رموز المرشحين ... ضمانة أكثر لنزاهة الانتخابات
" والله ما أنا داري يا بنتي وين الصح إن المرشح يستخدم رمز ولا لأ " .
الحاجة أم سامي مواطنة من لواء الشونة الجنوبية لم تدخل مدرسة مطلقا ولا تعرف ماذا يعني أن يستخدم المرشح رمزا خاصا به.
فالرمز في العملية الانتخابية تعمل به دولا ديمقراطية، ويعني علامة يتميز بها كل مرشح ويتم انتخابه على أساسه، ويستخدم في مصر نظرا لارتفاع نسبة الأمية.
ولكن لماذا لا يتم العمل بهذه الرموز في الأردن، إذ أن نسب الأمية في منطقة كالشونة الجنوبية تنتشر بشكل لافت . عدا استخدام الرمز يوفر فرصا متساوية للمواطن بما ينسجم مع الدستور.
فايزة السلامات احدى مرشحات اللواء استخدمت رمزا بديلا عن صورتها وكشعار لها في دعايتها الانتخابية " رمزي عبارة عن إشارة الصح واعني به، آن الأوان أن تنظر الناس وتفكر هل كل الشعارات التي استخدمها المرشحون في السابق تم تطبيقها فعليا ،حقيقة لم يتم تطبيق أي منها، ولم تخدم اللواء فابتعدت عن الشعار بالكلام لاختار الرمز، وان تفكر الناس صح بالمرشحين الموجودين لهذه الدورة ".
فكرة استخدام الرمز في الانتخابات قد تكون احدى الآليات لضمان نزاهة الانتخابات، المحامي والمستشار محمد قطيشات :" الرمز الانتخابي بالعادة يتم وفقا لمعايير دولية لحماية الانتخابات من أي تزوير".
في بلد لا تزال فيه نسب الأمية مرتفعة في المناطق الفقيرة تتجلى أهمية استخدام الرمز:" أهميته بالنسبة للاميين بحيث يحد من التدخل بإدلاء صوته داخل قاعة الاقتراع ، ومن ثم يلعب دورا في نزاهة نقل المعلومة من رئيس لجنة الاقتراع إلى صندوق الاقتراع خاصة أن قانون الانتخاب لمجلس النواب اشترط أن يكون الإدلاء بالصوت بالنسبة للامي سريا عن طريق رئيس لجنة الاقتراع " .
عدم وجود الرمز الانتخابي :" قد يسبب مجالا واسعا للتلاعب بتكافؤ الفرص أمام المرشحين وأمام الناخبين في هذه الانتخابات، إذ يساهم الرمز في ضمان سير الاقتراع بنزاهة من خلال عدم التلاعب في بطاقات الاقتراع. ما يسبب التلاعب وجود أكثر من اسم داخل بطاقة الاقتراع، وهذا يؤدي إلى المشاكل عند الفرز، بحيث إذا كان اسمين مع بعضهما ممكن أن يؤثر على عدد أصوات مرشح على مرشح آخر".
تطبيق الفكرة قد يجعل عملية الاقتراع أكثر انضباطا وسرية، ابتسام شابة من اللواء، تعتقد أن استخدام الرمز في التصويت وخاصة :" في مناطق كالأغوار هناك نسبة أمية وخاصة كبار السن، وقد يتم شراء أصواتهم وليس بالضرورة بالمال، ولكن تأخذ وجه آخر وهي تسهيل مصالح، ويتم التصويت علني ولكن إذ استخدم الرمز فهو يجعل الأمور أكثر انضباطا ونزاهة".
في المقابل هناك من يخالف ابتسام رائيها فأبو معاذ يرى أن الرمز لا يفيد الأمي أبدا " ليس له داع لأن الأمي حافظ اسم المرشح ، فالرمز لا يغير تصويته ولا رأيه بالمرشح".
ثغرة في القانون ...
نتساءل أحيانا كيف ممكن التعرف على المقترع انه ليس أميا ؟ و ما هو المعيار القانوني لذلك ؟
تغريد : " يعني إذا جاءت سيدة كبيرة للاقتراع ،قد نقول عنها ممكن أمية لكن ان يأتي شاب وخاصة في عمان ويصوت على أساس أمي ،أحيانا غير مقبولة وهذا بحد ذاته يعتبر ثغرة بالقانون " .
لا يلزم القانون المقترع بإثبات أميته كما لا توجد معايير للتعامل مع الصوت الأمي، المحامي قطيشات :" لا يوجد سوى ضمير الشخص، ولكن القانون رتب عقوبات على الشخص إذا تبين انه أمي، ولا نستطيع ان نقول أنها ثغرة لأن قانون الانتخاب نص على حق ألاميين بالتصويت والإدلاء بصوتهم ،ولكن يجب أن يكون التطبيق سليم، وان يلتزم رؤساء لجان الاقتراع داخل المراكز بهذا النص القانوني ، الذي يوجب عليهم الإدلاء بصوت الأمي بسرية وليس بعلنية " .
لا ينص القانون الأردني على استخدام الرمز للدلالة على المرشح، وقد تعتبر باطلة كل ورقة تحمل أي إشارة غير اسم المرشح :" في نص المادة 41 على تعتبر ورقة الاقتراع باطلة إذا تضمنت بالإضافة لاسم المرشح عبارات معينة ،أو إضافات تدل على اسم الناخب، وهو بالتالي منع الرمز الانتخابي وإذا أردنا أن نعدل هذا النص القانوني فلا يجوز تعديله إلا بقانون آخر".
هل سيأخذ المشرع حين إقرار القانون المؤقت بهذه الآلية التي يبدو أنها تمتلك من الحجة ما يجعلها مطلوبة.











































