زيارة اولمرت للأردن تفتح ملفات ساخنة والفعاليات تعارضها

الرابط المختصر

تأتي زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود اولمرت للأردن الخميس في ظل توتر العلاقات الفلسطينية الإسرائيلية وتردي الأوضاع الداخلية الفلسطينية مما سيدفع بالملك عبد الله الثاني لطرح ملفات ساخنة ومهمة على اولمرتويرى الكاتب والمحلل السياسي عريب الرنتاوي في حديثه لعمان نت أن هذه الزيارة جرى الإعداد لها مسبقا وهي منسقة مع الجانب المصري حيث كان هناك توافق مصري أردني على ضرورة فتح قناة حوار مع اولمرت الذي  زار شرم الشيخ والتقى الرئيس المصري حسني مبارك  وهو الآن يلتقي الملك عبد الله الثاني في عمان.
  وأشار الرنتاوي إلى أن البحث سيتركز بالأساس حول المرحلة القادمة فيما يخص المواجهة الفلسطينية الإسرائيلية ذلك أن للأردن  مخاوف ومحاذير معروفة وسبق أن تحدث عنها  أكثر من مسؤول أردني ناجمة عن النهج الأحادي الجانب الذي انتهجه شارون في الماضي ويواصله اولمرت  بعد تسلمه رئاسة الوزراء في إسرائيل .حيث أن الأردن يريد  أن يدفع باتجاه إسقاط  النظرية الإسرائيلية والتي تتمثل  بغياب شريك فلسطيني والأردن يعتقد أن الشريك الفلسطيني موجود ويتمثل في الرئاسة الفلسطينية وشخص الرئيس محمود عباس والرئاسة مؤهلة وشرعية  للدخول مع إسرائيل في المفاوضات السلمية  وبالتالي فان هذه النظرية التي عمل عليها شارون من قبل و اولمرت الآن تبريرا لنهج الأحادية قد رفضها الأردن وهذه النقطة تحديدا ستحظى باهتمام كبير في اللقاء وسيركز عليها الملك عبد الله الثاني.
وحول الأسباب التي جعلت الأردن مهتما أكثر بضرورة حث اولمرت على العودة عن خطة الانسحاب الأحادي الجانب يقول الرنتاوي أن الأحادية تهدد الحقوق الفلسطينية وتقف حائلا دول قيام دولة فلسطينية مستقلة ومستقرة لذلك  فهي مرفوضة من زاوية الالتزام الأردني بالحقوق الفلسطينية ومرجعية عملية السلام.
   كما أشار الرنتاوي  أن الأردن مهدد من هذه الخطة حيث انه إذا لم يتم إقامة دولة فلسطينية مستقرة و بالتالي إعادة الحقوق المسلوبة للشعب الفلسطيني فان ذلك سيفتح الباب أمام حلول أخرى للقضية الفلسطينية على حساب الأردن وفلسطين وستكون خطيرة على الأمن والاستقرار الوطنيين لهذا يصر الأردن على الحل بوجود الشريك الفلسطيني والقائم على أساس الحقوق والدولة وهذا هو جوهر الفلسفة الأردنية تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي,وكان الملك عبد الله الثاني قد أكد على ذلك إثناء لقاءه الرئيس الأمريكي جورج بوش والذي ثمن المواقف الأردنية تجاه القضية الفلسطينية.
وأوضح الرنتاوي أن هناك خيارات مفتوحة سيقترحها الأردن على إسرائيل لتكون العودة إلى المفاوضات ممكنة وسيعرض الملك على اولمرت وجهات نظر وأفكار يمكن أن تسهل عودة الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي إلى مائدة المفاوضات.
 وقال الرنتاوي"لا أتوقع اختراقا قريبا في عملية السلام ولدينا فترة صعبة وشهر عصيب على الساحة الداخلية الفلسطينية فيما يتعلق بالاستفتاء ومستقبل الحكومة والرئاسة بعد تنفيذه. وموقف حماس من عدة قضايا أهمها الاعتراف بإسرائيل والتفاوض معها بالإضافة إلى ملفات أخرى تتعلق بالشأن الفلسطيني الداخلي".
 وأكد الرنتاوي أن ملف الأسرى الأردنيين في السجون الإسرائيلية سيحظى بقدر كبير من الاهتمام حيث أن هذا الملف مازال عالقا بين الطرفين . والأردن يريد أن يغلقه  حتى لا يستغله من يعارض السياسة الأردنية الرسمية ويكون كذريعة لهم .
