رمضان والعيد والمدارس.. "ثالوث" المصاريف يؤرق المواطنين

رمضان والعيد والمدارس.. "ثالوث" المصاريف يؤرق المواطنين
الرابط المختصر

للعام الثالث على التوالي، يواجه ذوو الدخل المحدود حالة من القلق جراء تزامن انتهاء شهر رمضان بما فيه من مصاريف مرتفعة، مع عيد الفطر وعودة المدارس مباشرة، ما يضيف أعباء مضاعفة عليهم.

الأربعينية أم أحمد التي لا يتجاوز دخل زوجها 400 دينار، قسمت هذا المبلغ بحسب الأولوية، فاقتطعت جزءا منه لتوفير احتياجاتهم من الغذاء، لتخصص ما تبقى منه لحاجيات العيد ومستلزمات المدارس.

أما أم محمد، فقد قامت بشراء ملابس العيد لأبنائها الثلاثة قبل شهر رمضان، خوفا من ارتفاع أسعارها خلال شهر رمضان وقبيل العيد، حتى لا تضطر للجوء إلى الاستدانة والاقتراض.

ومع انتهاء عيد الفطر يبدأ الأهالي بتجهيز أبنائهم لاستقبال عامهم الدراسي الجديد، ما يضاعف من أعبائهم المالية .

وقد حسم موسى عياش الأب لخمسة أبناء، أمره باللجوء إلى الاقتراض، فهو الحل الوحيد لضمان توفير مستلزمات أبنائه الدراسية، بعدما لم يتبق من دخله سوى ما يكفي لحاجيات العيد من تكلفة الحلويات وملابس الأطفال والعيديات.

وبحسب أرقام دائرة الإحصاءات العامة، فإن الإنفاق على الغذاء والملابس يستهلك جزءا كبيرا من دخل الأردنيين، حيث تبلغ نسبة إنفاق الفرد الأردني على الغذاء 40 %، و60 % على الألبسة ومستلزمات المدارس والاحتياجات الأخرى.

فيما ينفق الأردنيون مع بدء الموسم الدراسي لشراء مواد القرطاسية المدرسية ما بين 30 -35 مليون دينار كحد أدنى، وفق إحصاءات نقابة تجار ومصنعي القرطاسية والمكتبات والأجهزة المكتبية.

المحلل الاقتصادي فائق حجازين يرى أن العجز الذي تعاني منه أغلب الأسر، يشكل حالة مستمرة يمر بها الفرد نتيجة ارتفاع تكاليف الحياة، إلا أنها تتضاعف خلال الأشهر التي تمر بها مناسبات عديدة.

"ويحتاج أصحاب الدخول المتدنية بأن يكونوا أكثر دراية في كيفية إدارة نفقاتهم، ليمكنهم ذلك من توفير متطلباتهم الأساسية، ومن ثم الانتقال إلى توفير المتطلبات الأخرى"، وفق حجازين.

ويضيف بأن بعض الأسر الأردنية تخفق بهذا الأمر، وذلك بتوفيرهم للكماليات المعيشية في الدرجة الأولى ومن ثم الأساسيات، مؤكدا على ضرورة التخطيط الاقتصادي وإدارة الموارد المالية حتى لو كانت متدنية، خاصة عند تزامن مناسبات عديدة كشهر رمضان وعيد الفطر وعودة المدارس.

ولمعالجة العجز الذي تواجهه بعض الأسر في نفقاتها، يقترح حجازين العمل على ضبط النفقات والبحث عن سبل ترشيد استهلاكها وتحديد أولوياتها، "فهناك الكثيرون ممن ينفقون أموالهم على الهواتف النقالة والاتصالات، وشراء الأطعمة الجاهزة، بدلا من صناعتها في المنزل، فيما يشكو المجتمع من الفقر وارتفاع الأسعار".

كما دعت أخصائية الإرشاد الأسري ندى حمدان، ذوي الدخل المحدود إلى عدم التهافت على شراء المواد التموينية خلال شهر رمضان، والاكتفاء بشراء الاحتياجات الأساسية، بما يساهم بتخفيض الأعباء المالية، وادخار المال لتوفير مشتريات ومستلزمات عيد الفطر.

وتقترح حمدان بأن يتعاون الأبناء مع ذويهم كأن يجمعوا عيدياتهم، ليتم استغلالها لشراء مستلزماتهم المدرسية.

أضف تعليقك