راجي
سليم مزاهره أول مهندس طائرات أردني ينجح في تصنيع طائرة خفيفة بجهده الشخصي . بدأ
المزاهرة حياته العلمية كتلميذ هندسة طيران في سلاح الجو الملكي الأردني ، وتلقى
عدة دورات تدريبية ، وبعد أربع سنوات استقال من سلاح الجو وعمل في إحدى شركات
الطيران العربية، ودرس الطيران بالمراسلة في إحدى الجامعات البريطانية وحصل على
شهادة هندسة الطيران وتدرج في عمله حتى وصل إلى منصب رئيس القسم الهندسي وتخصص
بطائرات الجامبو والاير باص

التقى راديو عمان نت المهندس المزاهرة وحدثه عن بداية مشواره والجهود
الفردية التي بذلها لتحقيق حلمه ، والذي يتلخص في تصنيع طائرة خفيفة يمكن أن تطير
بطيار أو بدونه ( منذ الصغر وحلمي وعقلي متعلق بالطيران وأسعى لإيجاد تصميم خاص
لنوع محدد من الطائرات بتكاليف زهيدة ولاستخدامات مدنية مثل رش الحقول الزراعية
الواسعة أو التصوير الجوي والاستطلاع والتنقل بين المناطق الصحراوية وإنتاج طائرة
تدريب خفيفة ) .

وأضاف المهندس المزاهرة في حديث لعمان نت ( ابتدأت تحويل حلمي إلى حقيقة
قبل أربع سنوات وبجهد فردي مستخدما موتور سيارة من السكراب وكذلك مواسير الألمنيوم
وكل ما يلزم من تجهيزات من المواد الخام المتوفرة في السوق المحلي الأردني ،
واستخدامي لموتور السيارة بهدف توليد قوة دافعة لتحريك مروحة الدفع على سرعات
معينة )

وأضاف المزاهرة ( إن وزن الطائرة بكل تجهيزاتها وهيكلها مع الطيار يبلغ 450
كغم فقط ) وقد نجحت التجربة الأولى التي تم تنفيذها في صحراء الأزرق بعد أن حصل
المهندس راجي المزاهرة على كل الموافقات الأمنية اللازمة ، وحلقت طائرته في سماء الأزرق
، معيدا التجربة عشر مرات للتحقق من سلامة الطائرة على الأرض وعمليات الإقلاع
والهبوط )

وقد عاونه في تحقيق الحلم تلميذ طيار أردني مغامر وهو الطيار أحمد حميدة
والذي يشعر بالفخر لعمله إلى جانب المهندس المزاهرة ، ولم ينفي شعوره بالخوف في
البداية إلا أنه تغلب على توتره وقام بتجريب الطائرة على الأرض ومن ثم التحليق بها
عشر مرات ، بعد أن قادها مرتين على الأرض للتحكم بها .. وأضاف أنه وعلى سرعة 80
كم/ساعة بدأت الطائرة بالارتفاع وهو على
متنها ، وأشاد بأجهزة التحكم الملاحي التي استخدمها المهندس المزاهرة .

وردا على سؤال لعمان نت قال
المزاهرة ( إنني ومنذ نجاح التجربة الأولى ، بدأت في تنفيذ المرحلة التطويرية
الثانية من مشروعي الخاص والانتقال به من حالة البدائية المتواضعة إلى مرحلة أكثر
تطورا على طريق الوصول إلى التصميم الأمثل لتصنيع نسخة تجارية وأنا واثق من النجاح
، وأن هذا المشروع في حال وجود الجهات الرسمية أو من القطاع الخاص التي يمكن أن تتبنى
عملية رعاية وتمويل هذا المشروع بشكل تجاري ، من شأنه أن يوفر ملايين الدولارات
على البلد ويشكل دعما للاقتصاد الوطني الأردني ، علما أن الحد الأدنى لثمن طائرة
شبيهة يصل لمائة ألف دولار ) .

وأكد المهندس المزاهرة أنه راجع عدة جهات رسمية ذات الاختصاص وتلقى بعض
الدعم المشكور من جهات محددة ، وخص بالذكر مركز الملك عبد الله الثاني للتطوير
والتصنيع خاصة الدكتور غازي الخضيري .

وفي معرض رده على سؤال لماذا تقدم على مثل هذا العمل المغامر ... أجاب
المهندس المزاهرة( إنني أستجيب بذلك لدعوة الملك عبد الله الثاني بضرورة أن تبذل
الكفاءات الأردنية كل جهد ممكن للنهوض بالاقتصاد الوطني ، وأن رفع إسم الأردن
وسمعته في العالم يكون بجهود أبنائه من علماء ومهندسين وكفاءات إبداعية من منطلق
إيماني أننا " كلنا الأردن " وأنا أتطلع إلى وضع كل نتائج أبحاثي في
سبيل نهضة الأردن ، وإثبات أن الكفاءات الأردنية لا تقل إبداعا عن غيرها ، فيما
إذا وجدت البيئة المناسبة والتشجيع اللازم ) . وأضاف المزاهرة أنه لم يراجع أي
مؤسسة من مؤسسات المجتمع المدني لدعم مشروعه .

وأكد المهندس المزاهرة لعمان نت أنه سيقوم خلال شهر بإطلاق تجربته الثانية والتي
انتهى من وضع تصاميمها الخاصة ، وأنجز النسخة المعدلة من الطائرة والتي ستنطلق من
على ارض الأزرق لتحلق عاليا في سماء الأردن ، معلنا بذلك انتهاء تجاربه واستعداده
لوضع تصاميمه الخاصة موضع الإنتاج التجاري .

وراديو عمان نت وهو يقدم هذا النموذج
الإبداعي لكفاءة أردنية ، يدعو كل الجهات الرسمية والقطاع الخاص لرعاية هذه
الكفاءة العلمية ودعمها والى الاهتمام بهذا المنجز العلمي والذي يعتمد على الكفاءات
المحلية والمواد الخام المتوفرة في السوق المحلي. ويعد راديو عمان نت مستمعيه
ومتصفحي موقعه بمتابعة هذا الحدث ورعايته خدمة للكفاءات المحلية وإبرازها وإيجاد
البيئة المناسبة لدعمها ووضع نتاج فكرها وعملها موضع التطبيق ، انطلاقا من سياستنا
المتفاعلة مع مجتمعنا المحلي الذي نعمل على خدمته .