا المشروع تقوم بخدمةٍ كبيرةٍ للمواطن إلا أنه يرى أن المشروع يسبب حالياً ارتباكاً كبيراً للمواطنين.
وأضاف محمد أن الازدحام الذي تسبب به المشروع أجبره على تغيير روتين يومه فبدلاً من الخروج للعمل في السابعة والربع يومياً أصبح يضطر للخروج في السادسة والنصف وإلا تأخر عن عمله؛ لأن هذا الوقت من الصباح هو وقتٌ موحدٌ تقريباً لخروج الناس إلى أعمالهم.
وبرغم كل هذه المشاكل من ازدحامات وحوادث فإن بعض المواطنين ليس لهم أدنى فكرةٍ عن ماهية المشروع أو هدفه، أحد المواطنين بالرغم من تذمره من الازدحام إلا أنه يعتقد أن المشروع هو عبارةٌ عن "توسعةٍ للشارع"! .
و وضح مراقب العمال للمشروع أن سير العمل في هذه المرحلة من المشروع يتم بشكلٍ ممتاز، حيث يُتوقع أن يتم إنجاز هذه المرحلة في مدةٍ زمنيةٍ تقل عن الوقت المحدد لها وهو ستة أشهر، برغم وجود عوائق يتم حالياً إيجاد آليةٍ للتغلب عليها كأسلاك الكهرباء والهاتف وشبكات الصرف الصحي.
المدير التنفيذي لمشروع "خط باص التردد السريع" أيمن الصمادي قال ان المدة الإجمالية للمشروع لن تتجاوز السنتين، وهي المدة اللازمة لبدء عمل الباص بشكلٍ منتظم، موضحاً أن المشروع يتكون من عدة مراحل؛ مبتدئاً بتجهيز البنية التحتية حتى تتمكن من استيعاب المسارين المخصصين لخط سير الباص وهي مرحلةٌ تتكون في داخلها من جزأين: جزء إنشائي لتجهيز الخلطة الإسفلتية لتحمل الحمولات المحورية للباص السريع، وجزء ثانٍ يتعلق بإعادة تأهيل الطريق العام من حيث إنشاء الفواصل مابين المسارب المخصصة للسيارات والمسرب المخصص لخط سير الباص السريع.
يلي ذلك التفاصيل التالية من ناحية إنشاء الأرصفة وزراعة الأشجار وتجهيز القواطع المرورية المخصصة للمشاة، كالجسور والأنفاق و الإشارات الضوئية، وصولاً إلى مرحلة إنشاء المجمعات المخصصة للباص السريع ومن أهمها بحسب الصمادي مجمع كبير في صويلح. وكل هذا سيستغرق وقتاً ينحصر بين الثمانية عشر و الأربعةٍ و عشرين شهراً.
وبخصوص اختيار الصيف تحديداً كتوقيت العمل في مشروع خط باص التردد السريع أكد الصمادي أن هكذا مشروع كبير لا ينحصر العمل به في وقت الصيف بل سيمتد العمل فيه طوال العام، وفي الوقت نفسه يستحيل إيقاف العمل فيه في أي وقتٍ لأنه مشروعٌ مستعجل ولا يحتمل التأخر في تنفيذه بسبب ما سببه من إرباكٍ وازدحام. و من ناحيةٍ أخرى فإن الدراسات التي أجريت في عمان على حركة المغتربين داخل عمان في الصيف فإن هذه الدراسات أثبتت أن المغتربين عادةً ما يقومون بتحركاتهم في فترة المساء حين يكون العمل في المشروع متوقفاً.
مضيفاً أن فصل الصيف يتزامن مع تخفيف ضغط الدراسة في الجامعات و وقت عطلة المدارس، مايجعل هذا التوقيت مناسباً جداً للبدء بالمشروع، و توجه الصمادي إلى المواطنين طالباً منهم التحمل لتنفيذ المشروع في وقته المحدد دون شل الحركة في عمان.
أما بالنسبة لخط سير باص التردد السريع أوضح الصمادي أن المشروع يبلغ مسافةً مقدارها 32 كيلو متراً على ثلاثة محاور تبدأ من صويلح باتجاه شارع الملكة رانيا ثم إلى مدينة الحسين الرياضية للشباب، فيتفرع إلى شارع الأقصى مروراً بمستشفى الأمير حمزة نزولاً إلى مجمع المحطة عن طريق شارع الاستقلال ثم يكمل جنوباً إلى شارع اليرموك ثم شارع الأمير حسن لغاية دوار الجمرك.
ويتفرع محورٌ آخر من دوار المدينة الرياضية المحور الثالث عن طريق شارع الشريف ناصر بن جليل، ثم إلى الكندي ماراً أسفل الدوار الخامس إلى شارع الأميرة بسمة واصلاً إلى رأي العين ومبنى الأمانة حيث تنتهي رحلته. وعن موضوع الطرق البديلة والتحويلات لتفادي الازدحام المروري بين الصمادي أن عدد المسارب سيتم المحافظة عليه في مرحلة إعادة تأهيل الشوارع، و ذكر أن هناك موقعاً مخصصاً لمتابعة المشروع من المواطنين وهو www.ammanbrt.jo وأنه تم وضع شواخص في مناطق دخول عمان كصويلح وشارع الأردن، آملاً من المواطنين تجنب السير في طرق العمل في المشروع عندما يكون هناك طرقُ بديلةٌ بإمكانهم سلوكها.
وكانت إدارة السير المركزية دعت على لسان مديرها العميد عدنان فريح المواطنين للتعاون وسلوك طرق بديلة عن طريق الملكة رانيا العبد الله لحين الانتهاء من المشروع، متوقعا ان تشهد العاصمة مزيدا من ازمات السير بسبب اقتراب عدد من المناسبات والمهرجانات المحلية.