سوريا تثير اشتباكا سياسي بين الحركة الإسلامية وكتلة التجمع الديمقراطي

الرابط المختصر

سوريا وما تتعرض له من ضغوطات دولية ومواقف الحركة الإسلامية الاردنية مما يجري فيها العنوان الرئيسي في اثارة اشتباك سياسي بين نواب الحركة الاسلامية ونواب كتلة التجمع الديمقراطي الذين اعتبروا.....تصريحات ادلى بها المراقب العام لجماعة الاخوان المسلمين عبد المجيد الذنيبات في التاسع من الشهر الجاري ضد سوريا تدخلا مباشرا في الشأن الداخلي السوري معلنين استغرابهم واستهجانهم لها واعتبرو انها "غير مبررة وتشكل تدخلا في الشأن السوري".



وأثارت الكلمة التي ألقاها النائب الدكتور رائد حجازين باسم كتلة التجمع النيابي الديمقراطي في في بند ما يستجد من اعمال -وانتقد فيها الذنيبات- ردود فعل غاضبة من نواب الحركة الاسلامية تحت قبة المجلس رفعت من سخونة اجواء الجلسة سيما بعد ان هاجم النواب ابراهيم المشوخي و محمد ابو فارس الكتلة و موقفها و اكدا على وقوف الحركة الاسلامية الاردنية الى جانب " الشعب السوري" ورفضها لاي اعتداء او تدخل امريكي في الشأن السوري الداخلي.







ورفض نواب الحركة الاسلامية تلك الاتهامات جملة وتفصيلا وان تكون الحركة الاسلامية الاردنية في خانة الاتهام متسائلين اين كان التجمع الديمقراطي عندما اريقت دماء الاخوان المسلمين في سوريا .





ولم تتوقف المشكلة عند هذا القدر فقد انتقلت سريعا من خارج قبة المجلس الى الممرات حين تبادل النائبان رئيس كتلة نواب الحركة الاسلامية عزام الهنيدي ورئيس كتلة التجمع الديمقراطي د. ممدوح العبادي الشتائم والكلمات النابية بحق بعضهما البعض كادت ان تصل الى( التشابك بالايدي ) لولا تدخل حشد كبير من النواب نجح في تطويق المشكلة فيما بدا نواب بمحاولة لفض ( الاشتباك السياسي ) عبر اجراء مصالحة بين الجانبين .



ومثلما نجح نواب في فض الاشتباك الكلامي بين النائبين العبادي و الهنيدي كان نواب اخرين ينجحون في فض ( الملاسنة ) التي حدثت في الممر الواصل بين مبنى مجلس النواب بمجلس الاعيان بين النائبين محمد عقل ( العمل الاسلامي ) و النائب عاطف الطراونة ( التجمع الديمقراطي ) .







وفي التفاصيل فقد بدات المشكلة حين تناول النائب د. رائد حجازين الحديث في بند ما يستجد من اعمال حيث قال في كلمة باسم كتلة التجمع الديمقراطي "اننا في التجمع الديمقراطي نعبر عن استغرابنا ويمكن القول رفضنا لما نقل على لسان المراقب العام للاخوان المسلمين عبد المجيد الذنيبات من تصريحات حول الاوضاع في سوريا ودعوته نظام الحكم في سوريا للاعتراف باخطاء الماضي في سبيل طيها وتجاوزها واعادة الحياة الديمقراطية والسماح بمشاركة كل القوى الوطنية السورية بما فيها الاخوان المسلمين في صياغة المستقبل السياسي لسورية".



