شارع العشاق معالم خالدة في ذاكرة مادبا
لا زالت ذاكرة مدينة مادبا تحتفظ بالعديد من أسماء مواقع وأشخاص كان يجمع أهالي مادبا على معرفتهم وأحد هذه المواقع التي تحتفظ بها ذاكرة مادبا (شارع العشاق) وهو (شارع الملك عبد الله الاول) الطريق الممتد بين دوار بلدية مادبا وإشارة ماعين أو طلوع الدفاع المدني سابقا كما يطلق عليه المادبيون.
ويعود تاريخ شارع العشاق وبداية التسمية إلى أواسط الستينيات من القرن الماضي حين كانت مادبا تجمع مواصفات الريف والبادية وتقف على أعتاب بوابة الدخول نحو المدينة حين تم افتتاح أول مركز لرعاية الشباب في وسط هذا الشارع الذي يمتاز باستقامته واستوائه وتوسطه لأحياء المدينة واستقطب مركز الشباب في ذلك الوقت الكفاءات الرياضية والفنية والثقافية من شباب مادبا حين كان مشرف المركز الاستاذ أكرم مصاروه يحاول وضع مادبا على خارطة الوطن باستغلال كفاءات شبابها في المنافسات الرياضية والفنية والثقافية وحصل له ذلك فكانت مادبا أحد المدن الاردنية التي لا يغيب اسمها عن أي محفل على مستوى الوطن وكل ذلك كان له الارتباط الكبير في ازدهار شارع العشاق حيث كان رواد مركز الشباب ينطلقون عبر هذا الشارع في مواكب (قسدره) زرافات ووحدانا ينسجون من أشعة القمر خيوط احلامهم وينظمون قصائد عشقهم على أرصفة الشارع الذي احتفظ بذكرياتهم وكتم اسرار عشقهم وكم فاضت دموع الفراق وارتسمت بسمة الفرح على شفاه العشاق في لقاء ووداع عبر شارع ليس كغيره من شوارع المدينة فهو امتداد لعظمة تاريخ المدينة وعلى جانبيه تقف اثار مادبا شامخة تشهد على حضارة أمم وشعوب مرت من هنا وتركت بصمات خالدة تحكي قصتها فهذه البرك الرومانية (بركة الياس, بركة الطوال, خارطة الفسيفساء والقصر المحروق وغيرها من بيوت مادبا التي تشهد على عراقة اهلها وتؤكد عمق جذورهم الضاربة في اعماق التاريخ كان الشارع ملتقى براءة العشاق ومنتدى الشعراء وملتقى المثقفين ذكره الشعراء وتغنى بإسمه عمر العبداللات وقال (من شارع العشاق لماعين) وكان المطرب المادبي غزلان قال في اغنية له (في شارع العشاق مرت زينه نشمية).
ولا زال شارع العشاق في مادبا يتوسط مدينة اتسعت مساحتها وإمتلأت بوجوه لا يعرف اصحابها بعضهم ويبقى شارع العشاق مصدر الالهام ورئة يتنفس بها ابناء المدينة وضيوفهم.0











































