خيارات العلاقة الاردنية مع حماس
العنوان الرئـيسي للقاءات الملك مع النخب السياسية هو تطورات الوضع في المنطقة بعد العدوان الاسرائـيلي على غزة ومستقبل عملية السلام بعد تولي الرئـيس الامريكي الجديد باراك اوباما مقاليد الحكم. لكن النقاش يتركز بشكل اكبر على خيارات الاردن السياسية لادارة الصراع في المنطقة بما يحفظ المصالح الحيوية للدولة ويبعد شبح الحلول البديلة لحل الدولتين حسب التعبير الشائع في القاموس السياسي الرسمي. وفي هذا الاطار يحظى موضوع العلاقة مع حركة حماس بحيز غير قليل من المداولات الملكية مع الشخصيات السياسية التي التقاها لغاية الان. ويمكن الاشارة هنا الى اللقاء الذي جرى في منزل رئـيس الوزراء الاسبق طاهر المصري الاربعاء الماضي حيث انصب النقاش حول العلاقة مع الحركة الاسلامية الاردنية وحركة حماس واستمع جلالة الملك الى اراء متنوعة بهذا الشأن تختلف وتتفق مع ما سمعه من اجتهادات في لقاءات سابقة.
تعكس الاراء المقترحة في الموضوع طيفا تقليديا معهودا في وسط سياسي منقسم في الاصل تجاه العلاقة مع حماس. لكن الاحداث الاخيرة في المنطقة والمتمثلة بالعدوان الاسرائـيلي على غزة وتداعياته الاقليمية دفعت باوساط من خارج المعارضة الاسلامية والقومية الى الانضمام لقائمة المطالبين بمواصلة سياسة الانفتاح على حركة حماس التي بدأت منذ اشهر وقطعت شوطا لا بأس فيه.
الى جانب هؤلاء هناك من يدعو الى اللجوء لوسطاء في المرحلة الاولى قبل استئناف الاتصالات المباشرة مع قادة الحركة في دمشق. اتجاه ثالث يرفض بالمطلق اقامة اي علاقة مع حماس; هذا الاتجاه الذي يسانده وزراء ومسؤولون يعتقد »اننا اقوياء ولسنا مضطرين للحديث مع حماس«.
الاتجاه العام في الدولة غير متحمس لسياسة القطيعة, لكنه لم يحسم خياراته بعد حول طبيعة العلاقة الممكنة مع حماس في المستقبل بانتظار صياغة استراتيجية جديدة لدول الاعتدال العربي قبيل القمة العربية العادية في الدوحة اواخر اذار المقبل.
فشل المصالحة في قمة الكويت وما نجم عن اجتماع الدوحة من قبل بدد فرص التقارب بين معسكري الاعتدال والممانعة وعمق الانقسام العربي. ويعكف الاردن حاليا على اجراء مشاورات مع دول مثل مصر والسعودية والامارات والبحرين لبلورة تصورات مشتركة حول موقف هذه الدول من قمة الدوحة والمخاوف من فرض اجندة خلافية على اعمالها.
تيار واسع في الاردن يؤمن بان وجود حركة مقاومة في الساحة الفلسطينية يحسن ميزان القوى لصالح المفاوض العربي الذي سئم سنوات من عملية السلام من دون نتائج. كما يرى هؤلاء ان انفتاح الاردن على حماس سيكون بمثابة دعم لجهود المصالحة الفلسطينية التي تعد مصلحة اردنية كما هي مصلحة فلسطينية ويضاف الى قائمة المكاسب تحسين العلاقات وتطويرها مع سورية واطراف اخرى في محور الممانعة.
لا يستطيع الاردن وهو يراجع حساباته الاقليمية تجاهل التوجهات الجديدة لادارة اوباما التي اعلنت صراحة نيتها الانفتاح على معسكر الممانعة.
ان اعادة بناء وترميم معسكر المعتدلين ينبغي ان لا يقيد خيارات الاردن الاقليمية او يدفعه لانتهاج سياسة لا تأخذ في الاعتبار حساباته الداخلية











































