سامي يوسف في لقاء خاص لراديو عمان نت

الرابط المختصر

كتب عنه الكثيرون، وأثار ضجة بظهوره لكنه صار أكثر الشخصيات الفنية الإسلامية شهرة، بأغانيه التي تدعو للروحانية والإنسانية والسلام.. والإسلام أيضاً، فهو فنان ملتزم قولاً وفعلاً، ومسلم ملتزم في أغانيه ومظهره وفنه، فلا تجد في كلماته التناقض الذي تجده عند الآخرين.أقام حفله مؤخراً في عمان ورُصد ريعه الى الشعب الفلسطيني، حيث كان حفلاً "رائعاً، ملتزماً ومميزاًً" بوصف من حضروه، سبقه مؤتمر للإعلان عنه وحفل لتوقيع ألبوم (حسبي ربي) الأخير الذي لاقى نجاحاً كبيراً بين أوساط الشباب المختلفة في العالم الإسلامي والغربي أيضاً.
هو سامي يوسف الفنان الإسلامي البريطاني والإذربيجاني الأصل صاحب أغنية (المعلم) و(حسبي ربي)، والذي رفض أن يسمى "منشداً" أو"داعية"، بل فنان له رسالة سلام لكل العالم، وقد خصّ راديو عمّان نت بهذا اللقاء:

ما هو شعورك وأنت موجود في الأردن لأول مرة؟

أنها سعادة حقيقية أن أكون في الأردن لأول مرة، انطباعي الأول أني وجدت طبيعتها جميلة، والإسلام هنا يبدو متحضرا ووسطياً، هي تجربة رائعة، ومع أن الأمر حزين لما يحدث في العالم الإسلامي، لكن ماذا نفعل علينا الاستمرار وكل شخص عليه أن يكمل عمله.

لاحظت شيئاً في الأردن ولست أدري هل هو فقط هنا أم في البلدان العربية الأخرى أيضاً، فوجئت أن الإذاعات والقنوات المحلية لا تبث أغنياتي، وكنت أتساءل عن السبب؛ فهل موسيقاي ليست بموسيقى أم أنها ليست جيدة كفاية أم ماذا؟، لأن ذلك لا يحدث في بريطانيا، هناك إذا كان الشيء جميلاً فهو جميل بمعنى أنهم يبثون الأغنيات دون أن يعتمد الأمر على كونها أغنيات دينية أو شيئاً خاصاً بشيوخ الدين.

من يكتب لك أغنياتك، وكيف تختارها؟ وهل أنت الملحن أم هناك آخرين معك؟

أنا ألحن 99% من أغنياتي، وبعض كلمات الأغاني من صديقي براء، وبعض الأغنيات والموسيقى التي أستخدمها مأخوذة من التراث أستخدمها لأعيد إحيائها، نقضي الكثير الوقت على الأفكار لنطورها فأنا بالنهاية فنان، لست فناناً صينيا أو أسوداً أو أبيضاً أو أذربيجانياً ولا حتى فناناً إسلامياً فكل هذه الألقاب للتحديد، أولاً وأخيراً أنا فنان يتوقع أن يُقدّر فنه وليس أن يشوه ولا أن يصنف ضمن فئات معينة والحمد لله قطعنا شوطاً في عملنا.

في الإسلام كل مسلم داعية، فهل تعتبر نفسك داعية؟ وهل تهدف من خلال أغنياتك الى دعوة غير المسلمين الى الدخول في الإسلام من خلال أغنياتك؟