واضاف قائلا " اننا في كتلة التجمع الديمقراطي ندرك كما تدركون ايضا ان ثوابت عدة ميزت السياسة الخارجية لدولتنا من ابرزها مبدأ جذرناه عبر تاريخ طويل ومستمر يقوم على عدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول عربية وصديقة وهو مبدا لا شك عند التجمع الديمقراطي انه مبدأ حكيم ومقدر في الداخل والخارج ويمكن القول انه كان عائقا امام دول قد تكون فكرت بالتدخل في شؤوننا فنحن دولة لم ولن تسمح للاخرين بالتدخل في شؤونها وهي لهذا تحترم حق الاخرين في ادارة شؤونهم ولا تتدخل فيها".



واستعرض حجازين مقتطفات من حديث الذنيبات سيما قولة "انه يجب على الحكم في سوريا ان يستبعد في اصلاحاته "العناصر الفاسدة والتي ساهمت في ابعاد سورية عن محيطها العربي والاسلامي واوغلت في دماء الابرياء وان تتم المصالحة وفق رؤية سياسية واضحة"...وزاد ان الذنيبات قال في حديثة " ان على عبد الحليم خدام الاعتذار عما بدر منه خلال توليه المسؤولية في سورية" وقال( اي الذنيبات ) " اننا لا يمكن ان ننسى ان خدام كان احد اعمدة الحكم السوري منذ السبعينيات الماضية وكان مسؤولا عن الكثير من المذابح والاخطاء في سورية".





واعلن حجازين رفض كتلته " التجمع الديمقراطي" لهذه التصريحات و "استغرابا انها تصدر عن شخصية حزبية سياسية تدرك ابعاد التدخل في شؤون دولة عربية او صديقة بل كان الاردن وشواهد التاريخ كثيرة منحاز لعروبته ومنسجم مع دستوره الذي يثبت حقيقة ان "الاردن جزء من الامة العربية".

وقال "اننا نعتقد ان ما صرح به الذنيبات يتجاوز كل الاعراف والاصول السياسية ويبدو مما قاله كأن الاردن طرف فيما يجري في سوريا مع قناعتنا ان هذا شأن سوري خالص تعالج فيه قضياها بالطريقة التي تراها مناسبة ولا يجب علينا ان نملي عليها ما يجب ان تفعل ونحن نامل ان تتجاوز هذه الظروف بسلام.

وختم حجازين كلمته بالقول ان الكتلة ترى ان "هذه التصريحات غير مفهومة المبررات وغير مقبولة بتاتا وتاتي في ظروف تواجه فيها سوريا تحديات صعبة تطبق عليها من كل الجهات ضمن مؤامرة تقودها الادارة الاميركية هدفها اضعاف سوريا ودورها العربي لتسويات سياسية مستقبلية".



وسارع عضو كتلة نواب الحركة الاسلامية النائب ابراهيم المشوخي الرد على حجازين قائلا في مداخلة له " اننا ندرك ان التدخل في شؤون الغير ليس من شيمنا ولكننا نرفض سياسة الاذلال وسياسة سفك الدماء التي يمارسها بعض الحكام على شعوبهم".



وتساءل المشوخي "اين كان التجمع الديمقراطي حين كانت تراق دماء عشرات الالاف من المواطنين في سوريا؟".

واكد المشوخي على ان الحركة الاسلامية الاردنية كانت من اوائل الناس الذين اعلنوا وقوفهم مع سوريا و"نحن لا نزاود على احد ولكننا نابى ان نكون في خانة الاتهام".



كما تولى النائب د. محمد ابو فارس الرد على حجازين وقال انه "مما يؤسف له ان يقوم نائب بمهاجمة جماعة الاخوان المسلمين وهو معروف من هو وما هو انتماؤه وهو في الحقيقة مثير للفتنة في هذا البلد.

واضاف ابو فارس "اننا نقول ان الاخوان المسلمين على الرغم مما عانوا من النظام السوري واستشهد منهم عشرات الالوف في سجون سوريا فقد تساموا على جراحهم ووقفوا بجانب الشعب السوري يعادون امريكا ويقفون ضدها وقام حزب جبهة العمل الاسلامي والاخوان المسلمون بارسال وفود الى سوريا تعلن بوضوح الوقوف مع سوريا والشعب السوري ضد اي عدوان امريكي".

