رافعة بوابة الأردن خطر كامن منذ 12 يوما
يراقب المواطنون الذين تقع منازلهم اسفل برجي بوابة الاردن الواقع على الدوار السادس، بخوف شديد، رافعة آيلة للسقوط، تعطلت في 16 مايو (ايار) الحالي، وما تزال تشكل تهديدا خطيرا على حياتهم وأملاكهم.
المواطنون الذين عادوا الى بيوتهم، بعد إقامتهم لثلاثة ايام في فندق قريب، وتراجع شركة المقاولات المعنية عن تحمل نفقات اقامتهم في ذلك الفندق، يعانون وفق ما قال بعضهم لـ"الغد" من الخوف، ومصابون بحالة ترقب وحذر كل ساعة "خشية ان يحدث ما لا يحمد عقباه، وتسقط الرافعة التي تزن 20 طنا على رؤوسهم".
ويتصل هؤلاء المواطنون بالجهات المعنية، ومنها الشركة والمهندسين والعاملين في البرجين، مؤكدين أن ايا من هذه الجهات لم تقدم لهم معلومات واضحة ومحددة، حول معالجة الخطر بإنزال الرافعة واتخاذ وسائل حماية وسلامة عامة، تقيهم مما قد يتعرضون له.
وأشاروا الى ان المعلومات المتوافرة لديهم حول كيفية انزال هذه الرافعة، تفيد بأن شركة المقاولات المعنية، تسعى الى احضار ونش من خارج البلاد بأسرع وقت ممكن، للانتهاء من المشكلة.
وذكر بعضهم ان "الشركة قد تحضر ونشا من اسرائيل او دبي لهذه الغاية، خصوصا ان العديد من الدول المجاورة لا توجد لديها ابراج او مبان عالية على هذه الشاكلة، ولم تواجه مشاكل من هذا النوع".
مصادر مطلعة، فضلت عدم ذكر اسمها اكدت لـ"الغد" صحة معلومات مواطنين مقيمين حول البرجين، وقالت "ان الشركة تستعد فعلا لإحضار ونش من اسرائيل او من دبي لتفكيك الرافعة".
وذكرت ان الآلية السليمة للتعامل مع هذه المشكلة، تقتضي تفكيك الرافعة وهي قائمة، عن طريق ونش، حماية لأرواح المواطنين وأملاكهم والاسواق التجارية، وكذلك حماية للبيئة.
ام مازن التي يقع بيتها بجانب ابراج بوابة عمان، قالت "ان الشارع الموازي للبرجين مغلق امام حركة السير وممنوع المرور عبره حتى للمشاة، باستثناء سكان المنطقة".
وقالت ام طارق إن "الرافعة قطعت الاواصر العائلية فيما بيننا، واصبحت تشكل خطرا كبيرا علينا".
سكان المنطقة أثاروا العديد من النقاط حول هذه المشكلة، لكن أبرزها يتمثل في حالة الازعاج المستمر طوال 24 ساعة، جراء العمل المتواصل في المشروع وانعدام النظافة في المنطقة.
مديرة حضانة "الكنغر" المجاورة للبرجين رنده معاذ، ناشدت المسؤولين، الإسراع في حل المشكلة، مؤكدة أن تبعاتها تشكل خطرا كبيرا على حياة اطفال الحضانة.
الى ذلك، دعت نقابة المهندسين الحكومة الى الضغط على الجهات المالكة والمقاولة لمشروع برجي الاردن، الواقع على الدوار السادس بجانب فندق كراون بلازا، لإصلاح احدى الرافعات التي تعطلت قبل 12 يوما، وما تزال تهدد سلامة المواطنين والابنية المحيطة، والبرجين ايضا.
دعوة النقابة جاءت عقب تلقي النقابة عشرات الاتصالات والشكاوى من المواطنين القاطنين في محيط البرجين، مطالبينها بالتدخل لدى الجهات المعنية لحل هذه المشكلة العالقة التي تتعلق بسلامة عشرات العائلات والممتلكات.
نقيب المهندسين عبدالله عبيدات قال "ان النقابة المعنية بسلامة البناء للمواطنين، قلقة جدا من وجود هذه الرافعة المعطلة والآيلة للسقوط، وتهدد سلامة المواطنين بالدرجة الاولى والابنية المحيطة والبناء نفسه (البرجين) بمخاطر عديدة".
وأضاف في تصريح صحافي امس "ان بقاء هذه الرافعة على هذه الحالة، لا يجوز، وخصوصا ان البرجين يقعان في موقع سكني، تكثر فيه الاسواق التجارية، ويشهد حركة مواصلات كثيفة، ما يوجب التحرك السريع لأخذ الاجراءات الكفيلة بمعالجة الوضع بانزال الرافعة المعطلة واستبدالها بواحدة جديدة".
وأكد ضرورة عدم التساهل فيما يتعلق بمسائل أمان الأبنية العالية، واتخاذ الاجراءات المناسبة لتطبيقها في هذا النوع من الابنية.
وقال "ان هذه الحادثة تؤشر على صحة مطالبة النقابة، بضرورة اختيار مواقع محددة وذات خصوصية بعيدة عن الاحياء السكنية والاسواق، لإقامة الابراج والابنية العالية".
وأضاف ان تعطل الرافعة وعدم معالجة الحادثة بسرعة، يشير الى ان الاستعدادات للتعامل مع هذا النوع من البناء من قبل الجهات المعنية، لم تكن بالصورة المناسبة.
وبين عبيدات ان النقابة طالبت ومنذ فترة طويلة بضرورة ان تكون ممثلة في لجنة السلامة العامة والبيئة، المعنية بمتابعة والتعامل مع مثل هذه الاحداث عند وقوعها، وكذلك وضع التعليمات المناسبة لمواجهة اي نوع من انواع الكوارث او المشاكل.
وأشار الى ان مطالبة النقابة بالمشاركة في عضوية هذه اللجنة والكثير من اللجان الفنية، هدفه تقديم المساعدة والافكار المختصة في مختلف الامور الفنية والهندسية.











































