خطة سياحية بين الاردن والفاتيكان

الرابط المختصر

كشفت وزيرة السياحة والاثار ، مها الخطيب النقاب في حديث خاص لـ"الدستور" النقاب عن ابرز ما جاء في خطة السياحة ، الجديدة ، بين الاردن والفاتيكان التي من ابرزها تسيير قوافل الحج المسيحي للاردن سنويا وبشكل مستمر بمجرد انتهاء زيارة البابا بنديكتوس السادس عشر للمملكة بالتعاون مع مؤسسة السياحة الدينية المعتمدة لدى الفاتيكان ، حيث ستعتمد المواقع التي يزورها "كمقصد للحجاج المسيحيين".


وقالت الخطيب ان تسيير قوافل الحجيج المسيحي للمملكة سيكون بالتعاون بين القطاعين الخاصين في كل من الاردن والفاتيكان ضمن شروط ميسرة واعفاءات تشجيعية للحجاج ، الامر الذي من شأنه الارتقاء بمستوى الدخل المتأتي من السياحة الدينية للدخل القومي ، وتصحيح وضع الاردن على خريطة السياحة العالمية عبر تفعيل وتحديث مسارات الحج المسيحي وتنويعها.

واشارت الوزيرة الى استعداد كوادر السياحية الاردنية لاستقبال الحجيج وتهيئة الخدمات الملائمة لهم و تقديم افضل مستويات الخدمات السياحية التي من المرتقب ان يقوم بتنفيذها الى جانب الوزارة مؤسسات القطاع الخاص السياحية من مطاعم وفنادق ووكلاء سياحة وسفر ، وذلك ان الاردن اصبح بمثابة مقصد ديني مسيحي معتمد رسيما من قبل المتدينين المسيحيين حول العالم.

واكدت الخطيب ان الرحلات السياحية التي تتضمن تسيير قوافل الحجيج المسيحي تشتمل على عروض تفضيلية ذات قيمة مضافة وتمتاز بمستوى راق تؤكده جودة المنتج السياحي المقدم لقوافل الحجيج الذي يأمل الطرفان باستمرارها وتفعيلها على مستوى العالم اجمع.

واوضحت الخطيب ان من ابرز معالم الخطة ترويج مسار الحجيج في المملكة لدى مسيحيي سوريا ولبنان والعراق بحيث يؤدوا مناسك الحج المسيحي بكل يسر وبدون معوقات كون مواطني هذه البلدان المجاورة يتمتعون بدخول المملكة بيسر ، مبينة ان هناك زيارات قامت بها وستستكملها لهذه البلدان لمواصلة بحث مسار الحج المسيحي وتفعيل تنظيم قوافل الحجيج اليه مع مؤسسات وجمعيات مسيحية متخصصة بذلك.

وأكدت ان ترويج الاردن سياحيا اصبح امرا واقعا و فاعلا في العالم اجمع خصوصا المسيحي منه بسبب التعاون بين الاردن والفاتيكان واعتماد الاردن كجزء اساسي من مسيرة الحجيج للمسيحيين ، مبينة ان خطة ترويج سياحي ضخمة تنفذها المملكة ، حاليا ، بالتعاون مع مؤسسات مسيحية دينية لاعتماد الاردن بعد زيارة البابا كمقصد اساسي في مسيرة الحج المسيحي.

واوضحت ان المملكة تسعى جاهدة لترويج الخطة وشرحها على مختلف المستويات الدولية كجزء من ترويج الاردن سياحيا ، مؤكدة ، في الوقت ذاته ، الاثر الايجابي الذي ينعكس ، حاليا ، ومستقبليا ، على القطاعات السياحية المحلية ككل ، وبالتالي تحريك جميع مدخلات المنتج السياحي الاردني.

وقالت وزيرة السياحة والاثار مها الخطيب ان زيارة البابا بنديكتوس السادس عشر للمملكة تعد من اهم الزيارات التي ستلقي بظلالها على القطاع السياحي والتي ستشكل قاعدة سياحية كبيرة ومقصدا للحجاج المسيحيين.

واشارت الى ان الحجوزات لزيارة المملكة بازدياد مستمر مع قرب زيارة البابا ، وان مستوى السياحة الدينية يبقى في ارتفاع تصاعدي حتى بعد انتهاء الزيارة ، حيث البدء بتطبيق الخطة المتعلقة بتسيير الحجيج عبر مسار "الحج المسيحي" المحدد في المملكة.

وحول زيارة البابا المرتقبة في الثامن من الشهر المقبل ، قالت الخطيب ان البنية التحتية اصبحت مكتملة وجاهزة لاستقبال البابا ، مشيرة الى ان الوزارة وبالتعاون مع القطاع السياحي تعمل على "قدم وساق" لاستقبال هذا الحدث الديني التاريخي المهم.

يذكر ان زيارة البابا للاردن تأتي بدعوة من جلالة الملك عبدالله الثاني ، وتعتبر الاولى من نوعيها للشرق الاوسط تبدأ من الاردن ، "الذي يشكل انموذجا يحتذى لتعايش الاديان".

يشار الى ان العمل جار منذ شهر ونيف من قبل كوادر القطاعين الخاص والعام في المملكة لترويج زيارة البابا اعلاميا واعلانيا بشتى الوسائل المسموعة والمرئية والمقروءة علاوة على الترويج الالكتروني.

