رئيس الجامعة الأردنية : لن تكون جامعاتنا منابرا للأحزاب

رئيس الجامعة الأردنية : لن تكون جامعاتنا منابرا للأحزاب
الرابط المختصر

واجهت انتخابات مجلس طلبة الجامعة الأردنية التي ستجري في الثامن عشر من الشهر الجاري انتقادات واسعة كان أخرها مقاطعة التيار الإسلامي للانتخابات كونها تجري على التعليمات القديمة " انتخاب النصف وتعيين النصف الأخر".

وفي حلقة حوارية عقدها راديو عمان نت شملت أطراف المعادلة الطلاب ورئيس الجامعة الأردنية و وزير التنمية السياسية، أكد رئيس الجامعة د. عبد الرحيم الحنيطي " هذا المجلس عبارة عن برلمان طلابي تم وضع التعليمات له لتراعي المشاركة الواسعة لجميع فئات الطلبة بجميع أطيافهم وتخصصاتهم وابدعاتهم، وفي كثير من الأحيان عندما يكون الانتخاب لا يتم تمثيل كل الطلاب وخصوصا المبدعين والمتفوقين، وعن طريق الاختيار تستطيع ان تصل لهؤلاء و تفعلهم ليساهموا في ابدعاتهم لخدمة باقي الطلبة".

وعن أهمية اختيار نصف أعضاء المجلس يطرح الحنيطي مثالا ويقول "   يوجد في الجامعة الأردنية قرابة 4 آلاف طالب مغترب، مما يساوي عشر الطلبة في الجامعة، أليس لهم الحق ان يكون لهم صوت يمثلهم في الجامعة؟ خصوصا ان لا فرصه لهم للفوز عن طريق الانتخابات، إذا كيف نسمع صوتهم، والأمر ينطبق أيضا على الطالبات اللواتي يشكلن 65% من طلاب الجامعة الأردنية ولهن احتياجات يجب طرحها في مجلس الطلبة خصوصا إنهن لا يترشحن للانتخابات". 
 
ويتابع الحنيطي " نحن لا نلغي عملية الانتخاب فهناك 40 طالبا يتم انتخابهم، لكن اعتمدنا الاختيار أيضا لان جميع فئات الطلبة يجب ان يسمع صوتهم، وهذه نظم مستعملة في كل العالم ومطبقه في الجامعة ومقيمة وهذا لا يتنافى مع الديمقراطية".
 
 
ويرى وزير التنمية السياسية د. صبري ربيحات  ان الأمر المهم في هذه الانتخابات ان تمثل كل الطلبة تمثيلا عادلا ويقول " علينا الاستفادة من النظام الموجود من اجل رفع سوية التعليم ومناقشة قضايا الطلبة وإقامة بيئة جامعية أكثر راحة".
 
ويؤكد ربيحات ان دور الجامعة في العمل السياسي اليوم يختلف عن دورها في فترة الخمسينات لأنه في السابق كانت هناك حركات تحررية وكانت الجامعات تلعب دور طلائعي، أما الآن ينبغي التركيز على بناء و تنظيم المجتمع حتى تدلل العناوين على المحتوى بمعنى ان الطالب في الجامعة الممثل للطلبة يجب ان لا ينسى انه يمثل طلبة، أما إذا كان لديه فائض طاقة حزبية فليستثمرها في الأحزاب الأردنية المرخصة".
 
 الطلبة بدورهم انتقدوا نظام الانتخابات بالجامعة الأردنية واعتبروه يكرس العشائرية والطائفية ويقول خالد طالب في الجامعة الاردنية "قضية تهميش المبدعين  ليست من مهمة مجلس الطلبة هذه من قضية الأندية الطلابية التي تهمشها إدارة الجامعة، وعلى مجلس الطلبة تمثيل كافة الطلبة وكافة الشرائح فيه والدفاع عن حقوق الطلبة ومناقشة قضاياهم ومناصرتها وإبراز الوجه الديمقراطي لعملية الانتخاب ، كم ان قيادات الوطن هم من خريجي الجامعات ما هي الأجيال التي سنخرجها من الجامعة ونحن نرسخ مبدأ التعيين ماذا أتوقع من مجلس نواب مستقبلي وهو يعتمد مبدأ التعيين هناك أجيال تخرج من الجامعة وليس لديها حقيقة التمثيل الديمقراطي إذا كيف نطالب بتنمية سياسية في الوقت الذي يكرس فيه هذه النظام العشائرية والعنصرية لان المرشحين يشكلون قوائم طائفية"
 
