رئيس الوزراء المستقيل بدران لعمان نت: شكلت الحكومة وأغفلت كيف اربح الجولة السياسية

الرابط المختصر

حكومة "التكنوقراط" و"الليبراليين" مسميات أطلقت على حكومة رئيس الوزراء السابق الدكتور عدنان بدران التي واجهت- رغم عمرها القصير الذي لم يدوم سوى سبعة أشهر- العديد من التحديات من أبرزها الصدام مع البرلمان والمتعلق بتشكيلة الحكومة،بالإضافة لاتخاذ بعض قرارات غير شعبية مثل رفع أسعار المشتقات النفطية بنسبة كبيرة تجاوزت الـ55 في المائة مرتين خلال شهرين، وجاءت العمليات الإرهابية في العقبة وعمان لتشكل تحدي جديد أمام الحكومة المستقيلة، عمان نت كان لها اللقاء التالي مع رئيس الوزراء المستقيل د.عدنان بدران فور تقديمه استقالته وقبل إعلان التشكيلة الحكومية الجديدة:





كيف تقيم المرحلة السابقة من عهد الحكومة والتي كان الإصلاح بكافة جوانبه العنوان الأبرز لها؟

حكومتي جاءت بتكليف ملكي سامي للأخذ بالإصلاح بجميع جوانبه فكان هناك لجنة ملكية لإخراج أجندة وطنية تأخذ بجميع مناحي الإصلاح وتكون خارطة طريق للملكة وتلتزم بها جميع الحكومات المتعاقبة، كما هناك لجنة ملكية أخرى هي الأقاليم ونص كتاب التكليف السامي على تشكيل أقاليم تنموية وليست سياسية فنحن لانريد ان يخرج مفهوم سياسي خاطئ حول التنمية السياسية الإقليمية نحن ضد الإقليميات وتنمية الأردن على أساس إقليمي .



الإصلاح خطوة هامة .. الحكومة هامة بدأت بالإصلاح المالي وليس هناك عودة عنه، وستكون الموازنة معتمدة على ذاتها اعتماد ذاتي، النقطة الثانية في الإصلاح هي الإصلاح الاقتصادي حيث عملنا على الخروج من الدعم إذ لا يمكن للاقتصاد ان ينمو مع وجود الدعم لأنه يرهق الموازنة ويشجع الفساد ويسبب اختلالات مالية ونقدية، لذلك قمنا بخطة ممتازة لتحرير الطاقة وفتح الأردن كسوق تتنامى به محطات الطاقة.



وهذه القرارات غير شعبية لكنها في مصلحة الوطن لكي نبني مستقبله ولا يمكن ذلك الابسياسات نقدية قوية ونجحنا بجدارة وقمنا أيضا بإصلاحات سياسية حيث فتحنا باب الديمقراطية ولم نتدخل بالإعلام والصحف.



حاربنا البطالة بالعمل على الأرض وليس من خلال الشعارات





يرى البعض ان هذه الحكومة كانت بالون اختبار للعديد من القضايا مثل التشكيلة الجغرافية وتمرير بعض القرارات غير الشعبية ما تعليقك على ذلك؟

قامت حكومتي بحراك سياسي غير مسبوق استمرت 3 شهور وهي تحاور الكتل البرلمانية وتناقشها وكان هناك معارضة شديدة وفي الختام اضطررت للتعديل ولبس كما يقال رضخت أنما هذه مشاركة بين السلطة التنفيذية والتشريعية وهي ليست عملية شد حبل او تكسير عظم، خرجت من هذا الحوار مطمئن البال وقمت بالتعديل لان السلطتين – التشريعية والتنفيذية- في خندق واحد لخدمة الوطن والنظام .



ولابد من الوفاق حتى يصل الأردن للهدف المنشود لذلك قمت بالنقاش مع الأحزاب وحددت خارطة الطريق لهذه الحكومة في بيان تقدمت به الى البرلمان بعد التعديل تطرقت لكل القضايا الزراعة والتعليم ... وغيرها من المواضيع .

في الحقيقة هذا الحراك السياسي كان له ايجابيات تعلمت الكثير منه قمت أيضا بالحوار مع الأعيان وأدى ذلك بالنهاية الى اخذ الثقة البرلمانية.



