رعاة البقر لينغراد يذهبون إلى أمريكا: كوميديا السخف تقسم الجمهور إلى قسمين

الرابط المختصر

كوميديا السخف...هذا ما يراه النقاد في الفيلم الفنلندي "رعاة البقر لينينغراد يذهبون إلى أمريكا"، فالملل في سرد حكاية فرقة فنلندية غير موفقة في عروضها الموسيقية، سمة الفيلم الذي يرتكز في قصته على سفر أعضاء الفرقة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، لإقامة حفلاتهم في النوادي والمقاهي، على اعتبار أن الذائقة الأمريكية تقبل حتى الموسيقى والأغنيات الهابطة والفاشلة. هزلية المشاهد؛ والمواقف الضاحكة، أحيانا، دفعت المخرج آكي كاوريسماكي، إلى تقسيم المشاهدين إلى نصفين؛ الأول يرى الفيلم ساخر يستحق المتابعة، الثاني يرى الفيلم لا يستحق المتابعة.



أحداث الفيلم تبدأ حين يتعرف أفراد الفرقة على مسؤول سوفياتي ويقنعهم بضرورة السفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية، فهناك كما أقنعهم يرضون بالغناء الناشز وغير جيد، وهي سمتهم في بلدهم، ويغرق الفيلم في تفاصيل جولاتهم الفنية على المقاهي والحانات، وخروجهم من كل مقهى بخيبة أمل وإغلاق المقهى.



يتوجه أعضاء الفرقة من بلدهم إلى أمريكا، هناك حيث كانوا يتأملون القبول والترحيب، لكنهم؛ يواجه الصد وعدم القبول، إلى أن يعرض أحد الرجال على مسؤول الفرقة بتعليمهم الروك آن رول، ما يعنيه من حضارة أمريكا عليهم، وهنا يلقوا الاستحسان، لكن ليس كثيرا.



وازداد الاهتمام بهم حين تعرفوا على شاب يعمل في محطة بنزين يتشابه معهم في الشكل، ليستغلوا إبداعه في الغناء، وهنا، يتفاعل الجمهور معهم.



واعتمد الفيلم على هزيلة أشكال أعضاء الفرقة، حيث تسريحة الشعر "الغرة" المسرحة بشكل غريب ومضحك، وبارزة كمنقار طائر اللقلق، إضافة إلى الأحذية الطويلة، مع ملابس ملفته للعيان، وفوق ذلك، يتحكم مسؤول الفرقة بمصائرهم، وأذواقهم، إلى درجة يمنعهم عن الطعام، ويشرب البيرة باستمرار في العلب ويرمها وراءه آتية على رؤوسهم، وهم في السيارة الأمريكية التي اشتروها من أحد معارض السيارات الأمريكية القديمة، ومن خلالها يتجولون في شوارع الولايات الأمريكية.



تذهب الفرقة إلى المكسيك لإحياء حفل عرس، مع ملاحظة أن رجل مهووس، دائم اللاحق بهم، في محاولة منه، أن يقلدهم حتى بقصة شعرهم، لكن ما القصد، هذا ما هو متروك للمشاهد.



الكوميديا السوداء صيغة الفيلم، وقام مخرجه آكي كاوريسماكي بإنتاج فيلمين متممين لقصة هذا الفيلم، وهما فيلم بقر لينينغراد يلتقون موسى، وحفلة بالالايكه الكاملة –وبحسب الناقد السينمائي محمود زواوي "الفيلم كوميديا ساخرة من نوع غريب ومن المتوقع من يشاهده إلى قسمين؛ من يغرم بأسلوبه المبني على ما يعرف بكوميديا الوجه الجامد الذي يخلو من التعبير الذي اشتهر به الفنان الكوميدي الأمريكي بستر كيتون وبين أولئك لن يجدوا في الفيلم ما يستحق حتى الضحك".

أضف تعليقك