و في هذا الخصوص يقول الحنيطي ان مهمة الجامعة هي بناء شخصية الطالب الأكاديمية  ومن هنا تأتي الرغبة بالمشاركة الأوسع للطلبة في هذه المنابر نحن لا نريد لجامعاتنا ان تصبح منابر للأحزاب وهذا يخرج عن إطار التعليم الأكاديمي مما قد يضر بالعملية التعليمية والخدمات المقدمة للطالب، ولا نريد ان نجعل فئة معينة تسيطر على الجسم الطلابي نتيجة توجهات خاصة بهم ومن هنا تأتي عملية الاختيار وتوزيعهم بحيث تتجنب العشائرية والحزبية ونحن بالجامعة لسنا مهتمين ببقاء فئة معينة على حساب تنمية باقي الطلاب، أما بالنسبة لأندية فالجامعة يوجد بها 22 نادي طلابي ينخرط بها 20 ألف طالب يتم انتخابهم كاملا  وفق نواد متخصصة مثل نوادي في " الحوار والثقافة والانترنت والأدب والعلوم..." وجميع هذه النوادي فاعلة وتقوم بدورها بتجميع الطلبة ضمن هوياتهم ونشاطاتهم وهي ليست مهمشة أبدا".
 
أما عن الأسس التي يتم اختيار نصف أعضاء المجلس بناءا عليها يوضح د. الحنيطي  " الأسس واضحة لمن يتم اختيارهم ومنها ان لا يقل معدلة التراكمي عن 2 وان يكون مختار من قبل عمداء الكليات وان يكون ذو مساهمات وإبداعات واضحة في مجال الخدمة التي سيقدمها، إذا اجتمعت هذه الشروط يطلب من كل عميد ان يرشح عشر أسماء في تخصصات مختلفة ويبين مبررات اختيارهم".
 
 ويرى رائد عبد الكريم طالب ماجستير في الجامعة الاردنية ان "هنالك ظلم كبير يتعرض له طلاب الجامعة داخل الحرم الجامعي وخصوصا فيما يتعلق بالتغول الأمني ، كما ان الأسس التي الموضوعة لانتخاب مجلس الجامعة غير عادلة، ما هي الأسس التي تقول ان رئيس الجامعة يختار من يراه مناسبا ويفصل من لا يراه مناسبا من مجلس الطلبة دون إبداء السبب، فهل هذا يتناسب مع الديمقراطية! كما يوجد ضغوط على الطلاب قبل الانتخابات من قبل جهات أمنية تقوم بتهديدهم، ناهيك عن تدخل الأمن الجامعي في شؤون الطلاب إذا ان رجل الأمن الجامعي مصدق ويستطيع التسبب في فصل أي طالب من الجامعة إذا اشتكى عليه".
 
وحول وجود تغول امني داخل الجامعة الأردنية،  يرد رئيس الجامعة "  أنا مستغرب جدا من وجود صورة سوداوية حول ما يدور في الجامعة من ما وصف بالتغول الأمني، فلا وجود لجهات أمنية خارجية داخل الجامعة لأنه يتنافى مع قوانينها، فالجامعة تملك نظام تأديبي معروف والطالب الذي وجه له إنذار أو عقوبة بدون حق باستطاعته اللجوء للقضاء من خلال لجان يكون فيها أعضاء هيئة تدريس ومجلس تأديبي، أما بالنسبة لرجال امن الجامعة يقومون فقط بواجباتهم المتعلقة بالمخالفات الطلابية مثل المحافظة على الأمن والنظام".   
 
و اشتكى عدد من الطلاب من ارتفاع رسوم المواصلات، وتصوير الوثائق، وأسعار المواد الغذائية التي تنتجها مطاعم الجامعة، مع عدم نظافة وصلاحية بعض مرافق الجامعة مثل الحمامات والأبنية.
 
وفي هذا الخصوص يقول الدكتور الحنيطي "  لم تقم مطاعم الجامعة برفع أسعارها واكبر دليل ان ساندوش والفلافل بقي سعرها 15 قرشا، اما مطاعم الجامعة المملوكة لغير الجامعة يتحكم بها سعر السوق، أما بالنسبة للحمامات والمرافق الصحية هناك جهد مكثف جدا في صيانة حمامات الجامعة خصوصا ان أبنية الجامعة قديمة جدا وتحتاج الى صيانة بشكل دائم، اما المواصلات ليس للجامعة دور في هذا الموضوع لأنه محدد من قبل جهات مختصة، والجامعة لم تقم برفع أي رسوم دراسية أو خدماتية".
 
وتنص المادة العاشرة من الأسس الداخلية لإجراء انتخابات مجلس طلبة الجامعة الأردنية على أن ''رئيس الجامعة يقرر التعديلات التي يراها مناسبة على هذه الأسس''، وتنص كذلك الفقرة (ب) من المادة السادسة من تعليمات مجلس طلبة الجامعة الأردنية على أنه ''يصدر رئيس الجامعة سنوياً الأسس الداخلية الخاصة بإجراء الانتخابات والتعيين''، إلا أن لرئيس الوزراء الحق في ''إصدار نظام'' لإلغاء مبدأ التعيين في مجلس الجامعة الأردنية، ويعتبر النظام أعلى من التعليمات في السلم القانوني.
 
 

أضف تعليقك