دبلوماسية امتصاص الأزمات هل تخدم الأردن

دبلوماسية امتصاص الأزمات هل تخدم الأردن
الرابط المختصر

دعا وزير الخارجية الأردني عبد الإله الخطيب الصحفيين أن لا ينجروا نحو التركيز على جنسية خالد مشعل زعيم حركة حماس، "هناك الأهم فيما تشهده حركة حماس، فخالد مشعل يعبر عن الملايين من الشعب الفلسطيني، لا يجوز أن نختزل الموضوع على الجنسية".وأكد الوزير في أول ظهور إعلامي له أمام الصحافة الأردنية في لقاء نظمه مركز حماية وحرية الصحفيين أمس الأربعاء أن العلاقة الأردنية السورية "طيبة" وهي علاقة صداقة وقال: "سوريا بحاجة إلى مزيد من الدعم خصوصا وأن المستقبل السوري سيواجه أزمة والأردن غير معني بحدوث أزمة".

اللقاء والذي أكد منظموه بأنه لقاءً وليس مؤتمرا صحفيا؛ خرج عن دبلوماسيته حينما أحتد النقاش بين الصحفيين بسام بدارين وعبد الله أبو رمان حول تأثير حركة حماس على المشهد الحزبي الأردني وما حملته الانتخابات الإخوانية مؤخرا، إضافة إلى تسييس المكتب الإداري في مخيم البقعة واتهامه بالعمل مباشرة باسم حركة حماس.

الوزير الخطيب استدرك الموقف بالقول "لن نسمح بتنظيم فلسطيني بالعمل داخل الساحة الأردنية". وعن تحديد العلاقة الأردنية الفلسطينية ومواقف أطراف باتت تنادي بشكل علني بضرورة إعادة الارتباط بين الضفتين الشرقية والغربية كان للوزير موقف تمثل "برغبة الأردن بعدم إبعاد الفلسطيني عن هدفه المتمثل بحقه بإقامة دولته ومن حقه أن يكون مستقلا والأردن على الدوام مساند له، والارتباط ليس خيارا نحو متانة العلاقة لقد آن الأوان للشعب الفلسطيني بأن يكون له الكيان، وهو معروف عالميا".

الأردن على الدوام كان مستهدفا، وأحداث العقبة العام الماضي وتفجيرات الفنادق والعمليات التي أحبطت مؤخرا، كانت تحاول أن تزعزع أمن الأردن وتابع الوزير "ولم تثن من يحاولون مس أمن الأردن من الإعلان دوما عن استهدافهم الأردن؛ لكن الأساس في الكفاءة التي تتمتع بها أجهزة الدولة في مقاومتها تلك الأعمال".

واستنكر الوزير ما حدث مؤخرا في سجن رفح بفلسطين، معبرا عن إدانة الحكومة الأردنية ما حصل وقال: "يشكل هذا ضغطا على الشعوب وقد سمم الجيش الإسرائيلي الأجواء بالصور المروعة للسجناء، وهذا ما ألحق الأذى لعملية السلام".

وأعلن الوزير الخطيب عن احتضان الأردن في الوقت القريب مؤتمرا لقادة المذاهب العراقية لأجل الوصول إلى صيغة توافقية للحكم في العراق، مؤكدا على سعي الأردن نحو استتباب الأمن في العراق وتجلى ذلك عبر استقبال الملك عبد الله قادة سياسيين عراقيين مؤخرا لأجل التباحث حول الأوضاع في العراق وإيجاد الحلول المناسبة والتوافقية بين قادة المذاهب، وتأكيد روابط الصلة بين البلدين، كما أعلن عن زيارة للملك إلى فرنسا وذلك في إطار الجهود الأردنية نحو دفع عملية السلام في المنطقة.

كما أكد الوزير على متانة العلاقة الأردنية السعودية، "تربطنا علاقة قوية جدا مع دول الخليج وخصوصا السعودية، هذه العلاقة قوية جداً".

دبلوماسية أردنية لامتصاص الأزمات، عنوان المرحلة الحالية للسياسة الأردنية في دول الجوار والعالم، ففي الوقت الذي تتغاضى فيه عن تصريحات "غير مسؤولة" من دول، تجاوزا لتحديات المرحلة، وتغض الطرف عن أقوال تكيل التهم وتنتقد "دونما اكتراث" تذهب السياسة الخارجية نحو التهدئة والملاطفة والمبادرة، وتقوم السياسة الداخلية نحو عدم المكاشفة والتعتيم أو الضبابية في المواقف، متزامنا ذلك مع قبضة حديدية غير مسبوقة للأجهزة الأمنية نحو مناحي الحياة والتي بدأت تأخذ حيزا لدى المواطنين الأردنيين الذين ومنذ تفجيرات العام الماضي يضعون الأمن على سلم أولوياتهم وهو ما تفعله حكومتهم أيضاً.

أضف تعليقك