سينمائيون أردنيون: لا يوجد سينما حقيقية في الأردن

الرابط المختصر

"ما هي التجارب السينمائية الأردنية!" يتساءل السينمائي الأردني جلال طعمة، ويقول "رأيت 15 تجربة فيلم مع اللجنة العليا للسينما وبعض التجارب مع الهيئة الأردنية للأفلام، ما أراه ليس سينما، أنا أرجو افهام هؤلاء الشباب والمسؤولين عنهم أن ما نراه ليس سينما وإنما فيديو، والفيديو مجاله في التلفزيون وليس الهيئة الملكية للسينما".لكن يقول المخرج فيصل الزعبي أن "الهيئة الملكية تقدم الدعم، والمساعدات اللوجستيه لكنها لا تشكل جذر للسينما".



وهاجم طعمة الهيئة الملكية للأفلام، قائلاً "دعونا نضع النقطة على الحرف، أيها الهيئة الملكية، أيتها اللجنة العليا للسينما أنتم تهينون السينما إنهم يضرون أنفسهم، لأنهم لا يصنعون السينما، والتلفزيون يختلف عن السينما، ولو ساعدوا الشباب ليستمروا بصناعة الفيديو، فلن يستطيعوا ان يفهموا هذه الصناعة أبدا".



ويتفق الزعبي مع طعمة حول أفلام الشباب، ويقول "لا نستطيع أن نسمي ما برز حديثا بسينما الشباب، بقدر ما نستطيع أن نسميها تجارب أفلام تلفزيونية، في السينما العالمية يكون المخرج مكتمل بحيث يكون قادر على عمل فيلم فني واضح لكن يضع فيه آراء جديدة وتجريب جديد، وبما يسمى بروح الشباب. والحركات الشبابية في السينما قدمت الكثير للسينما وكان من زعماءها مخرجين كثير شباب منهم جودار الفرنسي".



أما في الأردن، يرى الزعبي أنه شاهد مجموعة عروض، معتبراً أنها "عبارة عن تجارب تعلمية وليست تعليمية في مجال الفيديو أو ما يصور على الكاميرا الرقمية، إلا أنها تفتقد إلى ثلاث عناصر أولا السيناريو السينمائي، ثانيا تفتقد للبنية السينمائية وهي ما تختص بإخراج والسيناريو معاً، وثالثا الى الشريط السينمائي الذي يعطي صورة مختلفة عن شريط الديجيتال، ويعطي تكستر مختلف تماما".



ويوضح طعمة أن "كاميرا السينما، وإضائتها ومونتاجها تختلف عن كاميرا وإضاءة ومونتاج التلفزيون، ولهذا السبب فالشباب لن يكسبوا السينما بل سيخسرونها".



أما الزعبي فيرى أن "تجارب الشباب محترمة وتحتاج شد على اليدين ودعمهم لكن هذا لا يسمى تجارب سينمائية بقدر ما تسمى تعلم التصوير الذي يشبه التصوير السينمائي لأنه غير سينمائي على الإطلاق".



ويتابع.."دائما اسمع أن هناك سينما في الأردن تتطور أو تنشأ أو تبدأ. لكن ليس في الأردن سينما، بل يوجد تجارب أفلام فيديو وأنا قمت بعمل مجموعة كبيرة من هذه الأفلام لم أحاول ولا مرة أن أسميها سينما"، معتقدا أنه ليس هناك خطة شاملة على صعيد الدولة أو على صعيد المؤسسة الثقافية أن يكون في الأردن سينما".



ويقول جلال طعمة " اختارت هيئة الأفلام 15 فيلم من بين 34، كل فيلم كلف ما لا يقل عن 14 ألف لو جمعنا كلفة هذه الأفلام الأربعة والثلاثين، وجمعنا مخرجيها وعلمناهم صناعة السينما لأعطيناهم خبرة سينمائية، لكن أن يصنع أحدهم أربع أو خمس دقائق يتناول فيه كلاما بلا معنى، فهذا ليس سينما، إنهم يفسدون السينما في الأردن".



ويتحدث فيصل الزعبي عن مفهوم السينما، "لا أحبذ أن اسمي السينما بسينما أردنية أو سورية أو مصرية، الآن السينما أصبحت تسمى باسم مخرجيها نقول سينما فيلينه، وسينما برجمن، وسينما ستيلبرغ ، ولكن في دراسات التاريخ يمكن أن توضع التسمية تحت سينما البلد. لكن في الدراسات الفنية نحن نناقش إما مدرسة فنية لا تسمى باسم البلد أو تناقش مدرسة فنية تسمى باسم المخرج. باستطاعتي أن احدد أن هناك سينما يوسف شاهين، وسينما محمد ملص في سوريا. أما أن تسمى السينما وطنياً مجازا أنها نشأت في جغرافيا معينة، فأنا أشك في هذا التعريف أو هذا المصطلح السينمائي".



ويجد الزعبي أن الأردن بحاجة إلى سينما "وهذا الاحتياج إذا أردنا أن نسميه باسم الوطن فمن الممكن تشكيل مؤسسة سينمائية حقيقية لأن الطاقم المشرف بالهيئة الملكية ليسوا سينمائيين ولكنهم يعملون بالبزنس السينمائي، ليس هناك مخرج سينمائي ولا تجربة سينمائية ناضجة أستطيع ان اعتبرها بديلا عن مؤسسة السينما الوطنية".



ويقول جلال طعمة.."لم أجد أي تجربة أردنية في السينما، ولم أشاهد ما صنعوه هو فيديو وريبورتاجات، فمن صنع مسلسلا من 10 ساعات أفضل من كل هؤلاء، فلو أردنا أن نساوي هذه التجارب ونقيسها بالمدة فلنذهب الى التلفزيون فهناك مخرجين يصنعون مسلسلات من خمسين ساعة".



ويتساءل الزعبي "لماذا دائما نبدأ من تحت، نحن لدينا سينمائيون اكاديميون لديهم تجارب على مستوى عربي وعالمي من الممكن أن نقوم بورش سينمائيه حقيقية لتعليم الفيلم السينمائي. أما ان نستمر بتقديم مجموعة من اللقطات على شكل كوميديا ساخرة فهذا يضر بتطور السينما ويضر الشباب انفسهم لأنهم سيتعلمون الخطأ من البداية ولا يتعلمون الشكل الثقافي والمعرفي والفكري لتطور الفيلم السينما"، وهو الأمر الذي اتفق عليه جلال طعمة ويقول "لو أرادوا أن يصنعوا السينما فلابد أن يكون هناك ورشات واستوديوهات وفيلم ولاب سينما حتى يتمكنوا من صناعة السينما".



رغم عدم تفاؤل أصحاب التجارب، وتفاؤل الشباب، تظل الهوة موجودة وتزداد اتساعا خصوصاً وأن الكثيرين لا يعلقون الآمال على وجود سينما أردنية حقيقية على غرار السينما العربية المجاورة للأردن والتي تزداد يوما بعد يوم تطورا وإبداعا. تابعوا التقرير وغير من المواضيع في حلقة برائحة القهوة يوم السبت القادم على أثير راديو عمان نت، كما ويمكنكم أن تتابعوا الحلقة على صفحة البرنامج

أضف تعليقك