دار أوبرا على أنقاض السجائر

الرابط المختصر

بدأت أمانة عمان الكبرى منذ أسبوعين، بهدم مبنى "مصنع الدخان" الواقع في رأس العين واستبداله بمبنى آخر يعنى بالثقافة الفنون.ووفق أحمد الملكاوي المدير التنفيذي في أمانة عمان فإن العمل جار لبناء "دارة الملك عبدالله الثاني للثقافة والفنون" ويأتي البناء نتيجة دعم الملك عبدالله الثاني للثقافة والذي قدمه قبل عام الذي وصل إلى 10 ملايين دينار أردني، ويقول نقيب الفنانين الأردنيين، شاهر الحديد، "تم اختيار هذا الموقع كمكان في رأس العين، لإزالة ما كان في الزمان من موقع يبث السموم وانسجاما مع حراك على أعلى المستويات لدعم الثقافة والفنون".

ويضيف "نحن مع هدم هكذا مبنى، ونبارك للشعب الأردني، وسيكون له أثر إيجابي كبير".
 
موقع الدار الثقافي، كما يقول الحديد "سيساهم ببث حياة جديدة للفنان والمثقف الأردني وسيعطي مساحة جديدة له، فهذا البناء في هذا الموقع سيعطي مجالا لأبناء المنطقة من العمانيين من التطور والاهتمام في مجمل الفعاليات الثقافية".
 
"هي مناسبة جيدة لاختيار موقع يحسب على المنطقة الشرقية من العاصمة، حيث الفقر والأقل حظا"، قائلا: إن جهود الأمانة وجهات حكومية بدأت تتركز مؤخرا على المناطق الشرقية من العاصمة". والحديث للحديد.
    
ووفق التوقعات التقديرية فإن الدار سينتهي العمل منه بعد ثلاث سنوات، وعلى ما قاله أمين عمان عمر المعاني سابقا، فسيكون امتدادا لمركز الحسين الثقافي الذي يقع على مقربة منه وكذلك امتدادا لجملة مواقع تراثية عمرانية كسبيل الحريات والمدرج الروماني. وأحيل العطاء على مكتبين هندسيين معماريين "النمساوي دولجان ميسيل والبريطاني زها حديد مناصفة بالمرتبة الأولى"، والمكتب الهندسي المعماري النرويجي"سنوهيتا"بالمرتبة الثالثة.
 
وسيراعي المبنى مختلف المجالات الثقافية، ومن خلال نشاطات المؤسسات الثقافية الأخرى مثل: مركز الفنون الأدائية، أوركسترا عمّان السيمفوني، المعهد الوطني للموسيقى، وفرقة أمانة عمّان للفنون الشعبية.
 
الفنان الأردني، جميل عواد، يقول: "أن نستبدل المكان كان يصدر السموم بالثقافة والفنون والإبداع فهو بادرة إيجابية جدا".
 
يستذكر عواد.."عندما انُشأ المركز الثقافي الملكي كان بعيدا عن طبقة العامة، ولكن الأمانة عندما بدأت تتجه إلى عامة الشعب البسطاء وجدت شغفهم بكل ما هو جميل وإبداعي، لكن، المهم ان لا تكون تذاكر الدخول إلى المركز مرتفعة لأن الناس لا تملك الفتات لذلك لنسهم معهم ويكون مجانا لهم حال بدء فعالياته".
 
الكاتبة لانا مامكغ، ترى أن هذه الخطوة من شأنها إعادة إحياء قاع عمان ويكون جزء من المركز الحسين الثقافي ومقر الأمانة لأجل النهوض بتلك المنطقة الشرقية.
 
وتضيف "استبدال مكان في مكان ليس أمر عادي، وإذا ما نظرنا إلى مكان كان سموما وأدخنة ويتحول إلى دارا للثقافة والفنون فهذه خطوة في صالح العقل والروح". متمنية بمزيد من الاهتمام بمجموعة الأشجار الني تقع على مقربة من موقع المصنع.      
      
سيضم المبنى الجديد مرافق وباحات واسعة للحفلات الموسيقية وعروض الرقص والمسرح ، بالإضافة إلى عروض الأوبرا المستقبلية التي ستقدمها المجموعات المحلية ، فضلاً عن العروض الأوبرالية العالمية، كما يشمل على مسرحين سيتم دعمهما بأنظمة صوتية متطورة بتقنيات عالية ومناطق للتدريب ومرافق عامة تشمل مطعما ومقهى، الأول يتسع لـ 1600 شخص والثاني ل 40 شخصا، بالإضافة إلى توفير البرامج التعليمية والتدريبية لفئة الأطفال والشباب والكبار في مختلف التخصصات الفنية.