الى ذلك ، قالت الخطيب ان هيئة تنشيط السياحة انشأت موقعا الكترونيا خاصا بزيارة قداسة البابا للمملكة تضمن وسائط متعددة صمم لتخليد الزيارة عبر تقديم مختلف المعلومات والأخبار المتعلقة بالزيارة والحج البابوي الذي يبدأ في الأردن ، علاوة على برنامج الزيارة والمواقع الدينية والسياحة الفريدة في المملكة.

وقالت إن الموقع الالكتروني الجديد صمم ليرحب بقداسته في مهد الحضارات ، مشيرة الى أن الأردن ومنذ فجر التاريخ كان موطن العديد من الحضارات التي تركت إرثا حضاريا وكنوزا تاريخية لا تقدر بثمن.

واشارت الى إن الأردن كان المسرح الرئيسي للعديد من الأحداث التاريخية المتعلقة بالأديان السماوية الموحدة الثلاثة ، وعلى أرضه تقع العشرات من المواقع الدينية التي تحكي قصص الأنبياء والقديسين والمريدين والأتباع.

وقالت انه تم إطلاق الموقع الجديد بست لغات هي العربية والانجليزية والفرنسية والألمانية والايطالية والاسبانية ، ويمكن الدخول إليه من موقع الهيئة (http://www.visitjordan.com) أو مباشرة من خلال العنوان (http://www.visitjordan.com/pope).

وقالت ان الموقع يحتوي معلومات عن البابا بينيدكت السادس عشر ، والبابا يوحنا بولس الثاني الذي قام بزيارة خاصة للأردن وحج للمواقع المسيحية في العالم 2000 واعتبر خلالها المغطس الموقع الرسمي المعترف به من قبل الفاتيكان لتعميد السيد المسيح.

واشارت الخطيب الى ان القطاع السياحي وبالتعاون مع هيئة تنشيط السياحة قام باجراءات لازمة حول الزيارة البابا ، مطالبة القطاع الخاص العمل بجهد اكبر لمردود الزيارة المستقبلي على القطاع والذي ينعكس ايجابيا بزيادة اعداد السياح خصوصا ان ذلك يحد من التأثيرات السلبية للازمة المالية العالمية التي يشهدها العالم على الاردن.

ولفتت الوزيرة الى انها تعمل بشكل مستمر مع القطاع السياحي لبحث اهمية زيارة البابا للمملكة اضافة الى بحث سبل تعميق الاستفادة منها بشكل ايجابي ودائم عبر تنسيق الجهود المؤدية لذلك بين كافة اطراف العملية السياحية.

واشارت الخطيب الى استمرار التنسيق بين الوزارة ومختلف المؤسسات السياحية في مقدمتها هيئة تنشيط السياحة لتعظيم دور السياحة الدينية مستقبلا ورفع مستوى الدخل المتأتي منها من جهة و رفع مستوى الخدمات المقدمة للسياح والحجاج المسيحيين من جهة اخرى خصوصا بعد انتهاء زيارة قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر للمملكة.

ويتضمن برنامج زيارة قداسة البابا إلى المملكة إلقاء كلمة لدى وصوله في المطار ، وزيارة مركز سيدة السلام ، والمشاركة في قداس خاص في كنيسة السفارة البابوية في عمان ، وزيارة كنيسة الصياغة ـ مقام النبي موسى في جبل نيبو ، حيث سيلقي قداسته كلمة بمناسبة زيارته للموقع ، كما يضع قداسته حجر الأساس لجامعة مادبا التابعة للبطريركية اللاتينية ، ويزور المتحف الهاشمي ومسجد الحسين بن طلال حيث سيلتقي عددا من علماء الدين الإسلامي وأعضاء السلك الدبلوماسي ورؤساء الجامعات.

كما يتضمن برنامج قداسة البابا المشاركة في صلاة الغروب في كاتدرائية القديس جورجيوس للروم الكاثوليك في عمان ، وفي القداس الاحتفالي الذي سيقام في ستاد عمان بمدينة الحسين الرياضية.

وسيزور قداسته موقع المعمودية ـ المغطس حيث سيبارك حجر الأساس لكنيسة اللاتين وحجر الأساس لكنيسة الروم الكاثوليك ، ويشارك قداسته قبيل اختتام زيارته للمملكة في احتفال القداس الإلهي في كنيسة السفارة البابوية في عمان.

وكان قداسة البابا بولص السادس قام بأول زيارة بابوية إلى المملكة عام 1964 ، كما قام قداسة البابا يوحنا بولص الثاني عام 2000 بزيارة مماثلة إلى الأردن التقى خلالها جلالة الملك عبدالله الثاني وزار عددا من المواقع الدينية والأثرية.

وسيقوم البابا بالحج إلى موقع المغطس والذي يعرضه الموقع الالكتروني الجديد كواحد من العديد المواقع السياحية والدينية الفريدة في الأردن. ويتضمن الموقع فيلم فيديو عن الأردن كوجهة للسياحة الدينية المسيحية ، ويقدم خدمة لمشاهدة بث حي لمختلف برامج زيارة البابا من التلفزيون الأردني. ويمكن لمستخدم الموقع رؤية مجموعة من الصور المتعلقة بالمواقع السياحية والدينية ، بالإضافة إلى مختلف الأخبار والبيانات الصحفية المتعلقة بالزيارة التاريخية.