ردود فعل العدوان على غزة وموقف حماس

خاص عمان نت

 

عبر العديد من الشخصيات والمفكرين عن رد فعلهم للعدوان الإسرائيلي الأخير على غزة وخاصة موقف حركة حماس. فيما يلي جزء من تلك التعليقات الخاصة ب عمان نت:

جمال الدجاني مدير مكتب إعلام رئيس الوزراء الفلسطيني سابقا

فهمت حماس أن القيادة الإسرائيلية الجديدة هي التي بادرت بالهجوم على غزة لأسباب سياسية. حماس لم تبلع الطعم واظهرت صبر وتماسك لتمنع حرب أطول ذات ثمن في الأرواح والدمار. المجتمع الدولي أخفق في عدم وقف العدوان والمجازر ضد الشعب الفلسطيني.

لبطريرك المتقاعد ميشيل صباح

 

الحرب على غزة تعني أن هناك حتى الآن حروبًا قادمة كثيرة، تعني أن إسرائيل دخلت حربا قبل أكثر من سبعين سنة، ولم تقدر أن تخرج منها بعد. على إسرائيل أن تراجع حساباتها. كسبت وخسرت. وما زالت خاسرة. يكسب من يكسب السلام والعدل والإنسانية. وكل هذا لم يتحقق. أمام إسرائيل شعب فلسطيني مقيم في ارضه، يطالبها ويطالب العالم بحريته في أرضه، لا في أرض غيره. لا يمكن تجاهل ذلك. كبار العالم كله لا يمكن أن يتجاهلوا ذلك.

         سلام إسرائيل، سلام إبراهيم، سلام الله، يبدأ في فلسطين أولا، ومع الفلسطينيين فقط، ثم يمتد إلى الجيران وإلى المنطقة كلها. على إسرائيل وعلى العالم أن يفهموا هذا. وإلا أبقوا المنطقة في قبضة الموت، وحولوا أنفسهم إلى صُنَّاع موت. وهم المسؤولون. 

         الأرض والناس يقولون: سلام وعدل، وحق ما هو حق …

 

 

د. خليل الشقاقي هو أستاذ العلوم السياسية ومدير المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية- رام الله 

 

لم تعتبر حركة حماس أن اعتقال السعدي في جنين خطر يتطلب رد عسكري من غزة لكن حماس اعتبرت أن اغتيال القائد الجهادي تيسير الجعبري خطر يحتاج إلى رد ولو محدود. لذلك سمحت للجهاد الاسلامي الرد في حين بقيت خارج العمليات. لقد كان قرار حماس حكيماً ولكنه مكلف شعبياً.

من المؤكد أنها ستستفيد مقابل ضبط النفس. لقد قدرت مصر واسرائيل تصرف حماس وسيتم مكافئتهم من خلال أمور اقتصادية مما سيقوي سيطرتهم على الأوضاع في قطاع غزة.  اسرائيل تأمل ان هذا سيوفر لحماس قدرة اكبر على الجهاد مما سيوفر هدوء لمدة أطول. في النهاية فان المطالبين بزيادة التواصل الاسرائيلي مع حماس وخاصة ضمن الفريق الامني الاسرائيلي سيزيد نقاط قوتهم وسيتم استخدام هذه الجولة لاثبات ان حماس ليست مقيدة بالامور الايدلوجية لوحدها وانها مؤسسة براغماتية يمكن لاسرائيل التوصل الى اتفاقيات طويلة الأمد معها.

لكن ما حدث سيخلق توتر بين حماس والجهاد كما تسوء العلاقة بين حماس والسلطة الفلسطينية حيث سيتم زيادة في سيطرة حماس ووضع الشروط التي تريدها على السلطة الامر الذي سيصعب عودة السلطة إلى أي دور في القطاع.

من المؤكد أنها ستستفيد مقابل ضبط النفس. لقد قدرت مصر واسرائيل تصرف حماس وسيتم مكافئتهم من خلال أمور اقتصادية مما سيقوي سيطرتهم على الأوضاع في قطاع غزة.  اسرائيل تأمل ان هذا سيوفر لحماس قدرة اكبر على الجهاد مما سيوفر هدوء لمدة أطول. في النهاية فان المطالبين بزيادة التواصل الاسرائيلي مع حماس وخاصة ضمن الفريق الامني الاسرائيلي سيزيد نقاط قوتهم وسيتم استخدام هذه الجولة لاثبات ان حماس ليست مقيدة بالامور الايدلوجية لوحدها وانها مؤسسة براغماتية يمكن لاسرائيل التوصل الى اتفاقيات طويلة الأمد معها.

 

لكن ما حدث سيخلق توتر بين حماس والجهاد كما تسوء العلاقة بين حماس والسلطة الفلسطينية حيث سيتم زيادة في سيطرة حماس ووضع الشروط التي تريدها على السلطة الأمر الذي سيصعب عودة السلطة إلى أي دور في القطاع.

