خطة حكومية لمكافحة الفقر: جذب الاستثمارات ودعم مباشر للمواطن

الرابط المختصر

كشف
رئيس الوزراء عن خطة الحكومة لمكافحة مشكلتي الفقر والبطالة، التي تتمثل في
المحافظة على نسب النمو الاقتصادي بتحسين البنية التحتية الجاذبة للاستثمارات،
والسيطرة على النمو السكاني وإيصال الدعم الحكومي للغايات المستهدفة مباشرة بدلا من
توجيهه للسلع.


وفصل رئيس الوزراء معروف البخيت، في
مؤتمر صحفي عقده مساء الثلاثاء في دار رئاسة الوزراء، الخطة التي وصفها بأنها جاءت
لإعادة توزيع المخصصات المرصودة لمعالجة الفقر والبطالة في الأردن وذلك بناءا على الرسالة التي وجهها الملك عبد الله
الثاني إلى الحكومة بضرورة الإسراع في إيجاد حلول سريعة لهاتين المشكلتين
ومساعدة الفقراء بشكل مباشر.

واضح البخيت أن هذه الخطة تنقسم إلى
قسمين رئيسيين احدهما بعيد المدى ويتمثل في إجراءات عدة منها المحافظة على نسب
النمو الاقتصادي بنسبة 6 بالمئة أو أعلى. بالإضافة إلى السيطرة على النمو السكاني ومحاولة خفضه
إلى 2 بالمئة هذا إلى جانب جذب الاستثمارات إلى البلاد وتطبيق السياسات التي تساعد
على ذلك.

وأضاف البخيت أن القسم الأخر من
الخطة هو قريب المدى وسيشرع بتطبيقه على الفور خاصة أن لدى الحكومة قاعدة بيانات دقيقة جدا و سيتم إطلاق
اسم " برنامج عمل الحكومة للتشغيل ومكافحة الفقر 2006 /2007"على هذا القسم من
الخطة حيث أشار أن الجهود الحكومية تركزت على تحسين البنية التحتية الجاذبة
للاستثمار وتطوير إمكانيات المنظمات الأهلية من خلال برنامجي حزمة الأمان
الاجتماعي وتعزيز الإنتاجية بالإضافة
إلى تقديم المعونة الوطنية المتكررة من خلال صندوق المعونة الوطنية.

وقال البخيت لقد أنفقت الحكومة خلال
السنوات السبع الماضية 720 مليون دينار من خلال خمسة برامج رئيسة للتشغيل ومكافحة الفقر و لكون نسب
الفقر راوحت مكانها كان للحكومة أن تضع تصورا جديدا يرتكز على أمور عدة منها إيصال
الدعم الحكومي للغايات المستهدفة مباشرة بدل من توجيه الدعم إلى الجهات المزودة
للخدمات، حيث قال: "في الماضي كان الدعم يوجه إلى السلع أما الآن فسنوجه الدعم
للمواطن وسنصل إلى الفقراء مباشرة ونساعدهم وسنتخلى عن دعم السلع. وذلك من خلال معايير دقيقة
لصرف المبالغ لتعزيز ثقافة العمل والتعليم في أوساط الفقراء".

كما أشار البخيت إلى نية الحكومة من خلال هذه الخطة إعادة تخصيص
الموارد الحكومية وتركيزها على استهداف الفقر بشكل مباشر ويهدف برنامج الحكومة أيضا إلى توفير مظلة
للحماية الاجتماعية للفقراء غير القادرين على العمل. ورفع نسبة مشاركة الأردنيين في سوق
العمل من خلال حزمة إجراءات قصيرة المدى .تم تصميمها لمعالجة الاختلالات التي لا
يمكن تصحيحها عن طريق رفع مستوى الاقتصاد فقط. وتشمل الاختلالات هذه التفاوت في
توزيع مكتسبات التنمية بين المناطق الجغرافية وضعف الإقبال على العمل اليدوي وضعف
الموائمة بين مخرجات التعليم الأكاديمي والمهني ومتطلبات السوق .

وكشف البخيت عن مجموعة من البرامج ستقوم الحكومة بتنفيذها في هذا
الإطار منها إنشاء هيئة للتكافل الاجتماعي لتدعيم أوجه التكافل الاجتماعي في المجتمع وذلك لتنامي الجاحة
لتنسيق الجهد في المعونة الوطنية وقد تقرر تشكيل هيئة تنسيقية للتكافل الاجتماعي يديرها مجلس
أمناء يرأسه رئيس الوزراء.

وأوضح
البخيت أن الخطة تتضمن أيضا إعادة هيكلة صندوق المعونة الوطنية بهدف رفع أداء الصندوق في
إيصال المعونات للأسر المستحقة بكفاءة عالية لضمان دقة المتابعة وتحديث المعلومات. ويتوقع أن يكون الإطار الزمني
لإعادة الهيكلة ستة أشهر.

أما في مجال التعليم فقد قال البخيت انه
سيتم تحويل الدعم الموجه لتمويل موازنات الجامعات الرسمية لتوفير منح وقروض للطلبة غير
المقتدرين من خلال صندوق دعم الطالب ودعم البحث العلمي وأوضح أن الإطار الزمني لهذا
التوجه سيحتاج إلى ستة أشهر.

كما نوه البخيت إلى شمول الدعم الحكومي
للمعاهد لتطوير قطاع التدريب المهني ورفع سويته وذلك خلال 6 أشهر.

كما بين
البخيت أن الحكومة ستضع برنامج عمل لرفع سوية التعليم المهني الأساسي ونوعية المهارات
المكتسبة لتصبح أكثر موائمة مع احتياجات سوق العمل اعتبارا من مطلع العام الدراسي 2006_2007.

وبين البخيت أن هناك توجه حكومي لإحلال
العمالة الأردنية مكان العمالة الوافدة ولذلك للتخفيف على الاقتصاد الوطني وفتح المجال أمام الأردنيين للعمل وأشار أن
ذلك سيتم في اقرب وقت ممكن.

كما أجاب البخيت
خلال المؤتمر على أسئلة الصحفيين حول العديد من القضايا السياسية والاقتصادية والمحلية. فقد بارك البخيت جهود
الأجهزة الأمنية الأردنية التي أعلنت اعتقال عنصر بارز في تنظيم القاعدة وأثنى على
اليقظة التي تتمتع بها الأجهزة الأمنية لحماية امن الأردن.

كما تطرق البخيت إلى السائق خالد
الردايدة الذي
استشهد في غزة اثر اشتباكات شهدتها مدينة غزة حيث قال أن الأردن يثمن عاليا موقف الرئيس الفلسطيني محمود
عباس الذي سارع إلى الاتصال بالملك عبد الله الثاني وقدم التعازي للأردن وشكر البخيت رئيس الحكومة الفلسطينية
إسماعيل هنية على مبادرته الاتصال برئيس الممثلية الأردنية في غزة معزيا بفقدان
الردايدة .

وأشار البخيت أن الحكومة الأردنية طالبت السلطة الفلسطينية بضرورة فتح
تحقيق جدي لمعرفة ملابسات هذا الحادث الأليم و قال "إن كل أردني مهم لنا ويجب
علينا أن نقف على الأسباب التي أدت إلى وفاة الردايدة ويجب معاقبة من يقف وراء هذا العمل
الإجرامي" وأكد البخيت على عمق العلاقات الأردنية الفلسطينية.

يذكر أن هذا
المؤتمر شهد حضورا إعلاميا كبيرا وقد حضره إلى جانب رئيس الوزراء الناطق الرسمي باسم
الحكومة تاصر جودة وقد استمر حوالي الساعة.

أضف تعليقك