سيدات محافظات المملكة يحتفلن بيوم محو الأمية العربي

الرابط المختصر

احتفلت سيدات أردنيات من مختلف محافظات المملكة بيوم محو الأمية العربي، فجئن من بلداتهن الصغيرة الى العاصمة ليعلنّ أنهن هجرن أمية الكتابة والقراءة لتستطيع كل واحدة فيهن أن تتغلب على عجزها أمام عصر مليئ بالمتغيرات.جاء ذلك خلال الاحتفال الذي عقد في مركز الحسين الثقافي اليوم بمناسبة يوم محو الأمية العربي، حيث جاء "تجمع لجان المرأة الأردني" بمراكزه المنتشرة في محافظات (عمّان، البلقاء، الطفيلة، المفرق، العاصمة، معان)؛ بهؤلاء السيدات لتكريمهن وتشجيعهن على الإستمرار والمضي في محو أميتهن، حيث تعلمن الكتابة والقراءة على مدى سنين قليلة وثابرن لتصل أكثرهن الى الصف السادس.

وتحدثت مديرة جمعية هملان الخيرية التنموية إيمان حسن الطيطي في البلقاء عن تجربتها في الجمعية والتي تحوي مركزاً لصفوف محو الأمية التابعة لوزارة التربية والتعليم "لدينا صفوفا من الصف الأول حتى الصف السادس ويتم تخريجهم في كل آخر فصل، ونخرج بمعدل 15 الى 17 سيدة في السنة، ولدينا سيدات كبار وفتيات صغيرات أيضاً من عمر 15 الى 16 لم يدخلن المدارس من قبل".

وتتحدث حول الجمعية وما تقدمه من برامج ونشاطات "انجازاتنا في الجمعية سنوية، نعقد دورات تأهيل وتدريب نسوية، وشهاداتنا من وزارة التنمية الإجتماعية، لدينا دورات تجميل وخياطة في مسشغل الخياطة المتكامل، ودورات حاسوب، ولدينا مركز طبي ونادي رياضي، ولدينا فرع في المرقب فيه تخصصات عديدة إضافة الى مركز محو الأمية، مثل التجميل والرياضة ومركز تحفيظ القرآن، لم نواجه الكثير من الصعوبات، والمعلمات متفهمات لكون السيدات كبار في السن".

الدارسة آمنة الهارون شرحت تجربتها ومدى استفادتها من تعلم القراءة والكتابة وقالت "استفدت الكثير من دورات محو الأمية، وخاصة في قراءة القرآن فصرت ممتازة في القراءة والكتابة، فقد حفظت جزء عمّ ولم يتبق لي سوى سورتين وأكمله، وأقارن نفسي الآن بما كنته في الماضي، الحمد لله أنا ممتازة".

رنا مروان والتي تبلغ من العمر 23 عاماً وهي من أصغرهن سناً فلم تقبل في المدارس الأردنية لأنها تحمل الجنسية الفلسطينية ولذلك فقد التحقت بمركز محو الأمية "حينما جئت من الضفة الغربية وكنت في الصف الأول لم يقبلوني في المدارس، فأخذت أبحث عن مركز لمحو الأمية فالتحقت بمركز هملان".

فيما تقول مريم عمري الشوايلة "الآن صرت أستطيع التنقل في المواصلات دون الحاجة لأن أسأل ين يتجه هذا الباص وأين ذاك، وحينما أذهب الى الطبيب أستطيع قراءة إسمه وتخصصه فلا أتوه".

سرية جهاد كامل، وهي مدرسة محو أمية في منطقة المرقب بالبلقاء تقول حول تجربتها في تدريس صفوف الأمية للسيدات "بدأنا منذ أربع سنوات، وقد وصلت السيدات الى مستوى الصف الخامس، الحقيقة أنهن اجتهدن كثيرا وأصبحن يقرأن ويكتبن بسهولة، وصرن يقرأن الآيات القرآنية القصيرة بكل يسر، وتعلمن الحساب وغيره".

وحول الصعوبات قالت المعلمة سرية "لم نزاجه الكثير من الصعوبات سوى أن بعض السيدات لديهن التزامات عائلية أو بسبب كونهن كبار في السن فقط، وما عدا ذلك فهن مجتهدات كثيراً ومحبات للتعلم، والوزارة لا تقصر، تقدم لهن الدعم من كتب وقرطاسية وتجهيز مراكز".

فاطمة شحادة دارسة في مركز محو الأمية في المرقب، وصفت نفسها بالممتازة وبأنها الأولى على صفها وقالت "تخرجت الآن من الصف الخامس، كان هدفي بالالتحاق بهذا المركز قراءة القرآن وأعرف ماذا كتب لي الطبيب من دواء على الروشيته وكم علي أخذ دواء وهكذا".

أنا الأولى على النساء الدارسات، وقد وجدتها فرصة كبيرة وخاصة أنه قريب من البيت ولو أنه استمر لأكثر من الصف السادس فسأستمر معه بإذن الله".

وتضيف المعلمة سرية "كثيرات منهن أخذن يتعلمن لكي يدرسن أولادهن، وصرن يدرسن معهم بنفس الوقت".

السيدة نوفة علي أبو السويد أم خالد كانت فرحة بما أنجزته في مركز محو الأمية وقالت "الحمد لله تعلمت القراءة والكتابة والقرآن والحساب، وأصبحت الآن قادرة وأفضل من الأول، فقد حصلت على معدل 94 %، بالرغم من أن لدي أرع عائلات أربيهم، أولادي وأولاد أولادي".

وزير التربية والتعليم كرّم هؤلاء النسوة المجتهدات بهدايا بسيطة أفرحتهن، وقال في كلمة ألقاها في الاحتفال أننا في الأردن الآن أعلى دولة فيما يسمى المجموعة المتوسطة في تطور التعليم وهي 0,938، وهدفنا الأساسي أن نخفض من الأمية لأنها ما يعيقنا من القفز الى المجموعة العليا في تطور التعليم، بالتعاون مع الجهات الرسمية وغير الرسمية مثل تجمع لجان المرأة الأردنية والمؤسسات الأخرى لكي نساهم في تخفيض نسبة الأمية في الأردن الى 4% وهي النسبة العاليمة لتصبح جميع مؤشرات لتعليم في الأردن".

يذكر أن تقرير الأمم المتحدة للتنمية البشرية لعام 2006 أظهر أن مستوى الأمية في الأردن قد وصل الى 10,1%.

أضف تعليقك