سوق الوحدات.. مكان واحد للتسوق

سوق الوحدات.. مكان واحد للتسوق
الرابط المختصر

ممر ضيق يفصلك عن سوق الوحدات الشعبي إذا دخلته من الجهة الشرقية الموازية لشارع مادبا، وإذا كنت في سيارتك فالأفضل ان تركنها خارج السوق، فالشوارع ضيقة لا تكاد تتسع للمارة
بسبب انتشار البسطات على أطراف ووسط الشارع.

شوارع السوق الإسمنتية المتآكلة تتشابك وتتداخل فيما بينها، وتنتشر فيها الحفر والقنوات التي تتجمع فيها المياه العادمة، ناهيك عن القاذورات المترامية في كل أنحاء السوق الذي ترتفع فيه أصوات الباعة تدلل على بضاعتها من خضروات وفواكه وأدوات منزلية وغيرها من البضائع.

ويعتبر السوق العصب الاقتصادي للحياة في المخيم فهو مصدر دخل كبير للعديد من الأشخاص الذين يعملون في بيع الخضار والفواكه، كما هو متنفس لأصحاب الدخل المحدود الذين يبحثون عن بضائع رخيصة في متناول الجميع.

عزام عبد الحافظ سائق سرفيس الوحدات – رغدان كان قد دعا وعددا من زملائه إدارة السير للقدوم إلى المخيم وتقييم الوضع وحل الأزمات المرورية التي يعاني منها السوق المركزي خصوصا المنفذ الوحيد للسيارات ويقول: "سيارات متراكمة على يمين وشمال المخيم، أزمات مرورية خانقة"، لعزام وزملائه خيارات للخروج من الأزمة فلم يقفوا على المشكلة واشتكوا منها، إنما قدموا مخططا لحل الأزمات المرورية في منطقة السوق وخط السرفيس لهيئة تنظيم قطاع النقل العام، "أن يخططوا لطريق جديد للخط بحيث يكون له مدخل ومخرج وهنا يتم التخلص من الأزمات إذ أن سيارة الأجرة لها منفذ واحد وهذا يساهم بالأزمة المرورية".

ويقع السوق في قلب المخيم و أول ما تشاهده الانتشار العشوائي للبسطات والازدحام الشديد مما يؤدي إلى تعطيل حركة السير داخل ‏السوق والمناطق المحيطة، وخصوصا في منطقة حي سمية الذي تنتشر على جانبيه محلات عديدة القسم الأكبر منها غير مرخص.

و حول هذا الوضع يقول سلامة الشطي صاحب محل دواجن في السوق"إن وضع السوق بهذه الفوضى والعشوائية وعدم التنظيم الشديد يعيق حركة المرور وحركة المتسوقين، لقد خاطبنا لجنة خدمات المخيم أكثر من مرة لحل الوجود العشوائي للبسطات إلا ان احد لم يستجب لقد أصبح السوق مكرهه صحية بسبب عدم النظافة".


وللشباب وجود في السوق فماهر ابن الـ 22 عاماً بدأ بالتعريف عن حاله.. "المدعو ماهر 22 عاماً، عامل على بسطة داخل الوحدات، ثم أنا طالب محاسبة في الجامعة الأردنية".

ماهر يستثمر وقته بين العمل مع أبيه على بسطة لبيع الخضار والدراسة في الجامعة ويقول "أتمنى العمل 48 ساعة وليس 24 ساعة".

على بسطة ماهر للخضار تتحطم الظروف المادية الصعبة، فهو يتحدى الظروف الصعبة بأسلوبه الخاص، لم يسمح لأحد أن يغتال حلمه في التعليم، فمن خلال المردود المادي القليل الذي تنتجه البسطة الموجودة على مدخل المخيم يغطي ماهر تكاليف دراسة المحاسبة في الجامعة الأردنية مفتخرا بذلك، فهو على الدوام يعًرف بنفسه " ماهر صاحب البسطة" ويرى فيها " مصنعا للرجال".

لكن السوق لا يقتصر على بسطة ماهر لبيع الخضار إذ نجد تنوعا كبيرا في البضائع المعروضة من أطعمة ومشروبات كالخضار والفواكه ومطاعم الوجبات السريعة، كما تجد هناك من يبيع الملابس والأحذية المستعملة والجديدة، فعلى سبيل المثال يملك أبو انس محل كبير في وسط السوق لبيع " أحذية البالة" بأسعار منافسة ويقول " الحركة التجارية نشطه داخل السوق حيث يرتاده الناس من خارج مخيم الوحدات أيضا"، "وباختصار نستطيع ان نقول انه مكان واحد للتسوق".

ومن الملفت للنظر في السوق أيضا التداخل بين أصوات الباعة وأصوات المطربين التي تصدح من بسطات ألـCD المنشرة في السوق. رامي شلش 25 عاما صاحب بسطة لبيع ألـ CDs وإكسسوارات الخلويات تعتبر مصدر رزقه الوحيد الذي يعيل منها نفسه ويساعد عائلته يقول إن : "الإقبال متفاوت حسب الطقس والمناسبات وأغلب الزبائن يأتون للنظر على صور الفنانات وآخر ما وصلنا من أفلام ".



مخيم الوحدات أو ما تسميه الأونروا مخيم عمان الجديد، يعتبر أحد أربعة مخيمات أنشئت لإقامة اللاجئين الفلسطينيين في الأردن، حيث أنشئ عام 1955 لإقامة حوالي 5000 لاجئ على مساحة 488000 متر مربع جنوبي شرق عمان.

البناء العشوائي زاد من حجم الكثافة السكانية داخل المخيم، حيث بدأ بـ 1400 مسكنا، وفي عام 1957 شيدت الوكالة حوالي 1260 مسكنا إضافيا. وبحسب آخر إحصائية للوكالة فإن هناك حوالي 50601 من اللاجئين المسجلين.

أضف تعليقك