روبي ونانسي وماريا وهيفاء ملكات الـ سي دي المقرصنة

الرابط المختصر

تتنامى في شوارع مخيم الوحدات ظاهرة انتشار محال وبسطات بيع الإسطونات المدمجة "CDs"، بشكل جعل الكثير يعتبرها تجارة مربحة، وبات يخطط بفتح محل يختص فقط ببيعها، حيث تجد في تلك المحال أو البسطات نسخ غير شرعية لأحدث الأفلام الأجنبية والعربية-وهو ما يصطلح عليه بالقرصنة-، و ألبومات المطربين، والمغنين، والفيديو كليبات، أو حتى قراءات من القرآن الكريم لأشهر الشيوخ في العالم الإسلامي، ناهيك عن خطباء الجوامع وأشهر الدعاة في العالم العربي.



تلك الظاهرة؛ غير محصورة بمخيم الوحدات فحسب، إنما في جميع مناطق العاصمة عمان، لكن اتخذنا من مخيم الوحدات مسرحا لنا للوقوف على مدى إقبال الشباب، بهذه التجارة الرائجة والجديدة.



عطّاف السلطي، صاحب محل CDs وإكسسوارات في أحد أحياء المخيم، يقول إن محله يختص بتحويل أشرطة VHS إلىCD، والإقبال متفاوت بين من يشتري يوميا أو يقف للنظر." دائماً يأتون إما للنظر على آخر ما وصلنا من أفلام، أو لأجل شراء أفلام الرعب، لكنني بالنهاية لا أعتمد على بيع الأسطوانات".



لكنك تفرد مساحة كبيرة للاسطوانات؟



"بالتأكيد، لأنها تجلب الزبائن للمحل، وأعتمد على البوسترات في ترويج بضاعتي من "السيدهات"، إضافة إلى صور كبيرة لروبي وهيفاء وهبي ونانسي عجرم، وهذا أسلوب لجذبهم".



ما تبثه الفضائيات... يمكن الاتجار به

محمود يوسف طه عطية، صاحب محل مختص فقط بالـ"سي دي"، يقول إنه يوميا يأتيه بعض الشباب لأجل شراء أفلام الأكشن الأمريكية والرعب، إضافة إلى طلبهم المستمر لمغنيات الصف كما يعلق وهن روبي، نانسي عجرم، ماريا، هيفاء وهبي، ناهيك عن الألعاب.



وحول الأسعار، يضيف عطية أن الأسعار تقترب إلى المجان، "الأسعار، رخيصة جدا، وتقترب إلى المجان، ونقوم أحيانا كثيرة عند شراء الشاب اسطوانتين، أعطيه الثالث مجانا، على سبيل الدعاية كي يعود ألينا مرة ثانية".



ودخلك اليومي، هل تعطينا أرقاما؟



"صعب جدا، أقول لك، أجرتي اليومية، لكنها مستورة، وقد تصل إلى الجيدة جدا، في كثير من الأيام، وذلك على أن تضع باعتبارك عدة أمور: عطل المدارس والجامعات، أيام العطل الأسبوعية كالخميس والجمعة، والأعياد وما أكثرها في بلدنا".



في حين يجد أسامة خميس سعيد، أن أكثر الطلب في منطقة المخيم، ينصب على الأغاني الحديثة، وبعض المطربين خصوصا هاني شاكر، كاظم الساهر، فضل شاكر، والأغاني الوطنية.



لكن، ما مصدر المحلات والبسطات التي تبيع الأسطوانات المدمجة! يقول محمود عطية أن محله يتعامل مع عدة موزعين، مختصين ببيع الـCD، "ثمة موزعين يأتون بكميات، ونحن نختار ونتأكد من صلاحيتها عبر جهاز السي دي، ويكون في غالبها يعمل، لكن الجودة فهي نسبية من قرص لآخر".



رامي علي، يفرش بسطته، قرب سوق الخضار في المخيم، يبيع الأسطوانات، ويضع جهاز تسجيل، يصدح بأغنيات حديثة، وجهاز سي دي، يعرض عليه أغنيات الفيديو كليب مسجلة عن الفضائيات، يقول "أنا أبيع كل شيء يخطر في البال، أغاني وأفلام وبرامج مسجلة عن فضائيات مصارعة ومباريات عالمية، مصارعة، وقرآن كريم...".



"يأتينا دائما طلبات، ونؤمنها. قد يأتي شاب ويطلب فيلما معينا، ولا يكون متوفرا لدينا، لكننا نعده بتأمين نسخة له بأقرب وقت، وفعلا نطلبه من الموزع، وهنا يأتي، ليشتريه. أبيع السي دي إما بـ35 قرشا أو بنصف دينار وأحيانا أخرى بدينار وبدينارين، والأصلي إن وجد يصل سعره إلى أربعة دنانير حسب الطلب، وقوة الفيلم، وحداثته".