كل مسلم هو داعية بالأصل، لكن إن كنت تعنين أني أقوم بالدعوة من خلال موسيقاي.. فلا ليس تماماً، لأن الفن هو المشاركة وليس الدعوة، ومن خلال موسيقاي فأنا أشارك الآخرين مع هويتي، فلو استمعت لأي مغني مهما كان حتى الموسيقيين الكلاسيكيين كموزارت وبيتهوفن فنحن نرى ونشعر بطريقتهم في التعبير عن مجتمعهم وتاريخهم وثقافتهم.
فبيتهوفن مثلاً ألف إحدى مقطوعاته لنابليون بونابرت فقد كان متأثراً به، فالإنسان الموسيقي حينما يشعر بعاطفة تجاه شيء ما يحبه فستظهر في موسيقاه، بالطبع أنا مسلم ملتزم والملاكم محمد علي كلاي كان مسلما ملتزماً وكان يدعي الله قبل مبارياته وهذا لأنه فخور بدينه، وبالنسبة لي فأنا فخور بديني أيضاً وبلا شك ستسمعون أغنيات للنبي صلى الله عليه وسلم وعن الله سبحانه وعن القضايا الإسلامية، إضافة الى الأغنيات المتنوعة الأخرى، فهذا هو الفن، الفن الذي يتحدث عن العنصرية والإيدز وما يحدث في العالم اليوم وفي البلدان المحتلة والكثير من القضايا الأخرى.

ولو كان أسلم أحد من خلال سماعه لأغنياتي، وهو ما حصل فعلاً، فلست أريد التحدث عنه ولا أن أقول "مئات من الناس دخلوا الإسلام بسبب موسيقاي"، لا أحب التحدث عن هذا لكن الحمد لله كل هذا من فضل الله سبحانه، ليس بنيتي أن أجعلهم يسلمون أو أن أجبرهم على الإسلام، أنا فقط أشارك الآخرين التأثر بموسيقاي الكلاسيكية العربية والتركية والكردية والأذربيجانية، وأريدها أن تكون مسموعة ولهذا أحاول أن أبقي أغنياتي الأولى في قنوات الأغاني وأتوقع أن تبث على القنوات العربية.

حتى في ألمانيا يبثون أغنياتي، وأشعر بالخجل أنه وفي البلاد الإسلامية هناك فصل بين الأغاني العادية عن الأغاني الإسلامية فلا تبث أغنياتي إلا في القنوات الإسلامية وهذا غريب حقاً، نحن بالنهاية نريد أن نتشارك في الأخوة والشمول بين كل الناس والإنسانية وهذا ما أريد أن أراه وليس أن نقسم أنفسنا إلى فئات ومجموعات، هذا حقا خطير.

إذاً؛ هل تعتبر نفسك داعية سلام؟

حتماً... لا أحب استخدام مصطلح (breach)، لأنها كلمة سلبية في الإنجليزية تعني الإجبار على فعل شيء، والناس لا تحب أن يقال لهم ما عليهم أن يفعلوا، أنا مشجع للسلام وكل فنان لديه عقل سليم فسوف يشجع السلام، لهذا فأنا أحاول أن أجذب الكثير من الغربيين غير المسلمين بتشجيع السلام.

إذا كنت لا تعتبر نفسك منشداً بل فناناً، ألا تعتقد أن الناس يرتاحون لكلمة "منشد" أكثر من كلمة مغني كي يبتعدوا عن الحرام بحسب ظنونهم؟

