سجال بين موسى وبيريز في مؤتمر نوبل
شهدت إحدى جلسات مؤتمر الحائزين على جائزة نوبل المنعقد في مدينة البتراء الاردنية سجالا بين الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز والأمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى حول نوايا الجانبين في إحلال السلام.فبعد أن تحدّث بيريز عمّا وصفه برغبة إسرائيل في بناء سلام مع الفلسطينيين والسوريين واللبنانيين، غادر موسى القاعة وتبعه وزير الخارجية الأردني صلاح الدين البشير. وعادا بعد دقائق، ليعتلي أمين عام الجامعة العربية منصة الخطابة للرد على بيريز.
في حديثه اعتبر بيريز أن غياب القرار الفلسطيني وتشتيته بين حماس وفتح يؤخر تسوية القضية الفلسطينية.
"إعلان صريح"
ودعا بيريز الرئيس السوري بشار الأسد إلى "الإعلان صراحة أن بلاده مستعدة للتوصل إلى سلام مع إسرائيل".
وتساءل لماذا لا يتقابل الأسد مع قادة إسرائيل وجها لوجه؟
واستذكر زيارة الرئيس المصري الراحل أنور السادات إلى إسرائيل عام 1977 والتي أفضت إلى معاهدة سلام بين البلدين بعد عامين من ذلك التاريخ.
يذكر أن مفاوضات غير مباشرة بين سورية وإسرائيل تجري بوساطة تركيا، بعد تسع سنوات من تعثر هذا المسار.
وفي كلمته وصف موسى الرئيس الاسرائيلي بيريز بأنه "استاذ في الكلام". وتساءل عن السلام الذي تروّج له إسرائيل في وقت تواصل بناء "المستوطنات وتغير الطابع الطبوجرافي للأراضي المحتلة بما فيها القدس الشرقية.
وقال: "ننتظر لنرى أي مبادرة إسرائيلية. لقد عرضت 22 دولة عربية سلاما مقابل الأرض. وحتى الآن لا يوجد جواب".
وكانت المبادرة أطلقت في قمة بيروت عام 2002 وجدّدتها قمة الرياض في آذار/مارس الماضي.
وقال إن العرب "فشلوا في فهم إسرائيل، إلى أين تأخذهم وأين تأخذ مبادرة السلام ببناء المستوطنات". وأردف: "أنه لا يمكن استغفال العرب والضحك عليهم بالكلام".
ورد بيريز بأن إسرائيل سحبت جيشها من غزّة قبل سنتين، وأخلت المستوطنات في هذا القطاع، لكن إطلاق النار ما يزال مستمرا من غزة.
وطلب من العرب زيارة إسرائيل وتقديم مبادرتهم رسميا إلى الكنيست، معتبرا أن سترد إيجابا إن قدم العرب ضمانات بوقف استهدافها من غزة. فقال له موسى "أوقفوا بناء المستوطنات إذن".
وشكر بيريز ملك الأردن "على جهوده في الوصول إلى تهدئة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزّة"، وذلك في أول إشارة إلى جهود أردنية في هذا الاتجاه، علما أنها تجري برعاية مصرية.