دراسة: 100 ألف فتاة عانس فوق الثلاثين
خلصت دراسة علمية إلى ارتفاع نسبة العنوسة في العالم العربي وتزايدها نتيجة للتغيرات الاقتصادية والاجتماعية التي حدثت في المجتمع العربي، التغيرات التي أدت بدورها إلى ارتفاع مستوى المعيشة وتدني دخل الفرد، وتزايد الأعباء على الشباب العربي وانتشار البطالة بين صفوفهم.
أما في الأردن فأوضحت الدراسة التي أعدها أستاذ علم الاجتماع د.إسماعيل الزيود وعنوانها "واقع العنوسة في العالم العربي"، أن عدد الفتيات اللواتي تجاوزن الثلاثين عاما في الأردن تجاوز مئة ألف فتاة حتى نهاية عام 2007 وأن متوسط سن الزواج في الأردن يصل إلى30 سنة للذكور و29 سنة للإناث.
كما أشارت إلى ارتفاع عتبة سن الزواج وانخفاض عقود الزواج من عشرة لكل ألف مواطن عام 1997 إلى 8 لكل ألف عام 2006 فيما بينت الدراسة ارتفاع نسبة العزاب من 38% من الذكور عام 1997 إلى 49% عام 2006، فيما ارتفع معدل النساء خارج مؤسسة الزواج من 25% إلى 40% خلال الفترة نفسها.
وأوضحت الدراسة أن عددا كبيرا من الجهات المختصة في الأردن عقدت العديد من الندوات واللقاءات من أجل بيان حجم الظاهرة، حيث تطوعت بعض الجمعيات من أجل عمل تيسير للزواج وتوعية الناس حول مفاهيم وقيم الزواج، وقد طرحت حلاً لمعالجة هذه الظاهرة وذلك بإجرائها حفلات زفاف جماعية، لأن من بين أسباب العنوسة في الأردن صعوبة الظروف الاقتصادية.
وكانت دائرة الاحصاءات العامة نشرت أواخر العام 2008 أظهرت أن نسبة العنوسة فـي الأردن بين الفتيات تسير إلى ارتفاع، إذ كشفت أن نسبة الإناث اللواتي لم يسبق لهن الزواج خلال العام 2008 من سن 35 فما فوق بلغت 8ر7 بالمئة، ووفق أرقام الإحصاءات العامة فقد كانت هذه النسبة 3ر9 % من عدد الإناث في العام 1995 وارتفعت إلى5ر4 % في العام 2000 .وتعد دائرة الإحصاءات أن سن العنوسة هو 35 فما فوق باعتبار أن معدل سن الزواج الأول للفتيات في العام 2007 كان 3ر26عاما.
أما في المجال العربي فقد أشارت دراسة الزيود الحديثة إلى أن 50% من الشباب السوري أعزب و60% من الفتيات السوريات عازبات، أما مصر فيبلغ عدد العازبات في مصر 5ر6 مليون، ممن تجاوزت أعمارهن 35 عاما وثلث سكان الجزائر عازبات وعزاب ممن بلغوا سن الزواج وتجاوزوها، وفي الأردن بلغت 49% وفي العراق 85 % ممن بلغن سنة الزواج وتجاوزن عمر 35 سنة بسبب ظروف الحرب.
وفي دول الخليج، أشارت الدراسة إلى أن نسبة العازبات في البحرين تصل إلى أكثر من 20% وفي الكويت 30%، وأن 35% من الفتيات في كل من الكويت وقطر والبحرين والإمارات بلغن مرحلة العنوسة وانخفضت هذه النسبة في كل من السعودية واليمن وليبيا لتصل 30%، بينما بلغت 20بالمئة في كل من السودان والصومال و10بالمئة في كل من سلطنة عمان والمغرب، وكانت في أدنى مستوياتها في فلسطين حيث مثلت بنسبة1 بالمئة وأعلى نسبة تحققت في العراق إذ وصلت إلى 85 بالمئة.
وانتهت الدراسة إلى توصيات كان أهمها ضرورة نشر الوعي بحجم مشكلة تأخر سن الزواج في المجتمع وتخفيض المهور والضغوطات والأعباء المادية وأن يغير الشباب والفتيات من شروط شريك الحياة، كما أوصت بأهمية نشر الوعي الديني وتهيئة حملة توعية للشباب بضرورة الزواج ووضع حد للزواج من الأجنبيات وتيسير أمور الزواج وتشجيع الأهل للشاب على الزواج.
وطالبت الدراسة بوضع برامج واستراتيجيات لحل مشكلتي الفقر والبطالة وانتشارهما في الوطن العربي وتزايد نسب العاطلين عن العمل.