هذا لأنهم لا يعلمون ما هي موسيقاي، فهي ليست موسيقى إسلامية تقوم على الدف والنشيد العادي حول الرسول (صلى) كما أنها ليست مثل أغاني البوب الأمريكي، وأنا أعطيهم الحق في ذلك لأنه ليس ذنبهم، فهذه الموسيقى تحتاج وقتاً كي تتطور وتكبر لأنها في الواقع شيء جديد ولم يقم أحد بعملها من قبل عالمياً، وبفضل الله ورحمته عملي لاقا نجاحاً عالمياً في الغرب وفي العالم الإسلامي.
الناس متفاجئون من هذه الموسيقى، ولهذا أريد أن أحدث هذا المصطلح إلى مصطلح (الفن الإسلامي) وهي بالمستوى الأول موسيقى جيدة ومحترمة، لأن الكثير من الموسيقى الأخرى فيها الكثير من السلوك الحرام، ليس كلها ولكن كثير منها، ولهذا فهي تصبغ الموسيقى كلها بالسمعة السيئة، ولهذا فكلمة منشد تبدو للمسلمين (نقية) لأنها تتكلم عن الله والرسول (صلى) ولهذا فاعتبروا أن الموسيقى غير جيدة، وكل ذلك يعود للتاريخ وما صنعه في الموسيقى من إفساد، لكن ما علينا فعله هو تعليم الناس ما هو الصحيح وأن هذه الموسيقى جيدة.
حتى الإنشاد هو موسيقى؛ لكنه طراز من التراث الإسلامي الذي يستلزم أدوات معينة والتي تثني على الله والرسول، وموسيقاي تختلف كثيراً عن الإنشاد مع أني أحبه جداً، وتختلف موسيقاي لأني أستخدم آلات معينة كالهارموني وغيرها من الأدوات الموسيقية، كذلك بسبب عنصر اللغة الإنجليزية التي أستخدمها، لكنها قريبة جداً من الإنشاد وأنا أعترف بذلك.
إذا كان الناس يحبون أن يطلقوا عليها نشيد فالحمد لله، وإذا ودوا أن يطلقوا عليها أغاني أيضاً الحمد لله كلاهما يفرحني، فليطلقوا عليها ما يشاءون طالما هم يحبونها ويستمعون بها، لكن تقنياً هي ليست إنشاد بل موسيقى، وأحب أن أضيف شيئاً أنني لم أكن أعرف ما هو الإنشاد قبل 6 أشهر من عملي لأغنية المعلم ولم أكن أعرف أن هناك هذا النوع من الغناء وعرفته بوقت متأخر من حياتي.

لكن الناس البسطاء لا يفرقون بين هذا وهذا؟

بل أظنهم يستطيعون، الشباب المسلمين الملتزمين يفضلون استخدام كلمة "إنشاد" حينما يتعلق الأمر بالرسول والتقرب لله عزوجل بالموسيقى حتى لو كانت موسيقى كلاسيكية، هذا في عقولهم وفي احترامهم لله عز وجل ورسوله (صلى)، ولهذا لا يريدون أن يطلقوا عليها موسيقى، لكن هذا سوء فهم سنغيره بإذن الله.

هل تنوي أن تقوم بدور التجديد في الفن الإسلامي الحديث والانتقال به الى المرحلة المتطورة؟

لا أدري حقيقة، فأنا رأيت أن علي أن أقوم بشيء وهي أمانة من الله سبحانه وواجب علي أن أفعله، لكني أعود وأقول أن الموسيقى هي موسيقى والفن فن، وفي مستقبلي الفني ليس عندي أي قلق، ولا تتفاجئوا إذا مثلاً غنيت مع (ستينغ) وهو فنان غربي أو أي فنان آخر، وقد اقتربت من ذلك وهم لديهم اقتراحاتهم لعمل شيء معاً لأن لدينا التوجه نفسه وهي القضايا الإنسانية الأساسية مثل الحرية وحقوق الإنسان والعنصرية وما يحدث في العالم الإسلامي، ولن يكون هناك مشكلة سوف أقوم بعمل شيء معهم لأني أعرف أن الملايين سيسمعوها، فالموسيقى لها قوتها أيضاً، لو أني قلت لهم أنني منشد وأنا أنتمي لهذ الفئة أو تلك، لفقدوا رغبتهم بمعرفة ذلك لأن الموسيقى أكثر قدرة على التنقل والوصول.

كيف تواجه النقد؟ وكيف ترد على الذين يقولون عن موسيقاك أنها حرام؟

النقد صحي ونحتاج إليه أكثر في العالم الإسلامي والى الحديث وإثارة الأسئلة وأن نكون منفتحين أكثر، النقد البناء صحي والغرب استطاعوا أن يتفهموه.

أما بالنسبة للحرام والحلال فهذا أمر فقهي وهو ليس عملي، وأنا لم يسبق أن حاولت أن أبرر بل حاولت أن أعود إلى الحديث والآيات القرآنية ورجعت إلى العلماء، والعلماء ناقشوها لقرون عديدة وزمن طويل قبل أن آتي وهم لهم آراء مختلفة، وهو أمر يتعلق بالفروع والمذاهب التي تختلف في الآراء، وأنا دائماً أتبع العلماء ولأكون صريحاً معك أكثر؛ أنا دائماً أستشير العلماء في كل ما أعمل، ومن الذين قالوا لي أن غنائي حلال هم الشيخ يوسف القرضاوي والشيخ بن بيا وشيوخ من الغرب ومن المغرب العربي.