عندما شكلت الحكومة كان هدفنا الإصلاح لكني أغفلت كيف اربح الجولة السياسية لم أفكر إلا بأشخاص يعملوا على الإصلاح ولم أفكر إلا بالكفاءات فريقي كان فريق متعلم ومؤهل لحمل الارداة الملكية كان هدفي خلق فريق سياسي تكنوقراطي لكني واجهت انتقادات تحت القبة بأن الحكومة لا تمثل الأردن جغرافيا .







من التحديات التي واجهتها الحكومة ارتفاع أسعار النفط وهذا كان سيؤدي لكارثة مالية، لجأنا لاتخاذ قرارات غير شعبية برف المشتقات النفطية لكن رافقها حزمة من الإجراءات الاجتماعية لمواكبة هذا الرفع مثل زيادة الرواتب، كما وزعنا الكثير من المساعدات الغذائية، ورفعنا سقف صندوق المعونة الوطنية ل62 مليون دينار حيث كلفة هذه الإجراءات الحكومة 150 مليون دينار.



لم نهمل الفقير كما يقال لجأنا لمعالجة البطالة توجهنا للمؤسسات الاستثمارية ووضعنا قاعدة بيانات وجدنا ان عدد العاطلين عن العمل في الأردن 180 ألف شخص بينما العمالة الوافدة 400 ألف وعدد البؤر الفقيرة 20، بدأنا بخطة للقضاء على البطالة عملنا على مخرجات التعليم قمنا بتقديم الدورات التدريبية للخريجين بالتخصصات المطلوبة، قمنا بالتعاون مع وزارة العمل بوضع خطة عمل مع الشركات الاستثمارية لمعرفة حجم العمالة التي يحتاجونها، سلكنا الأسلوب الحقيقي للقضاء على البطالة من خلال معالجة الواقع المرير على الأرض وليس بالشعارات،حيث قمنا مع وزارة التخطيط بنشر المشروعات الصغيرة والمتوسطة للرجل والمرأة ووضعنا خطة زراعية من خلال تشجيع حفر الآبار وتربية الثروة الحيوانية.





اتُهمت الحكومة بالتقصير في التعامل مع موضوع التفجيرات، وانتقدتك أنت شخصيا بأنك لم تزر مواقع الانفجار مباشرة عقب الحادثة؟.

الحكومة قامت بالواجب هناك عمليات اكتشفت لكن لم نبلغ عنها لأسباب أمنية وكان من الصعب إيقاف العملية الأخيرة لأنه من الصعب منع شخص يريد تفجير نفسه في حفلة عرس، وهنا يقع دور كبير على عاتق الوعاظ وعلى المساجد في محاربة الفكر التكفيري، كان الشخص في البداية يخلط بين الفكر التكفيري والمقاومة الشرعية لكن بعد التفجيرات كان هناك تغيير في مفهوم أهلنا في الأردن للمقاومة والإرهاب، حيث بداء المواطن ينظر بموضوعية لما هو إرهاب أو مقاومة.





عندما سمعت خبر الانفجار الأول في فندق الراديسون ساس كنت في البيت ركبت سياراتي على الفور وفي الطريق جاء خبر الانفجار في فندق حياة عمان وبحكم قرب فندق حياة عمان من بيتي توجهت إليه في البداية بعدها اتجهت للراديسون ساس وفي الطريق اتصل نائب الملك الأمير وطلبني لاجتماع عاجل في مديرية الأمن العام وقمنا بإدارة العمليات من هناك بعدها قمت بزيارة المستشفيات واطلعت على الوضع.





كنت جادا برفع حرية الإعلام كيف تقيم تجاوب الإعلام معك؟

تركت الإعلام يأخذ حريته دون إشراف وإرشاد هناك غياب لوزارة ولم تنضج تجربة بديلة بحيث تستطيع الحكومة مخاطبة الإعلام، في حكومتي حاولنا ان نجد اتصال مع الإعلام من خلال الناطق الرسمي باسم الحكومة الذي كان في بعض الأحيان يعقد مؤتمر يومي، قمنا بواجبنا لكن بعض الإعلاميين لهم موقف سلبي من الحكومة وفي يوم من الأيام سيعرفون ان موقفهم هو السلبي من الحكومة.



