شادي طالب في الصباح وحلاق في المساء

الرابط المختصر

لم يعط شادي حمدان ابن 26 ربيعا الحياة فرصة لتنال منه فتصدى لها بقلمه ومقصه معا، شادي يدرس البتروكيماويات في كلية الحصن المهنية، فيخرج من الصباح إلى مقاعد الدراسة، وبعد يوم حافل من العلم يتجه شادي إلى ميدان الحياة ويتناول مقصه متحديا الظروف الصعبة.التقينا شادي لنسلط الضوء على شريحة من المجتمع تكافح وتصر على نهل العلم رغم الظروف الاقتصادية القاسية ويعلق شادي لنا " لن يحول الفقر بيني وبين التعليم وعلى العكس من ذلك لقد زاد الفقر من إصراري على التعلم لتكون الشهادة سلاح تحميني في المستقبل".



وعن مهنة الحلاقة التي احترفها شادي منذ الطفولة يقول " بدايتي مع الحلاقة كانت منذ الطفولة حيث نشأت في عائلة كبيرة ومتواضعة وكنت اكبر إخوتي وكان الوقوف إلى جانب أبي في مساعدته في تربية أخواني العشرة ، لقد حكم علي القدر بأن أتعلم هذه المهنة وأمارسها بين الفترة والأخرى وبقيت هذه المهنة معي اتحدي بها الحياة حتى أصبحت على مشارف الدراسة الأكاديمية بعد تأخر وتعثر كبير في الحياة التعليمية".



نظرة المجتمع لشادي تراوحت بين المعجب بكفاح هذا الشاب وبين الاستهجان من كونه متعلم ويعمل حلاقا وهنا يزيد شادي" البعض يراني مثال يحتدى به لشاب يكافح من اجل العيش لكن العديد من الأشخاص يعربوا عن استغرابهم واستئزائهم في بعض الأحيان من كوني طالب في كلية جامعية واعمل في مهنة الحلاقة ! للأسف أنهم في نظري أغبياء لان مهنة الحلاقة هي التي أوصلتني لمقاعد الدراسة".



ومن المواقف الطريفة التي يحدثنا بها شادي " أثناء تواجد بالكلية استقطبت عدد كبير من الزبائن من الطلاب وحتى من المدرسين في الكلية والطريف ان صالون الحلاقة الذي اعمل به بالقرب من الكلية التي ادرس بها ".



ويوجه شادي كلمة لشاب الأردني ويقول " أنا لست حالة نادرة او غريبة بالعكس انا في المكان الصحيح يجب على الشباب الاعتماد على أنفسهم حتى لو كانت عائلاتهم ميسورة ماديا، كما أقول للشاب الذي تخرج ولم يجد عمل لماذا لا نتعلم مهنة تكون سلاح لنا إلى جانب الشهادة".

أضف تعليقك