لماذا نحن المسلمين نحاول أن نصنع من كل شيء حرام، لماذا نحب أن نفعل هذا، الله سبحانه لا يريد منا أن نجعل كل شيء حرام ولماذا نصعب كل شيء على أنفسنا، فالإسلام لم يصنع حياتنا صعبة بل العكس، العلماء ناقشوا هذا منذ قرون وفي الوقت الحاضر أيضاً، وهناك آراء مختلفة شئنا أم أبينا.
وبرأيي، فإنه إضافة إلى ابن حزم والكندي والفارابي الذين ناقشوا هذه القضية، أنا أحترم آرائكم وإذا قال أي أحد لي "أخي سامي لا أستطيع أن أستمع لأغانيك لأنها حرام" فسأقول له شكرا لك وجزاك الله خيراً ولن أحزن لأني أتفهم واحترم رأيه، هذه طبيعة الاجتهاد في الإسلام، فيمكن أن يكون هناك رأيان مختلفان ويخالفان بعضهما وكلاهما صحيح، وبالتالي ما عليه أن يفعله هو احترام وقبول رأيي أيضاً، فالعلماء قديماً كانوا يحترمون الاختلاف في الآراء، هناك الكثيرمن القضايا التي تواجه العالم الإسلامي فلماذا نقف عند هذه القضية، هذا تماما ما يريده الشيطان منا.
الموسيقى تتعلق بالثقافة والبلاد، وعلى سبيل المثال قبل 600 عام قال 90% من علماء الأزهر أن الموسيقى حلال وكان هذا رأيهم واجتهادهم، وبعضهم الآخرين ربما في الجزيرة العربية قالوا أنها غير مسموحة، الموسيقى أمر يتعلق بالثقافة وطبيعة المنطقة والبيئة، وهي موجودة في كل مكان وكل دولة هناك موسيقى إسلامية.

هل تعتبر إقامة الحفلات الغنائية جزء من رسالتك، وهل لابد من إقامتها؟

طبعاً، هي جزء مهم حينما يعمل الفنان ألبوماً فهو يقضي جهداً كبيراً ووقتا في عمله ليقوم بعد ذلك بإعلانه ونشره، وحينما تُسمع موسيقاك فهناك طلب أن يراك الجماهير وأنا أيضاً أحب أن أقابل الناس وأشاركهم التجربة الحية.

لكن الكثير يجمعون أن الحفلات الغنائية حرام، بسبب ما يحدث فيها من رقص، وأنت تعرضت للنقد من قبل الصحفية البريطانية المسلمة (أيفون ردلي)؟

