تبادلت وزارة البيئة ومنظمة الصحة العالمية رسالتي تفاهم وإيذان بإطلاق مشروع دراسة الآثار الصحية والبيئية والاقتصادية الناتجة عن استخدام البنزين المحتوي على الرصاص في الأردن والذي يتم تنفيذ المرحلة الأولى منه بدعم من منظمة الصحة العالمية – المركز الإقليمي لأنشطة صحة البيئة. وألقى مدير المركز الإقليمي لأنشطة صحة البيئة – منظمة الصحة العالمية د. محمد ذو الفقار علي خان، ووزير البيئة المهندس خالد الإيراني كلمة الافتتاح، تحدثا فيها حول المشروع وبأن تنفيذه يأتي ضمن إطار دعم وتنسيق التوجه الحكومي لتطوير استراتيجية وخطة عمل وطنية من أجل أردن خالي من الرصاص في العام 2008 حيث تهدف الدراسة الى بيان مدى تأثير الرصاص على البيئة والصحة والتكلفة الفعلية لاستخدامه.



وتنص الرسالتين على أن تقوم منظمة الصحة العالمية- المركز الإقليمي لأنشطة صحة البيئة بتقديم تمويل مبدئي للجزء الأول من الدراسة مقداره (11,40 دولار) لتغطية تكاليف دراسة مدى التعرض للرصاص المتواجد في البنزين المحتوي على الرصاص وتقييم العبء المرضي، ثم ترجمته الى آثار اقتصادية على شكل منافع اقتصادية من خلال تحسين مستوى الذكاء عند الأطفال وتقليل الإصابة بالأمراض الأخرى المرتبطة بزيادة تركيز الرصاص في الهواء وتقديم الدعم الفني لوزارة البيئة وفريق البحث الذي سيقوم بإجراء الدراسة.



وتنص أيضا على أن تقوم وزارة البيئة بالعمل على توفير الدعم للقيام بالجزء الثاني من الدراسة، واختيار فريق من الخبراء بالتعاون مع وزارة الصحة بالتشاور مع منظمة الصحة العالمية لتوقيع اتفاقية مع المنظمة واجراء الدراسة، بالإضافة الى الإشراف على الدراسة والتنسيق مع كافة الجهات المعنية لضمان التنفيذ الفعال للمشروع.



وقال وزير البيئة د. خالد الإيراني لـ "عمان نت" إن المشروع مسألة وطنية وهامة "فنحن نتكلم عن صحة وبيئة وخسارة في الفاتورة الصحية للفرد، فالعالم كله بدأ يتجه الى استخدام بنزين خال من الرصاص، ولهذا جاءت هذه الدراسة وهذا المشروع عن طريق تحويل هذه الخسارة البيئية الى أرقام لكي يكون وثيقة لوضع سياسة جديدة توضع أمام الحكومة صانعة القرار".



وعن الخطوات التي ستتبع في هذا المشروع قال الإيراني "أولا مراجعة وتقييم الخسارة البيئية والصحية نتيجة استخدام الرصاص في البنزين، ووضع وثيقة بأرقام تحول هذه الخسارة الى اقتصاد ومقترح وثيقة سياسة عامة في هذا الموضوع أمام صانعي القرار".



وتابع أن الدراسة ستعرض عند انتهاءها أمام مجلس الوزراء للتأكيد على القرارات التي ستتخذ فيه لتحويل الأردن الى استخدام بنزين خالي من الرصاص، وديزل خالي من الكبريت، على الاقل بنسب أقل مما تستخدم الآن.



وأضاف "وضعت الوزارة منذ انشائها أولويات لمعالجة البؤر البيئية الساخنة، أهمها الزرقاء لأن فيها أكثر من 80% من المصانع. وموضوع البنزين لأن قطاع النقل من أكبر القطاعات الملوثة بعد القطاع الصناعي. لذا تأتي هذه الدراسة تأكيد واستمرار لخطة العمل التي وضعتها الوزارة. وبالتالي تكتمل الحلقة من الدراسات وحملات التوعية وأجهزة الرقابة بالتعاون مع أجهزة الامن العام، فهذه الدراسة تأتي مكملة لخطة عمل الوزارة".



واستعرض المستشار الإقليمي للمركز الإقليمي لأنشطة صحة البيئة في منظمة الصحة العالمية حامد باكير الآثار الصحية الناتجة عن استخدام الوقود المحتوي على الرصاص، ذاكرا المناطق الرئيسية التي تستخدمه في العالم.



ولخص رئيس فريق البحث د. عامر جبارين الهدف الرئيس من المشروع وطريقة تنفيذه والنتاجات المتوقعة منه.



المساهمة في تطوير سياسة وخطة عمل وطنية للتخلص من استخدام الوقود المحتوي على الرصاص في الأردن هو هدف الدراسة العام، إذ ستوفر الدراسة لصانعي القرار معلومات عن الآثار الصحية والبيئية الناتجة عن استخدام الوقود المحتوي على الرصاص، مترجمة الى قيمة اقتصادية تظهر فوائد وعوائد الاستثمار في التحول الى البنزين الخالي من الرصاص.