سائقو الإسعاف في البشير:أسعفونا!!

الرابط المختصر

أكثر من 85 حادثة ضرب تعرض لها نايف الجبر أثناء عمله كسائق سيارة إسعاف في مستشفى البشير بمعدل أربع اعتداءات اسبوعيا

يروي نايف العديد من القصص والحوادث التي حصلت معه أثناء عملة كسائق إسعاف على مدار تسع سنين.

احد هذه الروايات عندما ولى هاربا تاركا خلفه سيارة الإسعاف بعد أن هجم عليه أكثر من 30 شخصا يريدون الحصول على جثمان مريضهم الذي توفي في المستشفى، يقول نايف " لم أجد حلا إلا أن اترك السيارة وانجوا بنفسي لأعود لأجد سيارتي بدون جثمان المتوفى!!".
 
مستشفى البشير يعد من اكبر المستشفيات الحكومية، تعاني من مشاكل عدة من أبرزها نقص الكادر والذي طال دائرة النقل في المستشفى، والسبب حسب القائمون على المستشفى هو عزوف السائقين عن العمل في وزارة الصحة بسبب قلة الأجر.
 
يشكو نايف من الوضع المادي الذي يعيشه ويصفه " بالمأساوي" : كل الظلم والإجحاف يقع علينا وخصوصا من يعملون في النقل الداخلي داخل المستشفى، فسائق سيارة الإسعاف بات يعمل كالالة بشكل مستمر بين الأقسام لنقل الحالات، و ما زاد الأمر صعوبة وجود عمليات الإنشاء التي أطالت المسافة بين أقسام المستشفى و هذا يشكل جهد كبير على السائق الذي بات يعمل تحت ضغط الحالات العديدة التي ترجع البشير".
 
 
 
عُمر نايف العملي كسائق يبلغ 30 عاما قضى معظمها في البريد الأردني ثم  نُقل إلى وزارة الصحة بعد خصخصة البريد، وهو يعمل الآن سائق سيارة إسعاف منذ أربعة سنين لم يرتح باله خلالها كما يقول " نعاني من نقص شديد في عدد السائقين فالمفروض أن يعمل أكثر من شخص واحد في الشفت الواحد ليتمكن من نقل كل الحالات بسرعة الأمر الحاصل إذا تأخرت عن الحالة قد تواجه الاعتداء من قبل مرافقي المرضى، على سبيل المثال أنا تعرضت لأكثر من 85 حالة اعتداء بمعدل أربع حالات شهريا بسبب تأخري عن نقل الحالات".
 
 
يتابع "كل هذا في ظل وضع مادي سيء جدا خصوصا أننا نقوم بدور الممرض أيضا، ومع ذلك لم يتجاوز راتبي بعد 30 عاما الـ200 دينار محروم من الحوافز والعلاوات ومخاطر المهنة".
 
 
 
 
رمضان عكاشة زميل نايف في المهنة لا يختلف حاله عن باقي السائقين في مستشفى البشير والبالغ عددهم 28 سائقا موزعين على آليات المستشفى المختلفة، يتحدث عن وضعه الحالي ويقول "هناك نقص شديد في السائقين ، كما أن رواتبنا متدنية جدا أنا مثلا اعمل منذ 9 سنين أتقاضى 174 دينارا بعد الخصومات، وهذا لا يتناسب مع الجهد الذي نبذله، لذا قمنا بمخاطبة الجهات أكثر من 100 مره طالبنا بحوافز وبدل مخاطر مهنة و من عدوى واعتداءات دائمة نتعرض لها لكن ولا مجيب، وضعنا لا يسر عدو ولا صديق نتعرض بشكل دائم للاعتداءات من مرافقي المرضى بسبب أمور عديدة من أبرزها التأخر في نقل الحالة وهذا أمر ليس بيد سائق سيارة الإسعاف الذي يعاني من ضغط عمل كبير".
 
مطالب السائقين جاءت على خلفية جولتنا لمستشفى البشير حيث أكد فيها مساعد مدير مستشفى البشير للشؤون الإدارية الدكتور عوني الحميد  أن نقص الكوادر مشكلة كبيرة تواجه المستشفى" يوجد لدينا نقص في الكوادر والخدمة التي تقدم لمليون مواطن في السنة، نحن بحاجة إلى أعداد كبيرة من الممرضين والأطباء بالإضافة إلى الإداريين وطواقم الإسعاف والسائقين، فالمستشفى بالإضافة إلى خدمة نقل المرضى بسيارات الإسعاف، يقوم بإحضار الممرضين من والى بيوتهم بواسطة حافلات خاصة من باب تحفيزهم على العمل لكن نواجه مشكلة النقص فالإمكانيات محدودة".
 
وزارة الصحة أكدت بأنها ستزود مستشفى البشير قريبا بإعداد إضافية من السائقين حسب ما ذكر مدير ادرة الشؤون الإدارية في الوزارة إ