هذه الصحفية أسلمت منذ سنتين أو ثلاثة، ولم أعرف عنها إلا مؤخراً حينما كتبت المقالة عني، وهي فقط من قال أن هناك من يرقص في حفلاتي، أنا رددت على مقالتها، هي أصلاً لم تأت الى أي من حفلاتي ولم تحضر أيا منها، هي فعلت ذلك لأنها صحفية غير معروفة ولم يعرف أحد عنها قبل أن تكتب تلك المقالة، وهي فعلت ذلك لتصبح معروفة ومشهورة، هي تعمل منذ 30 سنة ولم تحصل شيئاً، لا أريد أن أقول شيئاً سيئاً عنها.
الناس الذين يحضرون حفلاتي هم أناس محترمين وملتزمين جاءوا وهم يعرفون ما الذي سيتلقونه، كلام عن الله سبحانه والرسول محمد (صلى) وسيسمعون موسيقى جيدة ويجلسون ولا أحد يقف أو يفعل شيء، وإذا قرر أحد التصفيق أو أن يميل رأسه مع الموسيقى فما المشكلة، لماذا نجعل أخواننا وأخواتنا لا يستمتعون بوقتهم، لماذا نزمت أنفسنا والإسلام نفسه غير متزمت، نحن نجعل من حياتنا صعبة ونصعبها على الآخرين. دعوهم يستمتعون هم لا يجرأون على الرقص أو فعل أي شيء سيء في الحفل وهم يستمعون الى كلام عن الله ورسوله ويحظون بحفلة حلال ممتعة.
أنا لا أتحدث عن الاعتدال فزوجتي الألمانية مسلمة حديثاً ومعتدلة، لكن حينما نتكلم عن المسلمين الجدد فهم يدخلون إلى تعاليم الإسلام بقوة ويكونوا متحمسين له، وأحياناً يقومون بتكفير أشخاص لأنهم يكونوا متعصبين في البدايات، لكن فيما بعد يهدئوا ويبدءون برؤية الأشياء الصائبة بصورتها الصحيحة، ونحن المولودين على الإسلام يجب أن نعلمهم وليس أن نشجعهم على ما يفعلونه حتى يكونوا معتدلين.

رصد ريع الحفل لصالح الشعب الفلسطيني، لماذا لا تكون الحفلات الإسلامية لصالح الجمعيات الخيرية أو الشعوب المتضررة؟

إذا أردنا أن نعمل أي شيء متقن فهذا يحتاج الى المال والكلفة المادية، هناك 24 شخصاً غيرنا يأتون للحفلة من مصر ومن نيويورك، وهذا يكلفنا تذاكر وأجور، وكل هذا العمل نعمله لوجه الله سبحانه، إذا عملنا حفلاً خيرياً بدون مقابل فلن نستطيع أن نجعل الأمة قوية، إذا لم نبدأ بالتفكير بشكل صحيح وإذا كان كل شيء مجانياً فلن نحصل على الجودة والإتقان، لن يكون لدينا قدرة عل إنتاج موسيقى متقنة أو حتى ناس جيدين، علينا أن نتفهم هذا، وبرأيي الشخصي فإن التذاكر ليست غاية الثمن.

أنا دائماً أقابل بهذه الأفكار لأنني فنان إسلامي وأتكلم عن الله والرسول (صلى) والناس يتوقعون أن أحيي حفلاً مجانياً، هذا تفكير خاطئ علينا أن نبتعد عنه، بل يجب أن يحصل العكس معي أو مع غيري من الفنانين الإسلاميين، لأنه يغني لله وللرسول يجب أن ندفع الضعف لندعم هؤلاء الناس وعملهم لأننا بحاجة لعملهم.
هل تعرفون كم تتكلف شركتي من الألبوم وتسجيله وصناعة الفيديو والأجور، نحن لا أحد يدعمنا ولا أحد ورائنا سوى الله سبحانه وتعالى والحمد لله رب العالمين، الفيديو الأخير (حسبي ربي) كلف 300 ألف دولار لماذا؟ لأنني قلت للذين معي (إذا أردنا أن نعمل شيء لوجه الله سبحانه وعليه اسم الرسول الكريم فيجب أن يكون متقناً وبأكمل وجه وإلا فلن أقوم به)، فكيف سنوفر الإتقان إذا لم يتوفر المال؟ وكيف سنكون الرقم 1 على تلفزيون الـ (MTV) التركي والرقم 1 على القنوات العربية!

لماذا تختار أن تبث أغنياتك على القنوات الفضائية الغنائية، وهي لا تحظى باحترام المسلمين الملتزمين؟