واكد على "ان الاخوان المسلمين قد طالبوا بوحدة الشعب السوري وتماسكه حتى يواجهوا جميعا وصفا واحدا في وجه الاطماع الامريكية ومؤامرتهم ضد سوريا وعلى استعداد لان يبذلوا دماءهم واموالهم دفاعا عن سوريا ضد كل المستعنرين من امريكان وغيرهم.



وراى ابو فارس انة "كان الاولى ان يوقف رئيس المجلس النائب عن الكلام لانه خارج عن مهمة النائب وهو محاسبة الحكومة ومواقفها وليس امرا تشريعيا وانما هو اثارة للفتنة في هذا المجلس وفي هذا البلد لا تحمد عقباها".



وحاول عضو كتلة التجمع الديمقراطي النائب علي سعيدات في مداخلتة توضيح موقف الكتلة بالقول انهم يعترضون فقط " على تصريحات المراقب العام للاخوان المسلمين.



وما ان رفع رئيس مجلس النواب المهندس عبد الهادي المجالي الجلسة الى يوم الاحد المقبل وبدأ النواب بمغادرة القبة تقدم النائب المهندس عزام الهنيدي من النائب ممدوح العبادي قائلا له " انك تصطاد في الماء العكر" مما دفع بالعبادي للرد عليه لتتطور الامور وصولا لتبادل شتائم نابية بين الجانبين كادت ان تدخل انصار الطرفين في عراك بالايدي خارج القبة لولا تدخلات نواب اخرين حالوا من وصول الطرفين لبعضهما البعض.

وفور فض الاشتباك عقد الهنيدي مؤتمر صحفي قال فيه ان كلمة "حجازين كانت قلبا للحقائق فكلمة الذنيبات كانت من اجل الحرص على سوريا ودعوتها بان تقف امام هذه الهجمة وضرورة اجراء المصالحة الداخلية.

واضاف انه ومن باب الرد قلت للعبادي "ان هذا اصطياد في الماء العكر" فرد علي بكلام ناب وحاول الاعتداء علي.

واعترف د.ممدوح العبادي برواية الهنيدي قائلا " كنت اتحدث مع النائب ادب السعود واذا بعزام الهنيدي الذي لا اتحدث معه منذ اكثر من شهر يؤشر علي بيده ويقول لي " انت تصطاد في الماء العكر" فرددت عليه وشتمته ردا على شتائمه.

وقال العبادي في تصريحات صحفية ردا على الهنيدي بان "التصريحات التي قالها المراقب العام للاخوان المسلمين عبد المجيد الذنيبات تخرج عن السياق العام للحركة الاسلامية الذي نعرفه وان ذهاب زميلنا محمد البزور الى دمشق ضمن وفد حزبي يعاكس تماما ما قاله المراقب العام للاخوان الذي يقود اكبر تيار سياسي في الاردن ومن حقنا كمواطنين ونواب انتقاد تصريحاته".



واضاف العبادي " نحن ضد الهجمة على سوريا ولنا تحفظاتنا عليها لكننا لا نقبل ان نكون في صف سمير جعجع" مشيرا الى ان رد النائبان المشوخي وابو فارس كان في سياق الرد السياسي ونفهمه في هذا السياق وكذلك الامر مع رد زميلنا السعيدات لكن رد الهنيدي لا يمكن ان نفهمه في هذا السياق".





في سياق متصل بدأ عدد من النواب من بينهم سليمان ابو غيث ويونس الجمرة ومحمد الكوز وساطات اولية للجمع بين الجانبين العبادي والهنيدي لاحتواء الخلاف بينهما الا ان نواب الحركة الاسلامية الذين تواجدوا في جلسة الوساطة اكدوا على ان المشكلة لم تعد شخصية الى تلك الدرجة.


أضف تعليقك