خيمة الرأي مساء منبر لما تمنعه الصحيفة صباحا
على كلمات الشاعر حيدر محمود التي منعت من النشر في صحيفتهم ووعود وزير العمل محمود الكفاوين بحل سريع لقضيتهم سهر معتصمو صحيفة الرأي مساء الأحد، في مواصلة لنشاطاتهم التي أطلقوها لتحويل خيمة " الإصلاح والتغيير" إلى صالون ثقافي، اجتماعي وسياسي.
إذ وعد وزير العمل ورئيس مجلس إدارة مؤسسة الضمان الاجتماعي محمود كفاوين معتصمي الصحيفة النظر بمطالبهم، وقال من خيمة اعتصام " الإصلاح والتغيير" التي زارها مساء الأحد أن الرأي ستتغير قريبا، بشكل جوهري وليس شكلي.
وطلب كفاوين من المعتصمين العمل على تشكيل لجنة للتفاوض حول المطالب، التي أكد على مشروعيتها.
وعلى مسامع الوزير هتف المعتصمين " الرأي تريد تغيير الإدارة"،" الرأي تريد تحرير التحرير"،" الرأي هي هي سقفها حرية"،" يا بخيت يا ابو حطة ريحنا من هل الورطة"،" يا بخيت يا ابو العقال ريح العمال"،"انا موظف مش هزاز بس بدي حق الكاز"،" مطالبنا شرعية أسهل من شرب المي"،" لا بنروح ولا بنام كل يوم اعتصام".
وانتقد نقيب الصحفيين السابق طارق المومني والمتحدث باسم المعتصمين إخلاء الحكومة لمسؤوليتها عن النظر بمطالب الموظفين والعاملين، الأمر الذي قال انه غير مقبول، خاصة في ظل الاتهامات التي وجهت من قبل بعض المقريين من الإدارة بحق العاملين.
أمر أعاد المعتصمين للهتاف ضد ما اتهموا به "يا وزير العمل وصفونا بالهمل" و"وينك وينك يا عدوان وصفونا بالجرذان".
الكفاوين وردا على تلك الهتافات قال :"لم اسمع أي احد وصفكم بوصف غير ايجابي ولكن اذا كان واصفكم جاهلا فلا تقلقوا".
ولفت المومني في حديثه إلى أن "مؤسسة الضمان الاجتماعي بعيدة كل البعد عما يحدث من فساد وهدر كبير في الأموال"، مؤكدا انه بضبط الإنفاق من الممكن حل كافة مشاكل الصحيفة.
وعبر عن أمله بان تتوصل الحكومة لحل سريع يلبي المطالب المشروعة للموظفين وللعاملين بعد مرور 19 يوما على الاعتصام.
وأكد المعتصمون على مواصلة الاعتصام إلى حتى تنفيذ المطالب المتمثلة بزيادة 100 دينار على الراتب الأساسي وتصحيح الاختلالات في سلم الرواتب و صندوق ادخار، والتامين الصحي.
كما واجتمع رئيس لجنة العمل النيابية النائب خالد الفناطسة والنائب جمال قموة اللذان زارا خيمة الرأي، واتفق معهم المعتصمين على أن تكون لجنة المفاوضات بين الوزارة والإدارة والموظفين بحضور لجنة العمل النيابة في مجلس النواب.
ولان ما لا تقراه على صفحات الرأي تسمعه في خيمة اعتصام الرأي، القى وزير الثقافة الأسبق الشاعر حيدر محمود في الخيمة التي استضافته قصيدة منعت من النشر في الصحيفة على خليفة الاعتصام.
وسبق إلقائه للقصيدة تأكيده على أن الاعتراض حقا مشروعا لجميع المواطنين، لافتا إلى أن الرأي ستبقى صرحا شامخا لا ينقصها شيء.
نص قصيدة حيدر محمود التي منعت من النشر وألقاها في خيمة الاعتصام:
هِيَ الرأيُ، والتَّأْنيثُ خَيْرُ صِفاتِها
وأَحْسَنُ ما فيها، وفي أَخَواتِها!
وَقَدْ يُغضِبُ التَّأْنيثُ بَعْضَ ذُكورِنا
فَيَطلُبُ تَعْتيماً على كَلِماتِها!
وليست تُساوي الأَرْضُ شيئاً، إذا خَلَتْ
من الحَدَقاتِ النُّجْلِ، او لَفَتاتِها••
هِيَ الرأيُ -والدُّستورُ تَشْهَدُ- أنّها
سوى العِطْرِ، لم تَسْكُبْ على صَفَحاتِها
وغَيْرُ هواءِ الحَقِّ، ما زارَ أُفْقَها
ولا مرَّ غيرُ الصِّدْقِ، في رَبَواتِها
تَقولُ لكِ الدُّستورُ: يا رأيُ أشْعِلي
شُموعَكِ مِنْ روحي، ومِنْ خَفَقاتِها
وإنْ جَفَّ يوماً حِبْرُكِ الأَسْود الذي
يُضيءُ المآقي•• فاطْلُبي عَبَراتِها!
مَضَيْنا معاً للصُّبْحِ، والليلُ مُطْبِقٌ
على الدّارِ، فاسْتَنْهَضْتِها مِنْ سُباتِها
وأَحْيَتْ بنا الأَقْلامُ جَذْوَتَها التي
أسال عليها الليلُ حِبْرَ دواتِها!
وأَصْعَبُ ما تَلْقاهُ نَفْسٌ عزيزةٌ
مُحاولةُ الطَّمْسِ الخبيثِ لِذاتِها••
وَنَحْلِفُ بالضّادِ التي نَحْنُ أَهْلُها
بأَنّا سَنَبْقى مِنْ أَعَزِّ حُماتِها
وأنْ تُخْلِصَ الأقلامُ للوطنِ الذي
بَراها، وجَلاّها على صَهْوَاتِها
ويا أيُّها الغالي علينا تحيّةً
من القَلْبِ•• نُزْجيها على صَفَحاتِها••
سِنُهْديكَ في يومِ القِطافِ قِطافَها
ونُهْديكِ، في يومِ الجَنْيِ ثَمَراتِها!
وَعَهْدٌ علينا أنْ تَظَلَّ حروفُنا
سُيوفاً لأَرْضِ العَزْمِ طولَ حياتِها!!