سؤال الهوية الجنسية في الأدب النسوي وندوه حوارية

الرابط المختصر

الحديث حول الأدب النسوي، والاختلاف حول المصطلح والسجال القائم عن الهوية "الجنسية" في الكتابة وفي المجتمع. كان هذا محورا لحلقة نقدية أقامها بيت تايكي تحت عنوان "الأدب النسوي وسؤال الهوية". شارك في الندوة كل من الدكتورة خديجة العزيزي، والدكتورة رزان إبراهيم، والروائية ليلى الأطرش، وكل من النقاد عبد الله رضوان، فخري صالح، نزيه أبو نضال، وأدارت الحوار الدكتورة الناقدة رفقة دودين.



حيث قالت الدكتورة دودين "أن تناول سؤال الهوية في الأدب النسوي هو محور إجرائي، انطلاقا من أن جوهر الأدب العام، سواء أكتبه رجل أم امرأة، لا يختلف بوصفه عملاً حواريا يتعدد ولا يحتمل معنى واحدا نقف عنده، وكل الاعمال الروائية تحتمل رصد رؤية جمالية للمعنى ولكن سلطة المعنى تمتد الى ما وراء النص لتحتمل سجال إلغاء وإقصاء الآخر، كما أن سلطة المعنى المحتفظة بجدليتها تقع خارج هذه العلاقة إذا وقعت على محك اختبار خصوصية المعنى وسمة التأويل الإجتماعية كما يقول ويليام رايز، وهنا تبرز إشكالية الهوية في الأدب النسوي".





وحول مصطلح سؤال الهوية قالت الدكتورة ليلى الأطرش "أن الذي يشير إلى هوية الأدب النسوي فضفاض جدا، بما يفتح الباب أمام مسارات متعددة ولا نهائية للتفكير، بالإضافة إلى تعدد المرجعيات، والكاتبات العربيات يواجهن كنساء سؤال الهوية على مستويات عدة في الشخصيات الذكورية وأزماتها، وفي تحديد هويتهن داخل مجتمعات تطغى فيها مشكلة الهوية وتحديدها".



وقالت الروائية خديجة العزيزي "إن الجنسوية في البداية كانت لدى الحركات النسائية تدور حول طبيعة المرأة، وكان التركيز آنذاك على عقلانية المرأة، وتطور الفكر النسوي في القرن العشرين، حيث أدخلت سيمون دوبوفوار مفهوم الجنوسة، وهنا أصبح الأمر أكثر تعقيدا، فهناك مفارق ة لافتة، تتمثل في إن رائدات الفكر النسوي، استندن وانطلقن في طروحاتهن على طروحات مفكرين رجال".



أما الناقد نزيه أبو نضال فتحدث عن الفارق النوعي في التكوين البيولوجي والوظائف ما بين الرجل والمرأة، والذي لا يمكن أن يكون، في حال من الأحوال، مصدر دونية، أو سبب تفوق، مضيفا " أن ما أوجده تقسيم العمل من فروق تاريخية بين الرجل والمرأة، قد يفتح المجال أمام خصوصية ما للإنتاج الإبداعي الذي تقدمه المرأة، على المستوى الإبداعي وفي تجليات النص نفسه، وبقراءة خمسين عملا نسويا، تناولتها في كتابي "تمرد الأنثى"، كانت في جلها تذهب باتجاه مرافعة قانونية حقوقية، فالأدب النسوي هو الأدب الذي يتبنى قضية المرأة".



ومن جهته قال الشاعر والناقد عبد الله رضوان "إن الممارسات القمعية تجاه الرجل والمرأة لم تختلف، كما لم تفرق بينهما، بما يدعم التوجه النسوي، فما يبرر الطروحات النسوية هو خصوصية وآليات المختلفة الاستجابة للسائد".



وتحفظ رضوان على كون أدب نوال السعداوي مثالاً مناسبا على خصوصية أدب المرأة، معلقا "أن الهوية الجنسوية للعمل الأدبي، تفقد أهميتها وقيمتها، كلما ارتقى النص الإبداعي، واستجاب لضروراته الإبداعية وشروطه النوعية، وأخلص لها، فهناك ثلاثة عوامل تحدد الاستجابة المقبولة إبداعيا لمفهوم الأدب النسوي هي: النوع الأدبي، الوعي، والاستجابة وطرقها".



بينما رأى الناقد فخري صالح "أن إشكالية الأدب النسوي ومبررات الحديث عنه تكمن بالذات في اللغة، القائمة تاريخيا على الثنائيات المتقابلة، في الحياة عموما، والتي هي في حقيقة الأمر اشتقاق لثنائية الرجل والمرأة، فمقولة سيمون دو بوفوار "المرأة تتعلم أن تكون امرأة" تؤكد هذا".



ورأت الدكتورة رزان إبراهيم أنه "حتى لو سلمنا بضرورة أن يعكس أدب ما قضية واسعة اجتماعيا وسياسيا، وأخذنا بالاعتبار محدودية التجربة تحدد محدودية ما يكتب فيه، فإننا لا نستطيع أن نطلق أحكاما قيمية منقطعة عن سياقها الزمني التاريخي، فلو أردنا الحديث عن الإبداع النسوي العربي في بدايات القرن العشرين، فإننا نقول أنه عكس إلى حد كبير الأنثوية الضيقة، لكننا لا نستطيع إطلاق الحكم نفسه على الإبداع النسوي في فترات زمنية متأخرة".



اختلفت الآراء حول ماهية الهوية الجنسية في الأدب النسوي، ولم تستطع الحلقة النقدية الوصول الى رأي يُتبنى حول هذا المصطلح، والسؤال حول خصوصية المرأة في الكتابة سيبقى دائما في سجال.

أضف تعليقك