زمن الخيول المخمورة: حكايات لا يعرفها أحد

الرابط المختصر

عاطفة جارفة، مشاعر طاغية، سمة العلاقة بين الأخوة الأطفال في الفيلم الإيراني "زمن الخيول المخمورة"، الأطفال وهم أكراد يعيشون في إيران، ويقطنون في منطقة واقعة بين إيران والعراق، يناضلون لأجل لقمة العيش، والعيش بكرامة. الأطفال الخمسة لديهم شقيق يدعى مهدي يبلغ من العمر 15، ويعاني من إعاقة عقلية حدت من نموه لتجعله طفلا صغيرا، لا يكبر أبدا يلقى دوام الرعاية والاهتمام من أخوته- مع التنويه أن الطفل حقا لديه إعاقة- ربما أراد الفيلم أن يظهر العلاقات الإنسانية بين الأكراد.



يركز الفيلم على لجوء الأطفال للعمل في مجال التهريب لأجل العيش، ومن خلال تغليف الزجاجيات، وما يواجهونه من ذل بين التجار وملاحقات، مشاهد مؤثرة تظهر مدى عوز الأطفال للعمل، وعدم اللتفات الآخرين لمراعاة طفولتهم.



كما يعكس الفيلم واقع الأكراد المرير، في العيش بأصعب الظروف وأقساها، مظهرا المخرج بهمان قبادي مدى مجابهة الأكراد حياتهم المليئة بالشقاء والعناء ومقاومة الفقر والمناخات الباردة، التي أثرت على مجرى حياتهم.



وقائع الفيلم صورت في هذه المنطقة كما أشرنا الواقعة بين إيران والعراق، حيث الثلوج تغطي المكان، وفيها تزدهر تجارة التهريب عبر الخيول التي يسقونها الخمور، لأجل تحتمل آلام البرد والعواصف الثلجية، حياة مليئة بالضنك والتعب الكبير، وفيها أظهر المخرج براعته في تصوير وقائع من يعيش هناك.



عم الشقيقة الكبرى للأخوة، يرغمها على الزواج من أحد الرجال، شريطة أن تأخذ أخيها المعاق معها، إلا أن حماتها ترفضه، ليعود مع شقيقه الصغير الغاضب من عمه الذي أرغم شقيقته من الزواج والسفر خارج المنطقة التي يعيشون فيها.



خيول مخمورة، لا تقوى على المضي نحو العراق، رجال يهربون، مشاهد وهم يركضون هربا من دورية تلاحقهم وهم متجهين إلى العراق ومعهم الطفل الصغير ومعه شقيقه مهدي والذي باع بغله ليطبب شقيقه، والذي قال له الطبيب أنه سيعيش من 5 إلى 8 اشهر فقط، وإذا أردتم معالجته خوذه إلى العراق وفعلا حاول الشقيق ذلك إلا أنها لم تنجح.



جائزة إتحاد النقاد الدولي (الفابريسي) من مهرجان كان لعام 2000 حاز عليها زمن الخيول المخمورة، كما حاز أيضا على جائزة المهرجان لأفضل تصوير، وفعلا كانت اللقطات معبرة وتظهر مدى حرفية المخرج قبادي في التعامل مع الكاميرا سينمائيا.



وقائع تسجيلية، وقاسية كما يراه النقاد، ويؤرخ مرحلة مهمة من حياة هؤلاء الواقعين على هامش الحياة، فالفيلم أبطاله أطفال، ما يعنيه براءة المواقف وصدقية المشاهد والأدوار. مدة الفيلم الساعة والربع، حيث أنتج عام 2000.

أضف تعليقك