وكانت صحيفة يديعوت احرونوت قد أجرت لقاءا مطولا مع الملك عبد الله الثاني والذي حذر فيه  من خطة اولمرت الأحادية والتي لن تقود إلى السلام بل إلى مزيد من التوتر في المنطقة.
وأضاف الملك في مقابلته مع الصحيفة  أن على إسرائيل إجراء مفاوضات سلمية مع السلطة الوطنية الفلسطينية على أساس تطبيق مشروع خارطة الطريق المقبولة من  الأسرة الدولية واللجنة الرباعية والدول العربية.
 من جانبه علق المحلل السياسي والخبير في الشؤون الإسرائيلية الفلسطينية غازي السعدي على زيارة اولمرت بأنه من المعروف أن للأردن ثقلا وتأثيرا في الرأي العام الإسرائيلي والمحافل الدولية لذلك سيستغل الأردن هذا الثقل لمحاولة إعادة الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي إلى المفاوضات لان ذلك يشكل مصلحة أردنية وعربية .
 وأوضح السعدي  أن الكرة الآن في الملعب الفلسطيني فكما هو معروف فان الجانب الفلسطيني منقسم حول خطة خارطة الطريق بين مؤيد ومعارض  و اولمرت سيستغل هذا الخلاف الفلسطيني الفلسطيني ليقول انه لا يوجد شريك يمكن التفاوض معه وعندها سيكون له المبرر للاستمرار في خطته الأحادية, ولكن خطته لا تتوفر لها أغلبية في الكنيست الإسرائيلي فترحيل 70 ألف مستوطن من مستوطنات نائية في الضفة الغربية ونقلهم إلى الكتل الاستيطانية الكبيرة سيكلف الحكومة  مبلغا باهظا لا يتوفر في إسرائيل كما أن الولايات المتحدة لم تعلن استعدادها تمويل عملية  نقل المستوطنين, و المعارضة في الكنيست لخطة اولمرت تنطلق من رفض نقل المستوطنين من أي مستوطنة في الضفة الغربية وليس انطلاقا من الأسباب الفلسطينية.
 وقال السعدي انه يجب الإشارة إلى أن الخطوط العريضة للحكومة الإسرائيلية الجديدة تحوي بندا يدعو إلى المفاوضات مع الفلسطينيين ولكن إذا فشلت هذه المفاوضات أو إن لم تجد شريكا فلسطينيا فإنها ستقوم بتنفيذ الخطة الأحادية الجانب وهذا يجعل إسرائيل تدعي انه لا يوجد شريك فلسطيني ولذلك علينا أن نفوت الفرصة على اولمرت بالتوحد حول موقف فلسطيني واحد خاصة أن الساحة الفلسطينية تشهد رأسين  هما الحكومة والرئاسة ويوجد بينهما خلافات مستفحلة.
من جهة أخرى أعلنت الفعاليات الحزبية والنقابية الأردنية معارضتها لزيارة اولمرت للأردن وأعلنت عن تنظيم اعتصام احتجاجي يدعو إلى رفض استقبال اولمرت وعدم التعامل مع الكيان الصهيوني في ظل ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من حصار .
حيث أعرب النقابي بادي رفايعة رئيس لجنة مقاومة التطبيع النقابية  عن استغراب النقابيين من قيام الحكومة الأردنية باستقبال اولمرت  في حين أن الشعب الفلسطيني محاصر
 وقال "ونحن نسعى من وراء هذا الاعتصام أن نقول لا لهذه الزيارة والأجدر أن يستقبل قادة الحكومة الفلسطينية لا أن يستقبل اولمرت و نحن لا نرى أي شكل من الأشكال لوجود حل مع هذا العدو ولا نعتقد أن هذا التقارب الرسمي الأردني مع العدو الصهيوني سيأتي  بمصلحة للشعب الفلسطيني أو للأردن ونرى أن هناك تباعدا في الموقف الأردني الرسمي عن المحيط العربي الرافض للتعامل مع الكيان الصهيوني"
كما أشار رفايعة أن الاعتصام سيقام الخميس أمام مجمع النقابات المهنية قائلا"نحن  لا نمتلك أي معلومة عن موعد ومكان اللقاء لان زيارته تحاط بالسرية الكاملة و ترافقها حراسات مشددة لأنه منبوذ من الشعب الأردني ولا يوجد ترحيب به في الأردن ونحن لا نريد أن نستقبله أو نراه وما نوجهه له هو أن ارض الأردن لا تريدك ولا يريدك شعبه"

أضف تعليقك