الكثير من الصحفيين الذين هاجموا الحكومة لكن تعاملت معهم كصديق لأني أؤمن بحرية الكلمة، ولم اسمح للحكومة بالتدخل بالسلطة الرابعة مع أنها تخطيء أحيانا، وباعتقادي ان الصحافة ستستقر وتتحسن وبذلك نؤمن فصل بين السلطات الأربعة ( التشريعية والتنفيذية والقضائية والصحافة)، والصحافة تشكل سلطة الكلمة المرئية والمسموعة والمكتوبة من إيماني هذا فتحت الباب أمام التراخيص فرخصت الإذاعات والصحف لم نحجب أي ترخيص وكنا فقط نتأكد من الخلفية الجنائية لطالب الترخيص ولم نلتفت الى خلفيته السياسية لان ذلك مهم في بناء الديمقراطية.





أنت أول رئيس عربي يزور العراق كيف تقيم العلاقات الأردنية العراقية؟



في الواقع نص كتاب التكليف السامي لحكومتي على تحسين العلاقات مع الدول العربية ذهبت الى سوريا وقابلت الرئيس بشار الأسد وكان هناك سحابة صيف وانتهت في العلاقات السورية، بعدها ذهبت الى لبنان وقمنا بإلغاء التأشيرة بين البلدين ووقعنا العديد من الاتفاقيات، ثم ذهبت الى العراق بسبب شعورنا ان العراق يعيش بعزلة عن محيطه العربي ورأينا من الضروري إعادته الى الحظيرة العربية ونجحنا في تحقيق هدفنا ودعمنا تعزيز الديمقراطية في العراق وان يكونوا العراقيين ممثلين تمثيل كامل ونجحنا في ذلك،كما قمنا بدعوة الجعفري لزيارة عمان وقدم على رأس وفد ووقعنا معه العديد من الاتفاقيات ، كما وسعنا ميناء العقبة لخدمة العراق ونجحنا بفك عزلة العراق من خلال الزيارات المسؤولين العرب للعراق.



معروف البخيت شخص مؤهل لقيادة وتنفيذ الإرادة الملكية





في المرحلة المقبلة من الحكومة القادمة برأيك هل ستستطيع الحكومة المواءمة بين الملف الأمني ومخرجات الأجندة الوطنية التي تهدف للإصلاح السياسي والديمقراطية؟

معروف البخيت شخص مؤهل لقيادة وتنفيذ الإرادة الملكية ولا جدل في ذلك فهو شخص أكاديمي وكاتب سياسي ويتصف بالهدوء واتخاذ القرار البعيد عن الضجيج كما ان خلفيته العسكرية تشكل إضافة نوعية لمسيرته لذلك أنا مطمئن ان هذا الرجل سيستمر بالتوجهات الإصلاحية وتنفيذ توصيات مخرجات الأجندة والأقاليم، وسيوازن بين الأمن ومخرجات الأجندة الوطنية والإصلاحات المختلفة



نحن بحاجة لتكوين "حزب الدولة" لان هناك فراغ سياسي في الأردن



هل تفكر بالعودة للعمل الأكاديمي؟ وهل تستمتع أكثر بالعمل السياسي أم الأكاديمي أكثر؟



النشاط الأكاديمي ممتع أكثر لأنك تتعاملين مع شريحة معينة تفكر في نفس الطريقة وليس هناك لعبة سياسية في الحرم الجامعي وهناك غياب كامل للمراوغة السياسية، وفي الحقل السياسي تختلف الأمور فلابد من الأخذ بثقافة المجتمع ومناحي حياته التي هي أوسع بكثير من المجتمع الجامعي فاللعبة السياسية وقيادة الفريق الوزاري له خصائص معينة لكن هذا لايعني ان الأكاديمي لايستطيع القيام بالعمل السياسي لأننا نحن من يدرس السياسة والاقتصاد، أما بالنسبة لي سأعود للكتاب والعمل الفكري والأكاديمي ولا أريد ان أخوض عمل سياسي معين لان في المرحلة الحالية لدي الكثير من الأمور في الحقول الثقافية.



في النهاية نحن في الأردن بحاجة لتكوين "حزب الدولة" لان هناك فراغ سياسي في الأردن على الساحة الحزبية التي يبرز فيها حزب واحد منظم هو حزب جبهة العمل الإسلامي، لذلك لابد من تنمية التعددية .




أضف تعليقك