رامي يقوم وبعض أصدقائه، بشراء أسطوانات فارغة، ويقومون بتسجيل الأغنيات من الفضائيات، أو تسجيل أفلام أيضا، ومن ثم يأخذون صور الأفلام من الانترنت ولصقها على مغلف الفيلم، "هذا مصدر عملنا، إضافة إلى موزعي الأفلام"، ومن خلال رصده لما تبثه الفضائيات، "يجعلني أتعرف أكثر على رغبات الشباب، فهم يحبون أي شيء يبثه الستالايت، وكل ما أشاهد برنامج أغاني أقوم بتسجيله، وعلى سبيل المثال لا الحصر برنامج ستار أكاديمي، ويلقى الطلب بكثرة إنما كصوت أو كبرنامج مسجل للمشاهدة".



ويزيد رامي أن أكثر الأسطوانات إقبالا هي الأفلام الأمريكية والرعب والأغاني المسجلة لروبي وأليسا ونانسي عجرم وهيفاء.

تجارة الأقراص المدمجة...تجارة رابحة!

وتصادفنا مع الشاب فادي الحمود، والذي كان يتسوق بين أحد البسطات، وسألناه عن ماذا يبحث، فأجاب "أبحث الآن عن أفلام لأشاهدها ليلا، والذي أريده هو أفلام الرعب، وذلك لشغفي بها". يبدو كذلك فقد كان مشدود الانتباه وهو يقلب رزم الأفلام، بسرعة ودقة، وعدم الاكتراث بما يجري من حوله.



وعن معدل شرائك للسي دي، ماذا تقول؟

"يوميا أشتري من أثنين إلى ثلاثة، ذلك كله، لأتسلى، أحب متابعة الأفلام وأحب البرامج منوعة، ولا يتيح علمي من متابعتها، فأشتريها مسجلة من السي دي، وأتابعها ليلا أو يوم الجمعة".



مراد شلبايه، يحب أن يتابع أحدث الأفلام عبر السي دي، يقول إنه أصبح مدمنا على متابعتها "هي عادة أكثر من أنها تسلية، أحب أفلام الرعب كثيرا، وأشتريها أولا بأول".



"أنا مغرم بالأغنيات التي تظهر دائما على الفضائيات، لذلك أذهب إلى محل يقوم بتسجيلها على السي دي، بثمن بخس، وخاصة المغنيات ماريا وروبي وهيفاء، وجديدات لا أقدر أن أحصيهن أبدا، لذا فأنا أجد تجارة السي دي مربحة جدا، ولا أعلم أن وجدت نفسي في يوم من الأيام سأعمل بنفس هذه التجارة"، يقول الطالب بشار سلامة.



هل هذا طموحك، تتعلم لكي تفتح محل الـCD؟



"بالتأكيد لا، لكن أرى تجارتها ممتعة وخفيفة، ولا تحتاج سوا أن يتابع الإنسان ما يدور من حوله، أحدث الأغنيات والأفلام والألعاب، وهذا شيء جميل".



هل الشباب يعاني الفراغ؟

السيدة إيمان بكير، أم لثلاثة شباب، تعزو ظاهرة انتشار المحال والبسطات الـCD إلى حجم البطالة الآخذ بالانتشار بين الشباب، إضافة إلى عدم استغلال أوقات الفراغ بالشيء المفيد، "لا يوجد وعي لدى الشباب حول مفهوم أوقات الفراغ، فالأفلام والموسيقى، سلبت عقولهم، وأنا خائفة جدا على هذا الجيل، أليس انتشار المحلات وافتراش الطرقات بالاسطوانات خير دليل على فراغهم وتأثرهم بالحضارة الزائفة".



مستغربة بكير أن الجرائد لا تباع رغم سعرها 20 قرشا، بينما سعر قرص المدمج يصل من نصف دينار إلى ثلاثة وأربعة دنانير ويباع بشكل كبير وملفت، وتخلص إلى القول "الفضائيات لعبت دورا كبيرا في إفساد عقولهم".



لعل هذه تجارة أصبحت رائجة ليست في الأردن فحسب إنما في كثير من الدول العربية، فالفضائيات بما تضعه بين يدي المشاهد من أفلام وأغنيات، دفع الكثير إلى استغلال ما يبث، وبيعه للشباب الباحث دوما نحو الترفيه وثقافة الاستهلاك، جاعلة من يبحث عن قوت يومه إلى احتراف هذه التجارة، الآخذة في الانتشار أينما كان.

أضف تعليقك