لنفس السبب الذي ذكرته سابقاً، أنا فنان وأريد أغنياتي أن تُسمع، لو أردت لها أن تبث فقط للمسلمين فستكون للقنوات الإسلامية ولن يستمع لها الناس غير المؤمنين، أنا أريد الجميع أن يسمعها، أغنياتي بقيت الرقم 1 على التلفزيون التركي لثلاثة شهور وهي بلد علماني أكثر، وهذه نعمة من الله وهي ما أتحدث عنه.
نحن يجب أن نكون شاملين وليس معزولين، فأن أعيش في بريطانيا وأعرف ماذا تعني العزلة، أنها ضد الدين، الشمول هو ما علينا أن نطبقه ونعمله مع الشعوب الأخرى.
يجب أن ننأى عن مقولة (نحن.. وهم) فليس هناك نحن أو هم، كلنا مواطنين في بلداننا ونتشارك بالأفكار والثقافات، نحن جميعاً مسلمين لكن ذلك لا يعني أن علينا أن لا ننشر غنائنا في الغرب، لقد سعدت حينما بثت أغنياتي على ميلودي ومازيكا، وسألت العلماء وناقشتهم، والذين يحضرون هذه القنوات لا يعرفون الكثير عن الإسلام وبعيدين جدا عن الإسلام، فلما لا نخبرهم عنه.

أنت تتعلم اللغة العربية الآن؟

أنا أفهم اللغة العربية الفصحى فقط، وأنا بين القاهرة وانجلترا حالياً لدراسة اللغة العربية وأرجو أن يدعو لي جميع المسلمين لأتعلم اللغة العربية لأنها لغة مباركة وهي لغة القرآن، أنا احزن حينما أرى الشباب المسلم لا يستطيعون التكلم باللغة العربية الفصحى معي، هم بعيدون جداً عنها فهم لا يستطيعون الرد على حديثي معهم بالفصحى.

كيف تجد تعبيرك عن قضايا المسلمين في أغنياتك، هل هو مجدي؟

الأمة الآن غاضبة خاصة الآن، وقلوبنا معهم جميعاً، ونحن لا نعرف ماذا نقول هل نعبر عن غضبنا أم ماذا، لكن بنفس الوقت نتساءل كيف نعبر عن هذا الغضب وماذا يمكن أن نفعل، لو قمت بعمل أغاني تستنكر وتستهجن أفعال أميركا وإسرائيل سوف أقوم بتعبئة الناس بالغضب أكثر، وهذا بالضبط ما تريده أميركا وإسرائيل يريدون ان نغضب ونتصرف بجنون،ومع ذلك فالرسول الكريم (صلى) قال بما معناها إذا غضبت فاجلس وإذا لم يذهب الغضب فاضطجع وإذا لم ينجح ذلك خذ حماماً بارداً، كنت أود لو أرى كل الشعب العربي بعد أحداث الدنمارك وإحراق العلم وغيره جالساً لخمس دقائق حتى يذهب الغضب هل نعرف كم لهذا تأثير في النفس، لكن المشكلة أننا لا نطبق ديننا بشكل كامل، الكثير من قواعد الإسلام نضعها جانباً، لكن تخيلوا ما تأثير الموسيقى على العالم، لماذا نغني ونصدر ألبوماً؟ إذن نحن جميعاً نقوم بشيء جيد، نتكلم عن فلسطين وعن روسيا والعراق وأفغانستان، نحن كلنا نقوم بشيء ونقوم بواجبنا.

الى ما يطمح سامي يوسف؟

أتمنى أن أكون مسلماً وأنسانا جيداً، وأوفي واجبي تجاه الله سبحانه وتعالى وأتمنى أن أعمل المزيد من الأعمال الجيدة التي تتعلق بالأمة الإسلامية وقضاياها، لأن كل ما يحدث لا يمكن السكوت عنه وهو خطأ والجميع يجمع على أنه خطأ وليس بعدل، لكن لو بقينا نتكلم عن أننا ضحايا وأخوتنا يقتلون هذا لن يفيد، أنا من بريطانيا وأعرف بماذا يفكر الغرب، إنهم يقولون أن المسلمين لا يفعلون شيئا سوى التبرم ولا يتحدثون عما يجري في البلدان الأخرى ويلومون أميركا وإسرائيل طوال الوقت، نحن يجب أن نقول كل شيء يجب أن نستهجن كل ما يحدث في العالم في أفريقيا وجنوب أميركا وفي أفغانستان والعراق وفلسطين وكل العنصرية التي تحدث هناك.

أضف تعليقك