دراسة:محدودية تأثير الدعاية الاسرائيلية على الاعلام الاردني

الرابط المختصر

اظهرت دراسة اكاديمية محدودية تاثير الدعاية الاسرائيلية على الاعلام الاردني بسبب قوة تاثير المرجعية السياسية لدى الصحفيين الاردنيين، ووعيهم للمخططات الاسرائيلية تجاه الاردن، والتزامهم باجندة الدولة الاردنية التي تعتبر القضية الفلسطينية قضية جوهرية. وجاء في الدراسة التي اعدها الباحث ايمن الحنيطي من وكالة الانباء الاردنية، تحت عنوان ( الدعاية الاسرائيلية وتاثيرها على الاعلام الاردني : تغطية مؤتمر "الوطن البديل" نموذجا ) ان الصحافة الاردنية بشكل عام تظهر وعيا كبيرا بالتعامل مع الدعاية الاعلامية الاسرائيلية ومخططاتها تجاه الاردن، وذلك من خلال المعالجة التحريرية السليمة للمصطلحات المضللة التي تستخدمها هذه الدعاية.

والدراسة التي جاءت كمتطلب لنيل درجة الماجستير بالصحافة والاعلام الحديث من معهد الاعلام الاردني/ الجامعة الاردنية، اعتمدت منهجية دراسة الحالة في البحث العلمي، بحيث جرى اختيار تغطية الصحف الاردنية، والمواقع الالكترونية لاخبار المؤتمر الذي عقده عضو الكنيست الاسرائيلي اليميني المتطرف اريه الداد تحت عنوان "الاردن هو فلسطين" في شهر كانون الاول الماضي، وجرى جمع المواد الصحفية المتعلقة به، واجراء مقابلات مع اكاديميين واعلاميين ودبلوماسيين وسياسيين، لدراسة الحالة من مختلف جوانبها والتعرف عن كثب على كيفية تعاطي الاعلام الاردني مع هذه الحالة ومعالجتها.

واختار الباحث عينة غير عشوائية منتظمة تمثلت برصد نشرة وكالة الانباء الاردنية (بترا)، وتمحيص اعداد اربع صحف رئيسية هي الاقدم والاوسع انتشارا ( الراي، الدستور ، العرب اليوم، والغد )، خلال الاسبوع الذي عقد فيه ما سمي بمؤتمر " الاردن هو فلسطين" من تاريخ 3 – 9 كانون الاول 2010، بالاضافة الى ما نشرته المواقع الالكترونية عن المؤتمر .

وعند التحليل الكمي والنوعي للمواد التي تناولتها الصحافة الاردنية عن المؤتمر المذكور تبين في الدراسة ان صحيفة "الغد" وموقع "عمون" الالكتروني هما اكثر وسائل الاعلام التي تناولت الحديث عن المؤتمر ونبهت لخطورته، مع الاخذ بعين الاعتبار التعامل المهني مع المصطلحات التحريضية التي افرزتها مادة مؤتمر " الوطن البديل" .

وتبين من خلال عملية تحليل سياق المواد المنشورة، ان هناك حرصا شديدا من جانب طواقم التحرير في وسائل الاعلام الاردنية، في التعامل مع مصطلحات الدعاية الاسرائيلية، فقد كانت تنقل نفس المصطلحات المستخدمة بالصحافة الاسرائيلية، لكن مع مراعاة استخدام علامات التنصيص ( " " ) كثيرا ، كلما ورد ذكر عبارات مثل " الوطن البديل " و" الخيار الاردني " و" الاردن هو فلسطين " وما شابه، خصوصا عند كتابة العنوان، وهي علامة لها دلالاتها الخاصة في التحرير الصحفي عند التعامل مع حالة الخبر الاسرائيلي، وهي هنا تعطي اشارة الى ان هذا المصطلح مضلل .

وبينت الدراسة ان مؤتمر المتطرف الداد، حظي بتغطية بالصحافة الاردنية من خلال 15 مادة صحفية نشرت معظمها خلال اسبوع، وتنوعت بين الخبر والتقرير والمقال، وكانت المقالات الاكثر حضورا بواقع سبع مقالات، تلتها الاخبار بواقع ستة اخبار، وتقريرين، بالاضافة الى ما نقلته المواقع الالكترونية التي يزيد عددها عن 110 مواقع من هذه المواد باسلوب " القص واللصق " .

واحتلت صحيفة الغد المرتبة الاولى من ناحية حجم التغطية، حيث تناولت المؤتمر من خلال ست مواد بواقع ( خبر، وتقريرين، وثلاث مقالات)، تلتها صحيفة العرب اليوم بنشر ( خبر، ومقالتين )، ثم صحيفة الدستور في ( خبر، ومقالة) ، في حين نشرت صحيفة الرأي خبرا واحدا متضمنا ادانة الحكومة للمؤتمر، وهو الخبر الوحيد الذي بثته وكالة الانباء الاردنية الرسمية .

وكان لموقع عمون الاخباري، حضور واضح في التعامل مع ما سمي بـ" مؤتمر الاردن هو فلسطين " حيث كان اول مصدر ينقل خبر الاعلان عنه ( بتاريخ 8 تشرين الثاني 2010 )، ونقل عن موقع عرب 48 تفاصيل المؤتمر مترجمة عن صحيفة هارتس الاسرائيلية ( بتاريخ 5 كانون الاول 2010 )، ونشر مقالة خاصة حول المؤتمر لاحد كتابه، بالاضافة الى نقل الموقع لجميع مقالات الكتاب الاردنيين الذين تناولوا الحديث عن المؤتمر في الصحف الاردنية.

واظهرت الدراسة ان السياسيين والدبلوماسيين الاردنيين بامكانهم ان يلعبوا دورا بارزا في الحد من تاثير الدعاية الاسرائيلية على الاعلام الاردني، وذلك عن طريق استخدام عبارات معينة خلال تصريحاتهم للصحافة، وتوصيفهم لمصطلحات الدعاية الاسرائيلية المضللة باوصاف تظهر رفضهم لها مثل القول : " ما يسمى بالوطن البديل " او " الادعاء بان الاردن هو فلسطين " وغيرها.

وخاضت الدراسة بتفاصيل ما اصطلح على تسميته بـ" حرب المصطلحات" بين الاعلام العربي ونظيره الاسرائيلي والصلة الوثيقة بين اللغة والايديولوجيا، والاجندات التي تحملها مصطلحات الدعاية الاسرائيلية، وتحاول تصديرها للمجتمعات العربية.

واشتملت الدراسة على قائمة ارشادية اعدها الباحث تحتوي على (65) مصطلحا ومسمى، هي الاكثر استخداما في الة الدعاية الاعلامية الاسرائيلية، باللغات العربية والعبرية والانجليزية، وما يقابلها من المصطلحات التي يستحسن استخدامها في غرف التحرير لوسائل الاعلام العربية، ومن جانب السياسيين والدبلوماسيين بالشكل الذي يخدم القضايا العربية.

أضف تعليقك