خليل أبو عرفة رسام كاريكاتير – القدس

تفقد كلمة "المقاومة" معناها، عندما يقوم فصيل مسلح بالتهديد بتصعيد بإطلاق صواريخ على إسرائيل يسقط جزء منها في غزة ويوقع قتلى وجرحى في مخيم فلسطيني في غزة، وعندما لا يتمكن من تحقيق تحالف ميداني مع فصيل شقيق توأم، وعندما يظهر ممثل الفصيل الأول في طهران، أثناء القصف والدمار، إلى جانب متزعم ما يسمى بفيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني المتهم بارتكاب المجازر في مئات المدن والقرى العربية في العراق وسوريا واليمن. أعرف أن هذا الرأي لا يبدو شعبويا، لكن، وللتأكيد، هل ما قام به هذا الفصيل هو "مقاومة" وما قام به الفصيل التوأم "خنوع وانبطاح"؟ هناك كثير من المفاهيم بات من الضروري إعادة النظر فيها.

د. خليل جهشان- المركز العربي واشنطن

في خلال المعارك السابقة كانت الجولة العسكرية الأخيرة مفاجئة ولم توفر وقت كافي لتدخلات دبلوماسية لوقف العدوان. أمريكا وحلفائها العرب توسطوا بين الطرفين ووضعوا ضغوط كبيرة على حماس لعدم المشاركة كي لا يتم تصعيد الوضع وكي تم الانتهاء بسرعة من العدوان. في مثل هذه الأحوال يكون النصر رمزيا وكل طرف يراه بصورة مختلفة. أن الجولة القصيرة وفرت للطرفان الإسرائيلي وحركة الجهاد الإسلامي إمكانية إعلان الفوز أمام جمهورهم في حين ظهرت حماس الجهة الناضجة الحكيمة.

سمر محارب- مديرة مؤسسة أرض- الأردن

هذا العدوان بالتحديد محير وليس بالسهل للتعقيدات التي دخلت على القضية الفلسطينية، والصراع في قطاع غزة بالتحديد. فلا يخفى على أحد أثر التجاذبات الدولية وانعكاسات الحرب العالمية على أرض فلسطين وتحركات هذا الاحتلال الذي يرتب علاقاته بالمنطقة على حساب الأبرياء والأطفال. ومن جهة أخرى إنه من المحبط متابعة ردود الفعل العالمية ومحاولة ضرب التضامن العالمي مع القضية وإظهار إسرائيل أنها ضحية المقاومة، وبنفس الوقت ضرب وحدة الصف الداخلي وإضعاف التضامن الشعبي مع المقاومة رغم وضوح أثر هذه التصفيات السياسية والأيديولوجية عليها.

لكن بالرغم من كل ذلك، المقاومة وحركة الجهاد الإسلامي خرجت بمكاسب هائلة من هذا العدوان وحققت انتصار ميداني داخلي سيتم الاستثمار بشرعيته التي استحقها عربياً وفلسطينياً لا شك، وسنشهد متغيرات بردود الفعل إن استمرت إسرائيل بحماقته خاصة بظل هذه الهدنة الهشة.

فادي السلامين- ناشط فلسطيني معارض للفساد

حماس هي المنتصر في هذه المعركة وقد تكون منتصرة أكثر إذا نجحت في إتمام صفقة تبادل مقابل صمتها في المعركة ضد الجهاد الإسلامي. حماس الان تظهر انها القوة الرئيسية التي لها مصداقية في موقفها القوي ضد إسرائيل في المقارنة مع باقي الفصائل.

المحامية الحقوقية زها حسن- واشنطن

حماس دائما مهتمة بإظهار نفسها انها المقاوم "الحقيقي" للاحتلال الإسرائيلي في حين أن السلطة الفتحاوية تقف متفرجة. الهجوم الاخر من قبل إسرائيل على غزة أظهر انها أيضا تقف متفرجة لأنها لا تريد أن يكون هناك تأثير سلبي اقتصادي أي تصاريح العمل وحرية التنقل. وإذا كانت شعبية حماس معتمدة على كونها "المقاومة الحقيقية" خاصة فيما يتعلق بالأقصى فكونها كانت صامتة عندما اقتحم المسجد الأقصى مئات المتطرفين بمناسبة ما سمي بدمار الهيكل فإن ذلك لم يكن مفيد لهم.

علي أبو نعمة مؤسس مشارك للانتفاضة الاليكترونية

لو استمر الهجوم على الجهاد لكانت حماس مجبرة شعبيا بالانضمام للدفاع عن غزة

باسل رفايعة- ناشط أردني معارض

إسرائيل خططت لاستهداف "الجهاد" بدءاً من جنين، أي أنها التي افتعلت مناوراتها الدموية الأخيرة، لتختبر أكثر من مسار:

- تؤكد للسلطة الفلسطينية أنّ "التنسيق الأمني" يسير على نحو جيد، ولا يزيد من كلفة الاحتلال.

- عبر تحييد حماس، تؤكد إسرائيل لحلفائها العرب أنّ الانقسام الفلسطيني الذي كان قبل 2014، قابل لإعادة الإنتاج.

* تحييد حماس من المعركة يضع شكوكاً كبيرة على تفاهمات إقليمية وربما دولية ترتبط بها الحركة، نحو دور ما مستقبلاً، وهذا وإن استنزف شعبيتها، ربما ساعدها في ظهور سياسي براغماتي، يحقق لها أفضل مما تحققه الحرب.

 

أضف تعليقك